السبت 11 أكتوبر ,2025 الساعة: 09:24 مساءً

متابعات
بدأت في مدينة إسطنبول أعمال مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان، في أول يوم له، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء، بمناقشة واقع البحث العلمي والتعليم الجامعي في اليمن وسبل تطويرهما.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد أ.د. أحمد الدبعي أن البحث العلمي يشكل الركيزة الأساسية لبناء الحضارة والدولة الحديثة، مشيرًا إلى أن تراجع المعرفة وغياب المنهجية العلمية أديا إلى ما وصفه بـ"الاحتباس الحضاري" في اليمن.
ودعا إلى إنشاء مجلس وطني للبحث العلمي بتمويل مستدام، ووضع استراتيجية وطنية توظف البحث العلمي في استغلال الموارد وحل مشكلات البطالة والأمن الغذائي، وربط التعليم بمشروع الدولة الحديثة.
واستعرض د. سعيد أسكندر في بحثه “التغلغل الطائفي في الجامعات اليمنية (2014–2025م)” مظاهر الاختراق الطائفي في مؤسسات التعليم بمناطق سيطرة الحوثيين، من خلال تعيين الموالين للجماعة، وإقصاء المخالفين، وتحويل الجامعات إلى ساحات للشعارات والدورات الطائفية، محذرًا من خطورة ذلك على حياد واستقلال الجامعات.
وفي بحثه حول “التوجهات الحديثة في التخصصات الجامعية”، أشار د. شاكر الأشول إلى أن 40% من المهارات ستتغير بحلول عام 2030، داعيًا إلى تحديث المناهج وتبني تخصصات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والأمن السيبراني، إلى جانب تعزيز التعليم عن بُعد والشراكات الدولية.
كما تناول د. علي الكازمي في ورقته “التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي” الفجوة الواسعة بين الجامعات اليمنية ونظيراتها العالمية، مؤكدًا أن إدماج التقنيات الحديثة يتطلب سياسات واضحة وتدريب الكوادر الأكاديمية.
وفي محور التحديات، عرض د. محمد طاهر التبالي معاناة الأساتذة الجامعيين في ظل الحرب وتوقف الرواتب، داعيًا إلى إنشاء صندوق طوارئ دولي لدعم الأكاديميين والباحثين اليمنيين.
أما أ.د. مختار علي العمراني فكشف في دراسة ميدانية أن نصف طلبة الجامعات اليمنية يتركون مقاعدهم الدراسية بسبب الظروف المعيشية وانعدام الفرص، مطالبًا بسياسات وطنية تضمن بيئة تعليمية آمنة وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
واختتم المؤتمر جلسته الأولى بالتأكيد على أن النهضة العلمية تمثل المدخل الأساس لإعادة بناء اليمن، وأن توظيف القدرات البحثية والأكاديمية اليمنية في الداخل والخارج هو الطريق نحو دولة مدنية حديثة قائمة على المعرفة والتنمية المستدامة.