الخميس 21 نوفمبر ,2019 الساعة: 03:29 مساءً

متابعات خاصة
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عن تفاصيل جديدة بشأن المحادثات بين الحوثيين والمسؤولين السعوديين بشكل مباشر في سلطنة عُمان والأردن بمساعدة السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون.
وأشارت المجلة إلى أن المشاورات جاءت بعد تراجع السعوديين إلى حد كبير عن قرار مجلس الأمن الصادر في ابريل/نيسان 2015م، والذي يؤكد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ويطالب الحوثيين بتسليم الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم وتسليم الأسلحة.
وقال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي: إنه ومع مرور الوقت أصبح ذلك واضحاً ليس للسعوديين فقط بل حتى للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وهو أن "القرار 2216" غير واقعي وغير قابل للتنفيذ.
وقالت المجلة الأمريكية إن السعوديين أنشأوا قناة خلفية سرية للوصول مباشرة إلى الحوثيين عند الحاجة، وهي القناة التي افتتحها السفير السعودي محمد آل جابر بمناقشات مع محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين على هامش محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في الكويت في عام 2016.
وحسب المجلة فقد "أسفرت تلك المحادثات عن اتفاق لوقف الأعمال العدائية وإنشاء لجنة للتخفيف من حدة التصعيد والقيام بالتنسيق في مدينة ظهران الجنوب بجنوب المملكة، حيث كان على المسؤولين الحوثيين والسعوديين مراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية".
وتقول المجلة "ولكن سرعان ما تلاشى الترتيب بعد أن شنت قوات الحوثيين هجومًا صاروخيًا على منشآت حيوية في يناير/كانون الثاني 2017، مما وضع القناة الدبلوماسية الخلفية في حالة جمود دون تفعيل."
وفي الوقت نفسه، استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في الضغط على السعوديين والحوثيين لإعادة فتح المحادثات مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية.
كان سفير المملكة المتحدة في اليمن، مايكل آرون، (الذي تم تعيينه في اليمن عام2018) ينقل الرسائل ذهابًا وإيابًا بين السعوديين والحوثيين، وفقًا لثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة على تفاصيل الاتصالات.
وتقول المجلة إن "المدير العام لمديرية المخابرات السعودية خالد بن علي الحميدان استمر في تبادل رسائل واتساب مع محمد عبدالسلام، كبير المفاوضين الحوثيين".
وفي سبتمبر / أيلول، سافر حسين العزي، القيادي الحوثي، بحراً إلى العاصمة العمانية مسقط، والتي كانت بمثابة قاعدة دبلوماسية غير رسمية للحوثيين، وفقًا لمصدر دبلوماسي تحدث لـ"فورين بوليسي".
وأضاف المصدر أن الحكومة البريطانية، في الوقت نفسه، ساعدت في ترتيب رحلة لـ"العزي" إلى عمان بالأردن، حيث التقى العزي بنائب الحميدان.
ورفضت الحكومتان البريطانية والسعودية طلبات التعليق.
وتضيف المجلة: بعد وقت قصير من اجتماع عَمان بين "العزي" ونائب "الحميدان" أعلن الحوثيون، في 20 سبتمبر/أيلول، أنهم سيوقفون جميع الهجمات عبر الحدود ضد السعودية وتعهدوا بوقف الضربات بشكل دائم، إذا وعد السعوديون بوقف الضربات الجوية. لكن لم يوافق السعوديون على وقف الضربات الجوية، لكنهم قللوا من عدد الهجمات الجوية على أهداف الحوثيين.
من جانبهم، يستمر الحوثيون في شن هجمات ضد المصالح السعودية على سبيل المثال، استولى الحوثيون مؤخراً على سفينة سعودية، إلى جانب سفينتين أخريين، في البحر الأحمر".
ونقلت المجلة عن مصدرين دبلوماسيين "كبار المسؤولين السعوديين والحوثيين عقدوا محادثات مباشرة في مسقط، على هامش اجتماع خالد بن سلمان مع السلطان العماني".
وقالت المجلة إن القناة الخلفية هزت بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية، والذين تم استبعادهم إلى حد كبير من المحادثات. كما قامت السعودية بتهميش وسيط الأمم المتحدة، مارتن غريفيث - على الرغم من أن غريفيث قد دعم العملية إلى حد كبير على أساس أنه يمكن أن يساعد في إعطاء زخم لجهود الوساطة التي يبذلها.
وقال مسؤول يمني رفيع: "لقد تم إخراج الحكومة اليمنية من الصورة، وهذا في رأيي خطير للغاية".
وأضاف "أن من الأهمية بمكان الحفاظ على دور الأمم المتحدة كوسيط رئيسي".
وقال: "إذا لم تفعل كل شيء بالشراكة مع الحكومة اليمنية، فسوف ينتهي بك الأمر بالانزلاق أعمق وأعمق في الصراع".
وتابع المسؤول اليمني: "أي محاولة لعرقلة عملية الأمم المتحدة ... ستنتهي بنا جميعاً في القفز إلى الهاوية".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "لا أحد يريد أن يكون متفائلاً للغاية، لكنني أعتقد أن كل شخص أعرفه يقول إنه هذا هو الاتجاه الصحيح".