تمثال أثري نادر لامرأة يمنية يعرض في معارض دولية
الأحد 27 يوليو ,2025 الساعة: 10:05 صباحاً
متابعات

كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن تمثال أثري نادر لامرأة بارزة من مدينة "تمنع" التاريخية، عاصمة مملكة قتبان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويُعرض حالياً في عدد من المعارض الدولية، بعد تهريبه من اليمن إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم انتقاله لاحقاً إلى سويسرا.

ويُعدّ التمثال، المنحوت من المرمر والمزيَّن بعناصر من البرونز، من أكمل وأندر نماذج النحت اليمني القديم، ويُرجَّح أنه يُجسّد ملكة أو كاهنة. وقد شارك في عدة معارض فنية دولية بارزة، من بينها معرض "PAD London" الذي أُقيم في ساحة بيركلي بلندن في أكتوبر 2017، والذي يُعرف بعرضه لأهم قطع الفنون الكلاسيكية والمعاصرة.

وبحسب مؤسسة "فينكس للفن القديم" التي عرضت التمثال، فإنه يُعد أكمل تمثال مرمري معروف لامرأة يمنية، يحتفظ بتفاصيل فنية دقيقة ونادرة، من بينها الشعر المصنوع من البرونز، والتاج، والأقراط، والأساور المصممة على شكل أفاعٍ، إلى جانب فستان طويل بأكمام قصيرة.

وتبرز ملامح دقيقة في الوجه، خصوصًا العينان الكبيرتان المرصعتان بمادة داكنة يُرجّح أنها البيتومين، إضافة إلى الحواجب والحدقتين المحفورتين بعناية فائقة.

وأشار الباحث محسن إلى أن التمثال يُصوّر امرأة واقفة بثبات على قاعدة صغيرة، قدماها عاريتان، وذراعاها ممدودتان إلى الأمام في وضع تعبّدي، إحداهما مفتوحة والأخرى تقبض على جسم غير محدد، مع وجود تباين فني بين دقة نحت الوجه وتجريد الجسد، وهو ما يميّز فن النحت اليمني في تلك الحقبة.

وتُشير دراسات دولية، منها ما قدّمه الباحثان كليفلاند ودي ميغريه، إلى أن هذه التماثيل الجنائزية كانت تُستخدم كصور رمزية للمتوفين، وتُوضع بجوار القبور، ما يعكس طقوس الدفن والمعتقدات الدينية في حضارة قتبان.

ويُعد هذا التمثال النادر دليلاً ملموسًا على ثراء وتفرّد الحضارة اليمنية القديمة، ويعيد التأكيد على أهمية الجهود الرامية إلى استعادة الآثار اليمنية المنهوبة، والحفاظ على ما تبقى منها من عبث التهريب والنهب.


Create Account



Log In Your Account