فرضت جماعة الحوثي الإقامة الجبرية على أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة من أواخر 2014. الوثيقة الصادرة عن وكيل أمانة العاصمة التابع للحوثيين عبد الوهاب شرف الدين، تضمنت توجيهات برصد أي محاولات للخروج من العاصمة صنعاء من قبل أعضاء مجالس النواب والوزراء والشوري ومرافقيهم خلال أيام العيد. وتشدد الوثيقة على ضرورة الإبلاغ عن أي تحركات لأعضاء السلطات الثلاث الذين ينتمي أغلبهم إلى حزب المؤتمر الشعبي العام. وقضت الوثيقة الموجهة للأجهزة الأمنية التابعة للجماعة في صنعاء بحظر دخول المقاتلين الحوثيين من الجبهات إلى صنعاء لقضاء أيام العيد مع أهاليهم. واستنكر وزير الاعلام في الحكومة اليمنية، معمر الارياني، تقييد حركة ما تبقى من أعضاء مجلس النواب والشخصيات السياسية والاجتماعية المتواجدين ضمن مناطق سيطرة الحوثيين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن وزير الاعلام قوله، إن "مليشيا الحوثي وجهت عناصرها الأمنية بوضع أعضاء البرلمان والشورى مع اسرهم ومرافقيهم رهائن في منازلهم ومنعهم من التحرك خارج العاصمة المختطفة صنعاء". وأشار الارياني الى أن المذكرة الموجهة من احد قيادات مليشيا الحوثي في العاصمة المختطفة صنعاء تكشف الوضع الذي يعيشه ما تبقى من أعضاء مجلسي النواب والشورى وغيرهم من العاملين ضمن سلطة الانقلاب القاطنين في مناطق سيطرة المليشيا، وانهم محتجزين بقوة السلاح في صنعاء ولا يسمح لهم بالخروج منها. وأضاف أن "المذكرة تعكس حالة النفور العام من مليشيا الحوثي وانعدام الثقة بين مكونات الانقلاب وحجم المخاوف التي تسيطر على قيادات المليشيا من التحاق باقي النواب بغالبية البرلمان التي انحازت للشرعية وانتقلت للمناطق المحررة، ومخاوفها من ترك المغرر بهم في جبهات القتال للسلاح وعودتهم لمنازلهم". وفي منتصف يوليو الماضي، بدأت جماعة الحوثي عبر مجلس النواب الخاضع لسيطرتها، إجراءات لرفع الحصانة البرلمانية عن 12 عضواً من أعضاء مجلس النواب تمهيداً لمحاكمتهم بتهمة "التخابر" مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وسبق أن أحالت سلطات الحوثيين 35 برلمانياً من المعارضين لها إلى المحاكمة بتهم "المساس باستقلال وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية والتخابر مع دول أجنبية"، وقررت الحجز والتحفظ على أموالهم وممتلكاتهم وصدر حكما بإعدامهم. ويخضع مجلس النواب اليمني في صنعاء منذ بداية الحرب لسيطرة الانقلابيين ويعيش معظمهم تحت الإقامة الجبرية بينما يوالي آخرون مليشيا الحوثي ، وقد تمكن القسم الأكبر من الأعضاء من مغادرة صنعاء طوال فترة الحرب التي تشهدها البلاد للعام السادس على التوالي، وانتخبوا هيئة رئاسة جديدة مناهضة للانقلاب لكن المجلس لم بتمكن من عقد جلسات منتظمة بسبب الأوضاع في المناطق المحررة والعراقيل التي تخلقها دول التحالف.