نهب منظم يطال آثار إب اليمنية وسط اتهامات بضلوع قيادات حوثية
السبت 26 يوليو ,2025 الساعة: 11:35 صباحاً

تشهد محافظة إب وسط البلاد، موجة متصاعدة من أعمال النهب والتجريف التي تطال مواقعها الأثرية، وسط اتهامات محلية وميدانية بوقوف عصابات مرتبطة بقيادات حوثية خلف عمليات الحفر العشوائي وسرقة الآثار وتهريبها إلى الخارج. 

وأكدت مصادر محلية لـ"الشرق الأوسط" أن عشرات المواقع الأثرية في مركز المحافظة ومديرياتها المختلفة تتعرض لعمليات نهب منظمة وحفر غير قانوني على يد ما يُعرف بـ"عصابات الآثار"، والتي تنشط تحت حماية مسلحة وعلى مرأى من سلطات الحوثيين دون أي تدخل. 

وشهد موقع "العصيبية" الأثري في مديرية السدة، شرق إب، مساء الثلاثاء الماضي، عملية نبش جديدة هي الثالثة من نوعها خلال أشهر، نفذتها مجموعة مسلحة من 8 أفراد، مستخدمين أدوات تنقيب ليلي، ما دفع أهالي المنطقة لمواجهتهم، لتندلع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة، دون أن تمنع العصابة من مواصلة الحفر. 

وقبل أيام، استهدف مجهولون موقع "ذي الصولع" التاريخي قرب ظفار، حيث باشروا الحفر في محيط مبنى أثري يحتوي على نقوش قديمة بالخط المسندي، يُعتقد أنها تعود لممالك يمنية قديمة، في محاولة لنهبها وتهريبها إلى الأسواق العالمية. 

وبحسب الشهادات، فإن نحو 10 مواقع أثرية على الأقل تعرّضت للاعتداء منذ مطلع الشهر الجاري، بينها "مسجد الأسدية" في المشنة، و"جبل الرئسي" في ذي السفال، و"حصن يفوز" بالعدين، و"العرافة" في ظفار، وموقع "مريت" في السياني، إضافة إلى ضريحي "مفضل" و"الحداد" في السبرة. 

ويرى خبراء ومهتمون بالتراث أن هذه الاعتداءات لا تُنفذ بمعزل عن قيادات نافذة في جماعة الحوثي، التي يُتهم بعض أفرادها بإدارة شبكات تهريب منظمة تقوم بتصريف الآثار المنهوبة في الأسواق الخارجية، بما في ذلك المجوهرات والحُلي الذهبية الأثرية، التي ظهرت مؤخرًا في أسواق إب وصنعاء. 

الباحث اليمني عبد الله محسن كشف عن عرض قطع أثرية للبيع في معارض مجوهرات بمدينة إب ومدن أخرى، مؤكداً أن كثيرًا منها جرى استخراجها بطرق غير قانونية وبيعها إلى مهربين عبر منافذ برية وبحرية. 

ودعا مختصون في الآثار ومنظمات حماية التراث، وعلى رأسها منظمة "اليونسكو"، إلى التدخل العاجل لحماية التراث اليمني ومنع تداوله في الأسواق الدولية، والعمل على استعادة القطع المهربة، مؤكدين أن ما يجري يمثل تهديدًا خطيرًا لهوية اليمن التاريخية والحضارية. 

وتُعد إب من أبرز المحافظات اليمنية الغنية بالمواقع الأثرية، إذ كانت مركزًا هامًا للدول اليمنية القديمة مثل الدولة الحميرية والصليحية، ما يجعلها هدفًا متكرّرًا لعصابات نهب الآثار في ظل غياب الحماية وضعف المساءلة.



Create Account



Log In Your Account