تعز حاضنة ثورة 14 اكتوبر بين تجاهل دورها والنزعةالانتقامية:  تساؤلات تبحث عن اجابة
الثلاثاء 14 أكتوبر ,2025 الساعة: 07:26 مساءً



يتفق السياسيون و المفكرون والادبا والكتاب والعسكريون ان قيام ثورةال26 من سبتمبر1962،واعلان دولة الجمهورية العربية اليمنية:
احدثت متغيرات في موازين القوى على مستوى الجزيرة العربية سياسيا وفكريا وثقافيا بل وعسكريا.
انعكست هذه المتغيرات ايجابيا لصالح حركة التحررالوطني في الجنوب اليمني.

الزعيم عبدالله السلال رحمه الله اصدر قرارا بتعيين نائب له لشؤون الجنوب.

فتحت الجمهورية الفتية قلبها وذراعيها للثوار القادمين من الجنوب، فاتجهوا للقتال في المناطق الشمالية مطاردين فلول الملكية.
واحتضنت صنعاء لقاءات ومؤتمرات لقيادة حركةالتحرر الجنوبية.

     اختيار الحاضن الافضل: 

تم اختيا مدينة تعز ان تكون الحاضن الامين والافضل والاقوى؛ كونها الاقرب جغرافيا اولا.. ونظرا لاعتبارات ثقافية وسياسية واجتماعيه.

وفي السطور التالية نماذج قليلة في غاية القوة والوضوح شاهدة على الدور الوطني الجبار الذي قدمته محافظة تعز تجاه ثورة14 اكتوبر.

لا اريد في هذا المقام توجيه العتب الى الكتاب الذين ارخوا للحركة الوطنية اليمنية عموما، وحركةتحرير الجنوب خصوصا؛ كونهم اغفلوا الموقف الوطني والدور التاريخي لتعز تجاه تحرير الجنوب اليمني، وانما اكتفوا بكليمات قليله.اقلها جملة، واكثرها ست كلمات ..كل كلمتين في صفحات متباعدة!
نعم ليس المقام مقام عتب..
ولكن من حق اي يمني ان يتساءل :
هل اغفال دور تعز كان مقصودا؟
ولم؟

هل هو تناسي ام نسيان؟
هل كانت اذهان الكتاب رازحة تحت وطأة الايدلوجيات؟

 هل من تفسير للنزوع الانتقامي الذي ملأ الدنيا لغطا ؟
لم هذا االنزوع الموغل في الحقد المكرس للكراهية وصولا الى قتل الابرياء من ابناء تعز ، ومصادرة متلكاتهم؛ كونهم مقيمين في عدن وماجاورها؟ 

حملات التحريض الاعلامي التي تحمل سيولا من اللغة الهابطة و الرامية الى تمزق النسيج المجتمعي في اليمن عموما وبين تعز وعدن خصوصا:
هل هذا النزوع الانتقامي الحاقد وحملات التحريض ضد تعز قادمان من بؤرة تجاهل المؤرخين لدور تعز؟

ام ان النزوع الانتقامي و التحريضي الخسيس ضد تعز والذي طفحت عفونته منذ عقد من الزمن:
 هل جاء عرضيا دون اي مقدمات؟
ام ان هذه النزعة الانتقامية والتحريض شكل من اشكال التكريم الحديث حداثة الابراج الزجاجية ؟

عقلاء كثر.. قالوا :
هذا النزوع الانتقامي والتحريض الرخيص ضد تعز كفيل بتحريك المياه الراكده والذي بدوره سيؤدي الى ابراز دور تعز انطلاقا من البيت الشعري السائر:

اذا اراد الله نشر فضيلةٍ طويت
قيض لها لسان حسودِ.

هل نكتفي بتعليل هولاء العقلاء؟

ان النزوع الانتقامي الحاقد والحملات التحريضية التافهه وصلت الى حد القتل والمصادرة والاعتقال والتعذيب بانواعه،

نعم 
ان ابراز دور تعز جزء من الاعتراف بالحقيقة وانصافا للتاريخ وتعزيز وتمتين ثقة الاجيال القادمة باسلافهم..لكن هذا شيئ والتشاؤل المشروع عن النزوع الانتقامي شيئ اخر.

ان تعز وقفت بمسؤولية ازاء هذه النزعة الحاقدة ابتداء من عام 2007 ، وبادرت طوال عقد كامل قبل 11 فبرائر وبعدها مطالبة السلطات انصاف ابناء المناطق الجنوبية!

             تعز القيم :
     بعد انقلاب مليشياالحوثي:

  تعز اعلنت موقفها الوطني والمسؤول تجاه ابناء الوطن اليمني الواحد ليس في ستينيات القرن الماضي فحسب،
وانما تجلى موقفها الوطني في اعلا وازهى صور الوطنية لابناء تعز،
 وذلك مظاهرة غير مسبوقة في11اكتوبر2014، وتلتهاعدة مظاهرات اخرى سقط فيها جرحى وشهداء برصاص الجيش والامن المتملشن.. 
كان الهدف الوحيد لهذه المظاهرات والتضحيات هو الحيلولة دون اقتحام محافظتي لحج وعدن من قبل مليشيا الانقلاب الحوثي..رافضين صدور اي ايذاء لمدينة لحج وعدن ياتي من جهة تعز!

باختصار:
سنستعرض فيما يلي شواهد قليلة من مواقف تعز الوطنية والاخوية تجاه ثورة14 اكتوبر الرامية الى تحرير مدينةعدن خصوصا، والريف في الجنوب عموما.

هذه النقاط توصلنا اليها بجهود مضنية بحثا وتشذيبا وتصحيحا واعادةصياغة اغلب مفرداتها فنقول:
       
                    تعز
         هي الشريان الدافق
 في جسد ثورة ال 14 أكتوبر:
           
 عام 1963م شاءت الأقدار أن تكون تعز هي الشريان الدافق لثورة 14 اكتوبر..!
لقد مثَّل هذا الشريان المصدر الابرز والاقوى في امداد ثورة تحرير الجنوب.
يقول اخر: كانت تعز القاعدة الخلفية لثورة14 اكتوبر الخالده.

 تعز .. بجغرافيتها الممتدة والأقرب إلى عدن ولحج؛ ذلك ان
ابناء تعز كان لهم حضورا لافتا في الوسط التعليمي والثقافي، والذي ولد فيهم الطموحات والتطلعات.
فقد كانوا بحق حملة مشاعل الوعي الثقافي والحركي والحضاري المنشود.

           اضافات تعز:
 أضافت تعز مع بداية العام 1963 إلى سماتها الإيجابية الانفة سمات أخرى.. 
فهي اولا..
قد شهدت انتعاشاً اقتصادياً واجتماعياً أكبرمن ذي قبل.

وتعز ثانيا
 تعددت فيها التوجهات وتعايشت التيارات السياسية والفكرية والايدلوجية المختلفة -القومي ببعديه الناصري والبعثي ،
اشتراكية علميه، وتيار ات اسلاميه.

وتعز ثالثا
 أصبحت مدرسة وطنية لتربية وتدريب وتخريج كوادر وأفراد جيش التحرير والفدائيين لمنازلة قوات الاحتلال البريطاني في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى.

       تعز القلب الحاضن:

 حسب أ.د سلطان عبد العزيز المعمري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة تعز.
ووفقاً لدراساته البحثية وبتصرف كبير يقول د.سلطان:

 شهدت تعز افتتاح عدد من معسكرات الإعداد والتدريب لأبنا مختلف مناطق الجنوب اليمني المحتل، والتي بدأت عملياً بصورة منظمة وهادفة.. منذ آوائل عام 1964م حيث كانت تستقبل المتطوعين وبشكل متتالٍ جماعات ودُفَع للالتحاق بصفوف جيش التحرير والقطاع الفدائي الذي ينفذ عملياته الشجاعة في مدينة عدن.

 - جميع أفراد تلك الدُّفع كانت تختارهم الجبهة القومية في عدن.. وترسلهم إلى قيادات مكتب الجبهة في تعز والذي يتولى بدوره استقبالهم وتسليمهم إلى معسكرات التدريب، والتي تم اعدادها مبكرا بالتنسيق مع قيادات الأجهزة الأمنية الشمالية في تعز.

    المكتب الرئيس في تعز:

-كانت الجبهة القومية آنذاك برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي والذي افتتح مكتبه الرئيسي في تعز في 3 يونيو عام 1964م، وقد تفرع عنه عدة مكاتب توزعت مهام العمل اليومي والاستراتيجي وهي:
 
مكتب الأمانة العامة.
 المكتب العسكري. 
المكتب المالي.
 مكتب العمل الجماهري.
مكتب التنظيم الشعبي.

 - توافد إلى تعز عناصر من قيادة فرع حركة القوميين العرب في اليمن لتنظيم وقيادة الأنشطة المختلفة للجبهة القومية في مدينة تعز.

تعز أصبحت من يومها قاعدة متقدمة ورئيسية للاعداد و الإمداد البشري والعتاد العسكري نصرة لثورة14 اكتوبر ،والتي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء عام 1063م..

- أمين عام الجبهة القومية حينها قحطان محمد الشعبي..
 الذي حضر إلى تعز لافتتاح المكتب الرئيس للجبهة في 3 يونيو 64 .

-حضر معه كثيرون من القيادات ومنهم:
 سالم زين محمد. ومحمد علي الصماتي. ونجيب مليط، وناصر السقاف،
كماوصلت عناصر قيادية اخرى إلى تعز ومنهم:
 علي أحمد ناصر السلامي.
 طه أحمد مقبل.
 ووصل محمد علي هثيم.
 عبد الباري قاسم.
 أبوبكر شفيق.
 سالم ربيع علي.
 علي ناصر محمد.
 ووصل ايضا:
 محمد سعيد مصعبين.
 ناصر صدح. 
 علي محمد سالم الشعبي وآخرين غيرهم..في هذا السياق لامجال لذكرهم .

           معسكر صالة:
-باشرت مكاتب الجبهة القومية في تعز أعمالها مستقبلة العديد من المجموعات القادمة لتلقي التدريب في معسكرات صالة،
 ثم العودة إلى مناطق المواجهة في الريف والعمل الفدائي في مدينة عدن.
بلغ قوام الدفعة الاولى 40 فرداً،
والدفعة الثانيةقوامها19 فردا.
مذكورون بالاسم ولا مجال لايراداسمائهم واستمرت الدفعات.

- هذا الإعداد والتجهيز لم ينحصر في مجال اعداد لقيادات ومقاتلي جيش التحرير والعمل الفدائي خلال سنوات النضال ضد الاحتلال البريطاني فقط.

 وانما رافقه العمل السياسي والتنظيمي والجماهيري الشعبي.

كانت ثمرةهذا الاعداد الثنائي هي :
 تمكين مقاتلي الجبهة خلال الفترة 20 مايو الى 2 أكتوبر 1967 من إسقاط نظام الاحتلال في كريتر، والانظمة السلاطينية الإقطاعية البالغة16 سلطنة؛ علما بانه قدسبق قبل هذا التاريخ فتح جبهات عده طوال سنوات النضال.

       التدريب على السلاح:

- ظلت تعز تستقبل الاعداد البشرية للتدريب على مختلف الأسلحة والعودة إلى مناطقهم وجبهاتهم القتالية.

            التبرعات:
 تعز تجمع التبرعات لصالح ثورة 14أكتوبر وهي حقائق ووقائع في تفاصيل طويلة يصعب ايرادها في هذا المقام.

 يتفق أ.د سلطان المعمري،
والاستاذ حمود الحبشي 
 في اثبت الحقائق هنا اليوم ليس كمؤرخين اوباحثين أكاديميين فحسب،و إنما أيضاً كشاهدي عيان، ومشاركين في بعض المشاهد كطلاب حينها بمدارس تعز .
لقد شهدتُ أيضاً عقد أكثر من لقاء ومؤتمر (تنظيمي )لقيادة ثورة14 اكتوبر أهمها: 

-لقاء شباب الجبهة القومية المنتمين لحركة القوميين العرب في يونيو عام 1965م والذي حضره شخصيات كبيرة وكثيرة منهم فيصل عبداللطيف. 
وسالم ربيع علي.
وحيدر العطاس.. وغيرهم الكثير.

 - انعقاد المؤتمر العام الأول للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل خلال الفترة من 25- 22 -يونيو عام 1965م بمكتب الجبهة الواقع يومها بحارة المستشفى الجمهوري - تعز شارك فيه:
 قحطان محمد الشعبي.
 عبدالفتاح إسماعيل.
 سالم زين محمد.
فيصل عبداللطيف.
وعدد كبير من القيادات البارزة ك العطاس، وعلي عنتر، وعشيش وصالح مصلح .. فضلا عن الشباب.

      شحن الإمدادات:

 تعز قلعة الإمداد الرئيسية كان يتم إرسال كل شحنات ودفع الأسلحة بكل أنواعها وكمياتها المختلفة إلى كل جبهات الثوار ضد الاحتلال نذكر بعضها:

 -أول شحنة للأسلحة ترسل إلى جبهة ردفان في 9يونيو عام 1964م أدخلت براً على ظهور حوالي 127جملاً وحماراً.

 - ثاني شحنة في نوفمبر من العام أيضاً تم إدخال دفعة من الأسلحة براً إلى جبهة ردفان.

ثم توالت الامدادات.

  الرئيس علي ناصر يشهد:

 شهادةدالة على الدور الهام لتعز في إعداد مقاتلي جيش التحرير والقطاع الفدائي ماجاء في كلمة الرئيس علي ناصر محمد الموجهة إلى مركز تريم للعمارة والتراث المنعقد يوم 13/10/2010م، و المكرس للذكرى الأربعينية لوفاة الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر قائلا:
جسد عبدالناصر دعم ثورة ال 14 من اكتوبر قولا وعملا وذلك بفتح جبهة تدريب في تعز، وكان لي شرف الالتحاق بهذه الدورات في تعز.

           دفعة عدن:

 تعز ترسل أول دفعة أسلحة في بداية عام 1964م وفي يوليو من نفس العام تسلم المكتب العسكري للجبهة القومية 
الدفعة الثانية بينهم فدائيون لكن للاسف فالمؤرخون لم ينصفوا أحد ا ومنهم :
الفقيد أحمد علي بن عمرالملقب «كاسترو».

         تعز وبُناة الدولة:

 الواقع المشاهد والتاريخ القريب يؤكد ان حقيقة الدور الكبير والإسهام الفاعل لتعز وأبنائها في دعم انتصار ثورة أكتوبر التحررية 63 1967م.. وصولا الى بناء وقيادة دولة الاستقلال الوطني في الشطر الجنوبي سابقا.. ومنهم الزعيم ابن تعزالشهيد :
عبدالفتاح اسماعيل.
محمد سعيد عبدالله الشرجبي. «محسن»، 
الفقيد عبدالعزيز عبدالولي. الفقيد سلطان القدسي. د.عبدالعزيز الدالي.
 سلطان الصريمي.
الشهيد القائد النقابي والسياسي عبدالله عبدالمجيد الكليبي.

 «السلفي»، الفقيد عبدالغني شمسان المعمري.
 الفقيد محسن عبده علوان الجرادي.
 محمد عبده علوان المعمري. الشهيد «عبود».
وغيرهم العشرات بل المئات من المناضلين من كل مناطق لواء تعز.

          منبع البركان:

- اجتذبت عدن أعداداً كبيرة من أبناء تعز بفعل سياسة البطش التي مارسها نظام الحكم الأمامي حيث هاجر كثير منهم إلى بلدان وقارات العالم في النصف الأول من القرن العشرين ومارسوا التجارة في دول مختلفة.

 - غير ان الاحتلال البريطاني قابل التجار الوافدين من ابناء تعز بالتهميش المتمثل في حرمان ابنائهم من التعليم!

بادر تجار تعز المقيمون في عدن وخاصة ابناء مناطق:
(حيفان، الأعروق، الأعبوس، القريشة، بني شيبة، دبع)
 ومعهم تجار من حضرموت أمثال:
 باحميش، بازرعة الى اقامة مدارس خاصة فتعلم فيها الكثير من ابناء تعز. 
 
      تنمية الوعي في تعز:

استطاع ابناء تعز وخصوصا ابناء الحجرية العمل على تنمية الوعي 
 وتمثل في ان :
  بعض التجار والميسورين والمشائخ قاموا بارسال أبنائهم الى مصر للدراسة الثانوية أو الجامعية.

- الزعيم ناصر منح اليمنيين مقاعد دراسية مجانية، وكان اغلبهم من تعز.

 -كلية بلقيس بعدن ،ومعهد البيحاني ومدارس تجارحضرموت، وحلقات المساجد، والجمعيات والاندية التي انتشرت في عدن اقامها ابنا ءعزل ومديريات تعز في عدن.

كل ذلك ادى الى تكوّين وعي وطني عارم بضرورة التخلص من الاستبداد والاستعمار وإخراج اليمن من التخلف الذي جثم عليها بسبب الاحتلال والاستبداد.

            رأس الحربة:

أ .د. عبدالله محمد سعيد جامعة تعز والذي تفضل قائلاً: 

احتك الطلبة اليمنيون في الخارج بالحركات الأدبية والسياسية ورأوا أن التغيير لن يكون إلا من خلال التجمع في تنظيم سياسي، غير انه لم يكن أمامهم تنظيم واحدفي مصر تحديدا.. فقد كان فيها تنظيمات منها الإخوان المسلمون.
حركة القوميين العرب.
حزب البعث.
التيار الناصري.

كان ابناء تعز في مقدمة المنخرطين انتماء لهذه التيارات، وعند عودتهم شكلوا الأغلبية في قيادة هذه التيارات التي قادت ثورة ال14 من اكتوبر كما اشرنا اعلاه.

       ابناء تعز وجهة
    الحركات السياسية:

 وجدت الحركات السياسية في الداخل والخارج بغيتهافي أبناء تعز ؛ كونهم متعلمين، وبطبيعة الحال فهم كاي متعلم لديه طموحات وتطلعات.

عند انطلاق ثورة 14أكتوبر 63م، فان تعز نظرا لقربها من عدن فقد وضعت خارطتها الجغرافية وسكانها تحت تصرف الثوار الذين فتحوا جبهة الجنوب المحتل..
وغدت تعز قاعدة انطلاقهم في مسار العمل الفدائي والكفاح المسلح ضد الاستعمار.

      تعز تفتح ثغرات النور:

  احتك ابناء تعز بتجارب الثورات. فسعى ابناءتعز لفتح ثغرات للنور في الجدار، وبالتالي فلاغرابة ان يتصدر ابنا تعز في اذكاءثورتي سبتبمر و اكتوبر،بل لا غرابة ان يحتلوا مساحات داخل الصحف الرسمية يومها..
ذلك انه في أواخر عقد الخمسينيات ظهرت ثقافة ثورية جديدة تستقرئ تجارب الثوار في بلدان العالم من خلال تسلل كتب ثورية إلى تعز ،فأضافت رافداً ثقافياإلى جانب انتشار الراديو بين الناس.

وقد أورد شاعر اليمن وأديبها الراحل عبدالله البردوني في كتابه اليمن الجمهوري عناوين كتب هي:
«اللا منتمي» لكوني ولسن. و«تاريخ الثورات» لنهرو .
«في سبيل البعث»لميشيل عفلق.
 «فلسفة الثورة» لجمال عبدالناصر.
«فاروق ملكاً» لأحمد بهاء الدين. «النكبة والبناء»” لوليد قمحاوي.
 «معالم الحياة العربية» لمنيف الرزاز.
هذه الكتب كانت تنقل بسرعة من القاهرة وبيروت إلى تعز بدء من عام 1957م عن طريق أفراد قياديين كانوا يوزعونها عن قصد على كل مثقف شرط أن تقرأ بسرعة لتنتقل إلى قُراء آخرين وكان الواحد منها يكفي مدرسة وكان التوزيع يركز على طلبة الثانوية والكليات العسكرية.. هذه الكتب جابت الوطن حتى عام 1960م .
ثم دخلت عناوين جديدة أمثال: «الميثاق الوطني المصري» «عاصفة على السكر» عن ثورة كوبا.
 «بإسم الحرية» ل نكرو الزعيم الثوري الأفريقي.
 كتاب «عارنا في الجزائر» لساتر.
هذه الكتب عربية ومترجمة كان لها دور غير عادي في تعز.

         صحيفة الطليعة:

 في منتصف عام 59 ومنتصف عام 1960م. صدرت صحيفة الطليعة من تعز، ورأس تحريرها عبدالله باذيب انطلقت ووصلت الى كل المدن في الجنوب والشمال.


        ناصر اطلقهامن تعز:

كالصاعقة.. كلمة ناصر التي وصلت مدويةً إلى كل شارع وزقاق في مدينة عدن الباسلة:
اطلقها ناصر من تعزقائلا ( العجوز الشمطاء تاخذعصاهاوترحل).

في صفحة50 من كتاب يوم ولد اليمن مجده قال عبد الغني مطهر رحمه الله:
 تعز خلية نحل.. حركة دائبة متصلة بالعالم! ينطلق منها الثوار ويعودون اليها.

يقول اخرون:
  تعز تحولت إلى ورشة عمل ثوري لنصرة ثورة 14 أكتوبر فكانت تعز قبلة الثوار وحاضنتهم التي تدربوا وتسلحوا فيها وبدعم عسكري ومادي ومعنوي من ثورة مصر عبدالناصر.
 ومن تعز انطلقت قوافل المناضلين والسلاح إلى جبهات القتال والعمل الفدائي.
أولها عملية صلاح الدين بمساعدة ضباط مصريين هزت كيان الاحتلال في كريتر..ومن ينسى معسكرصالة مصنع الفدائيين؟

            اذاعة تعز:
في نهاية عام 1964م تم افتتاح إذاعة تعز والتي بثت من لحظاتها الاولى برامجها الثورية الموجهة إلى أبطال الكفاح المسلح والفدائيين في جبهة الجنوب، والى أبناء اليمن في مناطق مختلفه.
 الدور الثقافي لاذاعةتعز كان له عمق ثقافي ثوري مؤآزر ضد فلول الملكية والاحتلال البريطاني!
بل ان اذاعة تعز ذاتها كانت موجهة خصوصا لدعم ثوار14 اكتوبر، فقدمت دورا بارزا في برامجها الثورية ومتابعة سير الاعمال العسكرية اولا باول!.

وليس اخيرا:

الحاج فرحان احمد حاتم** الذي ناهز الثمانين من عمره، وهومن عزلة قُياض مديرية التعزية تحدث وبكل ارتياح واعتزازوطني وبلغة بسيطة قائلا:

وقع الاختيار علي انا واخي كوننا نعمل (بحارة)وكنامنخرطين في حركة التحرير .. وقدم الزعيم ناصر ثمن صفقة اسلحة شخصية للثوار من كندا ، ولان بريطانيا حاضرة في المياه الاقليميه والدولية فانه من الصعوبة وصول الصفقة الا عن طريق التهريب.. وتحركنا بصحبة خبراء بحركة السير واماكن الاختفاءوزمن التحرك وظلينا65 يوما بالتمام !وسرد اماكن الاختفاء واحدا واحدا.. ووصلنا ليلا الى مكان على الساحل وسلمنا الصفقة للمعنيين ورفعنا برقية مشفرة لناصر والذي بدوره صفق اعجابا ومنحنا شهادتي تقدير.

              وبعد:

يا ايها اليمنيون العقلاااء اليس من حقنا ان نتساءل لم هذا النكران لمواقف تعز؟ 
تعز التي سعت وما زالت ساعية نحو تعزيز الحب والاخاء ومع ذلك تلاقي هذا الموقف المنتكس المتنكر للتاريخ الاخوي الوطني؟

يا ايها الحقاد الا نتقاميون نذكركم بالبيت التالي:

سوف تعلم اذا انجلا الغبارُ
افرس تحتك ام حمارُ؟
والبيت الشعري التالي:

ستبدي لك الايام ماكنت غافلا
ويأتيك بالاخبار من لم تزوِّدِ

 هامش 
نبهني احد الاحرار الشرفاء مشكورا ان اقوم بتسجيل الحاج فرحان بشريط كاسيت كتوثيق وتحمست للموقف .. وتابعت اقاربه اسبوعا كاملا وفوجئت بانه قد توفي 
رحمه الله ورحم كل حر وطني شريف .


Create Account



Log In Your Account