الإثنين 06 أكتوبر ,2025 الساعة: 12:25 مساءً
أصدر الباحث والمؤرخ اليمني الدكتور محمد بن علي الحاج الملحاني كتابًا جديدًا بعنوان:
«نقوش سبئية ومعينية من مدن مملكة معين بجوف اليمن (القرن الثامن قبل الميلاد – القرن الثالث الميلادي)»، عن دار الكتب اليمنية للطباعة والنشر ومكتبة خالد بن الوليد، في عمل بحثي يوثّق مجموعة من النقوش النادرة التي تلقي الضوء على التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي لمدن وادي الجوف اليمني القديم.
ويقع الكتاب في 288 صفحة موزعة على سبعة فصول، تتناول آثار ونقوش مدن مملكة معين مثل قرناء وكمنا ونشان ونشق وهرم ويثل وإنبأ، وتحقق نصوصًا سبئية ومعينية جديدة تعود إلى الفترة الممتدة بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي، ما يعدّ سبقًا علميًا يثري حقل الدراسات التاريخية والنقشية اليمنية.
ويكشف المؤلف في هذا العمل عن أسماء ملوك وألفاظ مسندية جديدة، ويسلط الضوء على تطورات الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في مدن وادي الجوف، بما يقدّم صورة أعمق عن الحضارة اليمنية القديمة ودورها في تكوين الوعي الثقافي العربي قبل الإسلام.
وتُعدّ النقوش الجديدة التي حققها الدكتور الحاج الأقدم زمنيًا من النقوش المعينية المعروفة سابقًا، والتي كانت تُؤرخ للقرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، ما يفتح المجال أمام إمكانية إعادة تأريخ تاريخ مملكة معين والكشف عن نصوصٍ مسنديةٍ أقدم قد تغيّر كثيرًا من المسلمات حول التاريخ اليمني القديم.
ويأتي صدور الكتاب في وقتٍ تتعرض فيه مدن وادي الجوف الأثرية لأعمال نهبٍ وتدميرٍ ممنهجة تهدد هويتها الثقافية، ليُشكل الكتاب صرخة علمية توعوية تدعو إلى حماية الموروث الأثري اليمني وصونه باعتباره جزءًا من هوية اليمن التاريخية والحضارية.
ويُذكر أن الدكتور محمد بن علي الحاج يُعد من أبرز المتخصصين في الآثار والنقوش اليمنية والعربية القديمة، وهو عضو هيئة التدريس في جامعتي حائل وصنعاء، وعضو هيئة خبراء التراث في العالم العربي، وعضو الفريق اليمني المشارك في إعداد ملف آثار مملكة سبأ لتسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويمتلك المؤلف سجلًا أكاديميًا زاخرًا يضم نحو خمسين بحثًا وكتابًا بالعربية واللغات الأجنبية، وشارك في مؤتمرات علمية دولية متخصصة في التراث والآثار، كما واصل دراساته لما بعد الدكتوراه في جامعة يينا بألمانيا (2019–2024) ضمن مشروع المعجم السبئي الإلكتروني.
ويُعد هذا الإصدار إضافة علمية نوعية تثري المكتبة اليمنية والعربية، وتؤكد مكانة اليمن كأحد أقدم مراكز الحضارة في الجزيرة العربية، بما يرسّخ الوعي بأهمية النقوش والنصوص القديمة كمفاتيح لفهم تاريخ اليمن وهويته الثقافية العريقة.