انعكاس لصراع النفوذ الإقليمي...العليمي يغادر عدن إلى الرياض والزبيدي يتوجه إلى أبوظبي بعد خلافات القرارات الأخيرة
الأحد 14 سبتمبر ,2025 الساعة: 07:04 مساءً
الحرف28 - خاص



غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الأحد، العاصمة المؤقتة عدن متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية، بعد يوم من مغادرة عيدروس الزبيدي عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، الى ابوظبي. 

وكالة سبأ الرسمية، قالت ان العليمي غادر الى السعودية في طريقه إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة لمناقشة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على قطر. 

وتجاهلت الوكالة خبر توجه الزبيدي الى عدن، على غير العادة، ما يشير الى عمق الازمة التي جاءت بعد تجاوز الزبيدي صلاحيات رئيس المجلس وإصداره قرارات تعيين أثارت جدلاً واسعاً، تضمنت تعيين وكلاء لمحافظات ورئيس لهيئة الأراضي ونواب في شركة النفط.


ورغم اشتداد الازمة، ومغادرة الزبيدي الى ابوظبي والعليمي الى الرياض، الا ان الانتقالي واصل فرض قراراته، حيث أقدم اليوم الأحد على اقتحام مكتب نائب وزير الاعلام حسين باسليم وتسليم المكتب بالقوة للمعين بقرار الزبيدي.

اللافت أن الزبيدي كان يلح بشدة على الإطاحة برئيس هيئة الأراضي والمساحة المدنية سالم العولقي وهو قيادي في الانتقالي، بعد اتهامات وجهت للزبيدي بالوقوف وراء تطفيش العولقي من هيئة الاراضي بسبب الإصلاحات التي اراد فرضها والتي اظهرت أن الانتقالي يمثل مظلة حماية لشبكة الفساد في الأراضي بحسب ناشطين جنوبيين وآخرين موالين للانتقالي.

وقد اثارت هذه القرارات المزيد من التكهنات بشأن التنافس بين دولتي التحالف اللتان تديران ملف الشرعية في الاراضي المحررة وتتهمان برعاية الانقلاب الثاني على الرئيس هادي في اغسطس 2019، قبل الإطاحة به رسمياً وإجباره في مقر اقامته بالرياض على نقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي جماعي كان متوقعاً منذ اعلانه أنه مجرد هيكل لإدارة صراعات الدولتين وتقويض الدولة اليمنية كما يتهمه مسؤولون سابقون وناشطون يمنيون.

ويُنظر إلى تحركات العليمي إلى الرياض والدوحة على أنها محاولة لتعزيز شرعيته ودوره كرئيس للمجلس، بينما تمثل مغادرة الزبيدي إلى أبوظبي استمراراً لاعتماده على الدعم الإماراتي في مواجهة العليمي والحفاظ على نفوذه في الجنوب.

لكن بعض التحليلات ترى ان الزبيدي قد وضع نفسه في مأزق بسبب القرارات، ليس مع مجلس القيادة الرئاسي فحسب، بل مع حليفته ابوظبي، إذ بدت في موقع من يريد نسف الترميمات الاخيرة، وهو ما انعكس في طريقة التعامل مع زيارة الزبيدي الى ابو ظبي حيث ظلت طائرته تدور في الاجواء العمانية لمدة 20 دقيقة قبل أن تحصل على الإذن بدخول الأجواء الإماراتية، بحسب مصادر اعلامية عديدة، وهو ما قد يشير الى عدم رضا اماراتي من قرارات عيدروس التي قد تزيد تعكير علاقاتها بالرياض.
 

تسلط هذه التحركات الضوء على هشاشة التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي، ومدى تأثير الدعم الإقليمي على توازن النفوذ بين أعضائه. 

ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات تعكس الانقسام الإقليمي داخل المجلس، حيث يُعرف العليمي بأنه مدعوم من السعودية، بينما يحظى الزبيدي بدعم إماراتي، ما يجعل أي خطوة أحادية تتخذها أي من الأطراف محط توتر وخلاف داخل القيادة، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة، وأزمة الرواتب وارتفاع الأسعار، إلى جانب التحديات الأمنية والسياسية مع الحوثيين.

وليس واضحاً ما ستؤول اليه ازمة القرارات الأخيرة، لكن المؤكد هو أن المجلس يبدو عاجزاً عن التعامل مع الأزمة اليمنية، بينما يقول محللون إن المجلس صُمم ليكون وسيلة للرياض وابوظبي لإدامة الازمة اليمنية وإدارتها، في حين تتتردد معلومات غير رسمية عن نية العاصمتين هيكلة المجلس من جديد، وإدخال تعديلات في قوامه وعدده وربما رئاسته، وسط حالة استسلام من القوى السياسية اليمنية.


Create Account



Log In Your Account