الإثنين 22 سبتمبر ,2025 الساعة: 04:20 مساءً
عقد مركز المخا للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة Thinkin Forward ندوة موسعة بعنوان «اليمن في ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة»، شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء من داخل اليمن وخارجه.
وناقشت الندوة جذور النزاع اليمني وتحولاته الإقليمية، وصورة اليمن في الإعلام الغربي، ودور المرأة في عملية السلام، إضافة إلى سيناريوهات المستقبل.
وفي الورقة الافتتاحية، استعرض الدكتور إسماعيل السهيلي جذور الأزمة اليمنية، مشيرًا إلى أن سياسات السيطرة الحوثية، وضعف الشرعية، والتدخل الإيراني والتنافس الإقليمي والدولي، ما تزال من أبرز محركات استمرار الصراع. واعتبر أن السلام في اليمن يمثل مصلحة وطنية وإقليمية ودولية عبر استعادة الدولة وبناء نظام ديمقراطي عادل.
من جانبه، قدّم الخبير البريطاني أوليفر ماكتيرنان قراءة في آليات الصراع، مؤكداً أن فلسفة “السلام عبر القوة” لا تنتج سوى استقرار هش، داعياً إلى سلام يقوم على العدالة والحوار.
وتناول الدكتور أحمد رمضان التحولات الدولية وانعكاساتها على اليمن، موضحًا أن موقع اليمن الاستراتيجي يظل معطلاً بسبب غياب الاستقرار.
أما رئيس مركز المخا عاتق جار الله، فطرح ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الصراع، مرجحًا حدوث تغييرات في بنية الشرعية يعقبها تصعيد عسكري بدعم إقليمي.
كما تطرقت مداخلات أخرى إلى أبعاد إنسانية وإعلامية، حيث أكدت سيسيلي بايليس على العبء المضاعف الذي تتحمله المرأة اليمنية، فيما انتقدت آنا بيلي مورلي تغييب السرديات اليمنية عن الإعلام الغربي. أما جوردان مورغان فشدد على أهمية القيادة المدنية والحوار الوطني لتفادي تأطير النزاع في قوالب دينية وأيديولوجية.
وخلصت الندوة إلى أن اليمن لم يعد أزمة محلية فحسب، بل تحول إلى عقدة في شبكة صراعات إقليمية ودولية، وأن السلام المستدام لن يتحقق إلا عبر العدالة والشراكة الوطنية وبناء دولة قادرة على تقديم الخدمات والتنمية.