الثلاثاء 14 أكتوبر ,2025 الساعة: 03:54 مساءً
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية منع الزيارات والتواصل عن مئات المختطفين في سجونها بعدة محافظات يمنية، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على اعتقال بعضهم، في وقت وثّقت فيه رابطة أمهات المختطفين 192 حالة اعتقال جديدة في محافظة إب، في أكبر حصيلة تُسجل منذ مطلع العام الجاري.
وأفادت أسر عدد من المعتقلين في إب وصنعاء وذمار بأن جهاز المخابرات التابع للميليشيا يرفض الكشف عن أماكن احتجاز أقاربهم، الذين جرى اختطافهم على خلفية اتهامات بالتخطيط للاحتفال بذكرى سقوط نظام الإمامة عام 1962، كما يمنع عنهم الزيارات والاتصال منذ أشهر.
وقالت زهور اليفاعي، ابنة أحد المعتقلين في مدينة ذمار، إن والدها تعرض للاعتداء قبل الزج به في السجن، مؤكدة أن ملامح القهر التي رأتها على وجهه «لن تُمحى من الذاكرة».
من جانبه، وصف القاضي عبدالوهاب قطران اعتقال شقيقه الفلاح بأنه «عمل انتقامي»، مشيراً إلى أن الحوثيين اختطفوه بعد عام وأربعة أشهر من نشره مقطعاً مصوراً تحدى فيه قيادات الجماعة، واعتبر أن ما جرى يمثل تصفية حساب متأخرة مع «صوت حر رفض الخضوع».
وأكد قطران أن إدارة السجن منعت الزيارة عن شقيقه بتوجيهات من قيادات عليا في المخابرات الحوثية، وأن أحد المحققين هدده بالسجن إن لم يتوقف عن الكتابة، مشيراً إلى أن شقيقه اضطر لبيع سلاحه لإنقاذ أطفاله من الجوع، في مشهد يجسد حالة القهر التي يعيشها المواطن البسيط في ظل سلطة «تستخدم الدولة أداةً للبطش لا للعدالة».
وفي بيان لها، أدانت رابطة أمهات المختطفين تصاعد حملات الاختطاف التي تنفذها الميليشيا في محافظة إب، مؤكدة أنها وثّقت 192 حالة اختطاف منذ مطلع العام، في انتهاك صارخ للقوانين المحلية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وأشارت الرابطة إلى أن وتيرة الانتهاكات تصاعدت خلال الشهر الماضي تزامناً مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر، حيث نفذت الجماعة حملات مداهمة واعتقال واسعة.
ودعت الرابطة الأمم المتحدة والمبعوث الأممي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى ممارسة ضغط جاد على جماعة الحوثي لوقف حملات الاختطاف والإخفاء القسري، وضمان الإفراج الفوري عن جميع المختطفين دون قيد أو شرط، محمّلة الميليشيا كامل المسؤولية عن سلامتهم.
كما عبّرت أسر المعتقلين عن معاناتها المستمرة منذ اختطاف ذويها، مؤكدة أنها تعيش «بين الأمل واليأس»، ولا تعرف عنهم شيئاً منذ شهور طويلة. وقالت إحدى زوجات المختطفين: «منذ غيابهم تغيّر كل شيء، البيوت صامتة والموائد ناقصة، والأطفال يسألون كل ليلة: متى يعود آباؤنا؟».