القاتل وخلية الصندوق الأسود
الخميس 25 سبتمبر ,2025 الساعة: 11:04 صباحاً

قبل أن يلقى مصرعه، دفعت خلية الصندوق الأسود القاتل إلى تسجيل محتوى مريب حاول من خلاله التستر على المتهمين الحقيقيين الذين أشارت إليهم أصابع الشهيدة إفتهان في تسجيلاتها الصوتية، بينما توجهت أصابع القاتل إلى أهداف أخرى مختارة بعناية مخابراتية.

زعم أنه لم يكن ينوي سوى إطلاق النار على ماكينة السيارة، لكن أحد قيادات الجيش ـ كما قال ـ أقنعه بأن خطورة إطلاق النار على الماكينة وتداعياته الكبيرة تجعل الحل هو قتل المديرة… رواية مضحكة ومفضوحة تكشف أن الهدف لم يكن قول الحقيقة، بل صناعة سردية مشوشة تُبعد الأنظار عن العقل المدبر للجريمة.

تلقف بعض الإعلاميين والناشطين هذه الترهات  كأنها دليل قاطع، مدفوعين بغريزة الانتقام، متوهمين أنهم يستهدفون خصومًا سياسيين، بينما المستهدف الحقيقي هو روح تعز المدنية، وما تبقى من النظام الجمهوري التعددي، وما تبقى من وطنية حقيقية ترفع علم الجمهورية بعيدًا عن المشاريع العائلية والمناطقية الضيقة.

ومن سخرية القدر، فإن الكثير من هذه الأصوات المشؤومة هي نفسها التي باركت سقوط صنعاء بأيدي الحوثيين باسم "التخلص من القوى التقليدية"، ثم أدركت بعد فوات الأوان أنها ساهمت في سقوط الدولة وضياع الوطن، وإدخاله في أسوأ أزمة إنسانية، وإعادة أقبح نظام إمامي كهنوتي يهدد كل ما تحقق من حرية ومواطنة.

وفي جميع الأحوال  تظل مسؤولية السلطة المحلية حاسمة: يجب التحقيق مع كل المتهمين، وإنصاف كل المظلومين، وتصحيح الأخطاء التي شابت مرحلة المقاومة، وعدم ترك أي ثغرة تسمح للمتآمرين بالتسلل مرة أخرى إلى صفوفنا، لضمان أن تبقى قيم العدالة والسلم الاجتماعي والمواطنة صمام أمان لمدينة تعز.


Create Account



Log In Your Account