شمس 26 سبتمبر و14 اكتوبر ... واحدية الأهداف والنضال المسلح
السبت 27 سبتمبر ,2025 الساعة: 01:16 مساءً


مستهل:
وشعبنا اليمني يحتفي بمناسبة ثورتيه المجيدتين- ذكرى ال61 لثورة ال26 من سبتمبر والذ
 كرى ال60 لثورة ال14من اكتوبر..إن شعبنا اليمني البطل وهو يحتفي بدخول ثورتيه في 
 العقد السابع من عمر هما: يجد أنه أمام اسئلة يطرحها الجيل الثاني من شباب الثورتين المجيدتين..وتحديدا الجيل الذي يعيش عقده الثلاثيني- حملة الشهادة الجامعية الجامعية والدبلوم الجامعي والثانوية العامة بوجه اخص!! هذا الجيل يطرح اسئلة ؛ نظرا لحداثة العمر التي لم يحالفها الحظ بلقيا آبائنا الرواد الاوائل الذين نحتوا تاريخهم النضالي البطولي في الصخور الصماء في قمم ووديان وطننا اليمني!!
اسئلة يطرحها الجيل الثاني والذي رأى نور شمس وطننا اليمني قبل اوبعد عودة الوحدة اليمنية المباركة بعام ؛ فهذا الجيل نشأ في ظل الوحدة المبا ركة غير أنه في ظل الحرب المليشاوية المشؤومة..الحرب الارهابية الحوثية السلالية العنصرية الانقلابية على الشرعية الدستورية والاجماع الشعبي ومارافقها من حملات تضليل اعلامي- تزييف للوعي وطمس لتاريخ ثورتي شعبنا 
 اليمني!! تزييف يستهدف طمس منطلقات الثورتين..
طمس اللوحة التاريخية الخالدة التي سجلت واحدية الاهداف والنضال الموحد الذي خاضه ابطال اليمن عموما بلا استثناء
دفاعا ؛ ارساء لاهداف الثورة الأم- ثورةال 26 من سبتمبر المجيدة عام1962 ودفاعا عنها من الثورة المضادة من فلول الملكية السلالية الطاغية ؛ فقد هب اليمنيون من عموم الوطن اليمني دفاعا عن الثورة الام..ثم اتجه اليمنيون ثائرين ضد الاحتلال الا نجليزي البغيض الجاثم على المحافظات الجنوبية قرابة130 عاما!! 
نعم..إن الاسئلة الثقافية والتاريخية التي يطرحها الجيل الثاني تحمل دلالة مفادها أن هنالك ثغرة ثقافية لدى جيل الشباب تجاه موقف الشعب اليمني الواحد وزخم نضاله الثوري قرابة عقد من الزمن ؛
 ذلك أن الجيل وجد انه كاد ان يفقد الهوية والثقافة والتاريخ 
وها هو الجيل يطرح سؤالين اثنين..الاول : لماذا قامت ثورة ال26 من سبتمبر وثورة ال14 من اكتوبر ؟ الثاني: من الذي صنع هاتين الثورتين ودافع عنهما؟؟
موضوع الإجابة على السؤالين الآنفين سيكون في المحاور التالية:

المحور الاول- وحدة الأهداف:
اذا نظرنا في اول اهداف..او مبادئ ثورة ال26 من سبتمبر نجد انه قدنص حرفيا على:
( التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما) وإذن..
ثورة ال26 من سبتمبر هدفها الاول تحرير الوطن اليمني عموما- بلا استناء-من الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي!!
من جهة ثانية اصدر المشير عبدالله السلال رحمه الله قرار تشكيل اول حكومة جمهورية وفيها اول حقيبة وزارية اسمها وزارة الوحدة وشؤون الجنوب وفي ذات اللحظة نجد البطل
( لبوزة) رحمه الله ومعه لفيف من أبناء ردفان ولحج وغيرها كانوا في الصفوف الاولى من أبناء الشمال دفاعا عن الثورة و الجمهورية!! 
ايضا..سلطان ناجي رحمه الله في كتابه التاريخ العسكري لليمن قال أنه بعد مرور قرابة عام على الثورة الام استدعى المشير السلال رحمه الله- البطل لبوزة والذي كان يقاتل في محافظة حجة ومعه عدد من أبطال الجنوب واجتمع بهم في دار الحمد صنعاءواخبرهم وفقا للاستخبارات العسكرية أن الاحتلال في الجنوب يسعى الى تفجير حرب في المناطق الوسطى بهدف ارباك حكومة الجمهورية كي تتمكن فلول الملكية في شمال الشمال من الزحف نحو العاصمة صنعاء وانتهى الاجتماع بقرار خلاصته سرعة التوجه إلى تفجير ثورة في الجنوب ارباكا للاحتلال وتكفل السلال بالدعم العسكري ؛ فانطلق الابطال بقيادة لبوزة الى جبال ردفان غير أنه- رحمه الله اصطدم بجنود الاحتلال في منطقة الضالع ودخل معهم في مشادة فتبادلوا إطلاق النار فاستشهد لبوزة ووصل الخبر الى أبطال الحوطة فتحركوا الى قمم ردفان فانبلج فجرثورة ال14 من اكتوبرعام
1963م.!! من جهة اخرى وجدنا معلومة- تاريخ شفوي- من ابناء تعز- مديرية ماوية تحديدا- الذين شاركوا او عايشوا لحظة انطلاق ثورة14 من اكتوبر ذكروا قائلين:
فور وصول خبر استشهاد لبوزة تحرك احد مشائخ مديرية ماوية والذي لاذ بالفرار قبل سنوات من طغيان احمد ياجناه بتعز ؛ فالشيخ عبدالله هاشم لجأ الى عشيرته في الضالع.. وبعد ايام قلائل من وصول خبر استشهاد البوزة انطلق الشيخ عبدالله هاشم الى مدينة الحوطة- لحج واقتحم سور مكتب نائب المندوب السامي للاحتلال ودخل الى مكتب المندوب وقتله بمسدسه ولحق بالثوار!! 

احمدالحضراني يسقط طائرة:

في مقابلة صحفية مع الشاعر الاستاذ ابراهيم الحضراني رحمه الله- أجرتها مجلة نوافذ نجد شاعرنا يستحضر دور والده- علميا ونضاليا..ومما ذكره كشاهد لافت للنظر على واحدية ووحدوية النضال الخ.قائلا:
انني افتخر أن والدي اول شخصية يمنية أسقط طائرة الاحتلال ببندقيته الجرمل في قمة جبال ردفان !! مؤكدا ان الطائرة اقتربت جدا من قمة الجبل تتجسس على الثوار ووالدي كان تحت صخرة فوجه بندقيته عن قرب صوب زجاج الطائرة المقاتله فسقطت بمساعدة ضغط الريح !!

     شاهد من اهلها:
العميد علي عنتر في خطاب له موجود في- النت- مخاطبا 
خريجي الكلية العسكرية قائلا بالحرف( لولا وقوف حكومة الجمهورية في صنعاء ماتمكنا من تفجير الثورة ومواصلة النضال في الجنوب!!

اهداف اكتوبر ترجمة وتطبيق :
اشرنا اعلاه أن الهدف الاول لثورة ال26 من سبتمبر هو (التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما) نوضح هنا ان اسوأ مخلفات الاستعمار والذي سعى الى تمزيق الجنوب الى16 سلطنة ولكن تحت مسمى هو(الجنوب العربي)!! وعليه ؛ فقد جاء احد اهداف ثورة اكتوبر( الغاء السلطنات) وتوحيد المحافظات الجنوبية تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية!!
واليك اخي القارئ مسرد اهداف ثورة اكتوبر يمكنك قراءتها في ضوء اهداف الثورة الام وسترى انها متفرعة عنها- وتطبيقا لها!!  
 أهداف ثورة14 أكتوبر
1-تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط.
2-إسقاط الحكم السلاطيني والتي يصنف بأنها رجعي.
3-إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية.
4-استكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية.
5-إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.
6-بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته.
7-توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء.
8-إعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسؤولياتها الاجتماعية.
9-بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة وأهدافها.
10- انتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بعيدا عن السياسات والصراعات الدولية.
اذن..هدف الثورتين واحد..!!
والابطال الذين ناضلوا في تثبيت اهداف الثورتين هم أبناء اليمن- شمالاوجنوبا.

المحور الثاني- الحضن الآمن:

1 معسكر صالة- تعز !!
أقيم في تعز معسكر انضم اليه اعداد من أبناء الجنوب والشمال
على السواء !!
2 تلقى رواد معسكر صالة انواعا من التدريب ابرزها:
- العمل العسكري المسلح!
‐ الامن الوقائي!
 مكاتب قيادات المقاومة الجنوبية:
1 فتحت مدينة تعز صدرها لاقامة مكاتب قيادات المقاومة الجنوبية على سبيل المثال لا الحصر:
- مكتب القائد قحطان الشعبي!
- مكتب نائب القيادة!!
- مكتب الأمين العام للجبهة القومية!! 
- مكتب القائد محمد علي هيثم!
- مكتب قيادة علي ناصر محمد!
- مكتب اتحاد الشباب!
ومكاتب اخرى..!!
2 انخراط عدد من أبناء تعز في العمل العسكري!
3 دفعتي العمل الفدائي- رغم قلة عدد الدفعتين- فقد انخرط فيهما 6 أشخاص من أبناء تعز!
4 مسيرات قام بها أبناء تعز مطالبين المنظومة الدولية بالنظر الى الشعب اليمني الثائر ضد الاحتلال البغيض..وحول هذه النقطة- المسيرات في تعز حدثني بها عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني- الاستاذ احمد محمد مسعد المخلافي- الملقب- حمود الحبشي ولازال حيا يرزق!!
الجدير ذكره ان الحبشي انحى باللائمة وبمرارة تجاه تغييب الدور الشعبي لابناء تعز تجاه ثورة ال14 من كتوبر!
5 الدكتور سلطان المعمري- تخصص تاريخ..كلية التربية جامعة تعز..اشتراكي..يختزن في ذاكرته الكثير الكثير من مواقف أبناء تعز..ولايكاد يفتأ يتحدث حتى يطلق عبارات اللوم ضد تغييب دور المحافظات الشمالية عموماو تعز خصوصا..! الجدير ذكره
 أن الدكتور سلطان وافته المنية قبل عامين تقريبا..وبوفاته فات الكثير من التاريخ الشفوي!! ولانعلم هل دون مشاهداته ام لا؟ 
صفقة سلاح الزعيم ناصر:
1 قدم الزعيم عبد الناصر رحمه الله..اول صفقة سلاح للثورة الجنوبية عام1964م.بعد عام من انطلاق الثورة وذلك عبر محافظة تعز!!
2 شارك العديد من أبناء تعز وأب وغيرهم في إيصال السلاح الى خطوط التماس في المناطق الجنوبية!!

   الدعم المالي من تجار تعز!!

هذا الدور على أهميته سجله التاريخ الشفوي اكثر والسبب هو أن الدعم المالي غالبا ما يكتنفه الغموض انطلاقا من التنظيم السري..!! وقصة الزبيري والنعمان رحمهما الله خير شاهد فقد كان الزبيري يعتريه الشك حول مصدر الدعم المالي لدى النعمان ابّان تأسيس الجمعية اليمانية في عدن ، وكان النعمان يخفي مصادر التمويل لكن الزبيري ازدادت شكوكه ان حكومة الاحتلال هي من تموّل!! وبعد اخذ ورد ومواقف اقتنع الزبيري بمبررات النعمان المتمثلة في مخاوف التجار- ابناءتعز- من بطش الطاغية وتهديم منازلهم!!
ولاشك ان هنالك الكثير ممن لديهم معلومات حول الدعم المالي للثورتين دون تمييز!! 
لكنني سأذكر ماوصلني المتمثل في الرواية الشفوية التالية:

 الحاج فرحان ياسين الدبعي!

الحاج فرحان ياسين الدبعي شغل منصب رئيس اتحاد نقابات العمال ايام سالمين رحمه الله!
في رحلة سفر إلى عدن تعرفت على الحاج فرحان الدبعي في البيجوت- خريف عام 2002 م.
الحاج فرحان يتمتع بشخصية وقورة..لاتفارقها البسمة..ذقن مخضوب بالحنّأ..وليس له لحية!
يلبس كبوت- كوت طويل شبيه بالقضاة الأ تراك..وحسب قوله أنه قادم من دولة عربية بعد إجراء عملية قلب مفتوح!!
 تجاذبنا الحديث فقال انه شغل منصب نقيب العمال وكان محط احترام الزعيم سالم ربيع علي وذكر مواقف له كثيرة مع سالمين لاتخلو من طرافة وإثارة في آن..!! الشاهد في كلام الحاج الدبعي هو قوله: الكثير من تجار تعز قدموا الدعم السخي لثورة اكتوبر.. بعضهم مقيم في تعز والبعض مقيم في عدن والبعض خارج اليمن- الحبشة وغيرها !!
وذكر على سبيل المثال..التاجر حسين الاسودي ؛ مؤكدا أن هذا التاجر له بصمات كثيرة بدء من دعم الطلاب أبناء تعز في عدن خلال عقدي الأربعينات والخمسينيات..وعند انطلاق الثورة بادر داعما وبالذات لفصيل الفدائيين ؛ مؤكدا في كلامه انه يعرف عددا من أبناء تعز الذين التحقوابالفدائيين..بل قال أن هناك اشخاصا ممن التحقوا بالفدائيين مازالوا على قيد الحياة!!

الحاج حمود فرحان حاتم:
من أبناء مديرية التعزية- عزلة قياض..قال لي انا عملت بحارا انا واخي عبدالله..بين ميناء عدن وموانئ العالم لسنوات طوال..!! وانطلقت ثورة اكتوبر وبعد عامين اتسعت رقعة المعركة فاحتاج الثوار للسلاح وذلك عام1965م. التزم الزعيم ناصر رحمه الله بصفقة سلاح على حسابه..وبعد بحث عن الثقة الأمنية استقر الاختيار علي انا واخي..فانطلقنا الى كندا وحملنا الصفقة..ثم سرد لي اماكن واوقات التخفي وعدم التحرك في البحر وظلّا الاخوان البحارين طيلة 65 ليلة حتى وصلت الصفقة بأمان الى مكان بعيد عن عيون الاحتلال واستلمتها القيادة والتي بدرها ارسلت برقية للزعيم ناصر بهذاالخصوص وأن ناصر ابدى ارتياحه واعجابه الشديدين بنجاح وصول الصفقة ووعد بجائزة مالية للبحارَين فرفض الاخوان تماما..قائلين هذا واجب وطني..فاعطانا ناصر شهادتي تقدير!!
كان سرد هذه القصة عام 2012م. وللأسف لم انتبه لتسجيله رغم ان الهاتف بيدي..!!
الجدير ذكره انه قبل ثلاثة اعوام دخل كاتب هذه السطور في نقاش عبر الهاتف مع الاستاذ عبد الهادي العزعزي حول فقر الانتماء الوطني فجاء ذكر قصة البحّار ؛ فاطلق العزعزي عبارات الرجاء أن اقوم بتسجيل صوت البحار الآنف ؛
فتحركت باحثا عنه ؛ فوجدت انه قد وافته المنيه- رحمة الله عليه!

المحور الثالث- صُنّاع دولة:
أبناء اليمن شماله وجنوبه اسهموا في بناء دولة وحكومتي الجمهوريتين ؛ فعلى سبيل المثال- محسن الشرجبي وزير أمن الدولة..وعبدالفتاح زعيم الحزب ورئيس الدولة وعبد العزيز الدالي في الخارجية وغيرهم الكثير وقد كان الاستاذ باسندوة برلمانيا في صنعاء قبل الوحدة وكذلك د. ناصر العولقي وزيرا للزراعة وغيرهما الكثير!!
تلكم هي الماحات سريعة اوردناها تلبية على التساؤلات الصادرة عن جيل الشباب الذين يشعرون بخواء اعتور هويتهم وانتمائهم الوطني كما أحدث ثغرة في وعيهم الثقافي الامر الذي تسبب في إحباط ظنا ان الوضع اليمني هو هكذا فلا تاريخ ولاقيم انتماء وطني ولا ولا..والسبب ان عوامل عدة- لا مجال لذكرها- اسهمت في اضاعة الهوية ومبادئ النظام الجمهوري والتاريخ ا لموحد للثورة- اهدافا ونضالا..ثم جاء الزيف الاعلامي الانقلابي المليشاوي فاهال التراب..!!
عاش اليمن موحدا- عقيدة وهوية وثقافة وتاريخا وقيما وانتماء ومبادئ وبطولات!!
الى اللقاء.


Create Account



Log In Your Account