تفاقم معاناة المرضى النفسيين في مناطق سيطرة الحوثيين
الثلاثاء 14 أكتوبر ,2025 الساعة: 04:17 مساءً



تتصاعد معاناة آلاف المرضى النفسيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي مع انهيار خدمات الرعاية الصحية وغياب الدعم الحكومي، في وقت حذّرت فيه تقارير طبية وحقوقية من تنامي معدلات الانتحار بشكل غير مسبوق، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

في العاصمة صنعاء، تحوّلت حياة كثير من اليمنيين إلى كابوس يومي بسبب الفقر والبطالة وانعدام الأمل. يقول أحمد (45 عاماً)، وهو عامل بلاط سابق، لـ«الشرق الأوسط»: «توقفت عن العمل منذ سنوات، وبعت أثاث منزلي لتأمين احتياجات أسرتي، لكنني أصبت بالاكتئاب وفقدت السيطرة على نفسي»، مضيفاً أن الحياة باتت «عبئاً لا يُحتمل».

وتشير شهادات أطباء في مستشفى الأمل للطب النفسي – المرفق الوحيد المتبقي في صنعاء – إلى استقبال عشرات الحالات يومياً، معظمها من فئة الشباب، يعانون من اضطرابات نفسية واكتئاب حاد نتيجة الحرب والقمع وانقطاع الرواتب, وفق الشرق الأوسط.

وقال أحد الأطباء إن المستشفى يعمل بإمكانات شبه معدومة، بعد أن صادرت ميليشيا الحوثي مخصصاته المالية، مؤكداً وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وغياب أي دعم حكومي أو دولي فعّال.

ووفق مصادر طبية، لا يتجاوز عدد الأطباء النفسيين في اليمن 90 طبيباً فقط، بينهم 45 استشارياً، فيما لا يوجد سوى أربعة مرافق مختصة على مستوى البلاد، اثنان منها متوقفان تماماً. وتقدّر منظمة الصحة العالمية عدد اليمنيين المصابين باضطرابات نفسية بأكثر من 8 ملايين شخص، لا يتلقى الرعاية المستمرة منهم سوى 120 ألفاً فقط.

ومع حلول «اليوم العالمي للصحة النفسية» (10 أكتوبر)، حذّرت مصادر في القطاع الطبي من تفاقم الأزمة في ظل تجاهل سلطات الحوثيين التي «تكرّس جهودها للجبايات والفعاليات الدعائية» بدل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى أن «سريراً واحداً فقط متاح لكل 200 ألف مريض نفسي».



Create Account



Log In Your Account