الأحد 27 سبتمبر ,2020 الساعة: 01:25 مساءً
تقرير خاص
عام كامل وشهر انقضى على الحرب الأخيرة في عدن بين الحكومة اليمنية من جهة، والإمارات ومليشيا الانتقالي من جهة أخرى.
توقفت تلك الحرب بعد تدخل سعودي إثر غارات إماراتية قتلت وجرحت مئات الجنود من الجيش في عدن وأبين، ومنعت الحكومة من السيطرة على عاصمتها المؤقتة عدن من أيدي مليشيا الانتقالي.
ورغم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر من العام الماضي وتقاسم السلطة بين الحكومة ومليشيا الانتقالي إلا أن الاتفاق تعثر، لتعود السعودية وتعلن قبل شهرين عن اتفاق جديد اسمه آلية تسريع اتفاق الرياض، أكد على تقاسم السلطة وتعيين محافظ عدن ومدير للشرطة هناك.
لكن الوضع ظل جامدا.
اتهامات متبادلة:
قالت الحكومة اليمنية إنها أوفت بما عليها من التزامات بموجب اتفاق الرياض وآلية تسريعه، وقال رئيس الجمهورية عبدربه هادي إن حكومته عينت محافظا لعدن من قيادة المجلس الانتقالي (أحمد لملس) وقد باشر عمله في عدن، وعينت مديرا للشرطة محمد أحمد الحامد لكنه عجز عن الوصول إلى مقر عمله.
وقالت مصادر خاصة للحرف28 إن الحامد أعيد من المطار، ولم يسمح له العودة إلى عدن.
بينما قال الانتقالي إنه سلم كامل خططه لنقل القوات من أبين وإخراج القوات من عدن إلى التحالف والمفاوضات الدائرة بالسعودية، لكنه اتهم الحكومة بعرقلة التنفيذ.
وقالت مصادر مقربة من الانتقالي وإعلاميون انتقاليون إن اللواء شلال شائع مدير الأمن السابق لعدن رفض تسليم إدارته إلا بشروط منها السماح له بالعودة من أبوظبي إلى عدن. بينما يقول ناشطون ومدنون إن شلال يرفض تماما تسليم الشرطة.
تغييرات في قيادة حزام عدن:
إلى ذلك، أجرت قوات الحزام الأمني في عدن تغييرا في قيادتها بالعاصمة المؤقتة، وصدر قرار عن ألوية الدعم والإسناد الممولة من الإمارات بتعيين جلال الربيعي قائدا للحزام الأمني في عدن وهو عنصر في الحزام من يافع، بدلا للقائد السابق وضاح عمر.
ويقول مراقبون إن التغييرات المفاجئة تنبئ عن استعدادات جديدة خلال الأيام المقبلة لعدة سيناريوها قد يكون من بينها خيار الحرب الشاملة كما يسميها حسين حنشي الصحفي المقرب من قيادة الانتقالي والتي يراها قادمة لا محالة.
تحشيدات عسكرية:
وتزامنت التغييرات في عدن مع تعزيزات عسكرية تقترب من 1500 مسلح وصلوا إلى أرخبيل سقطرى التي تسيطر عليها الإمارات عبر المجلس الانتقالي خلال الساعات الماضية على متن سفن عسكرية أمام مرأى القوات السعودية في الجزيرة.
كما وصلت تعزيزات عسكرية تزيد عن 20 طقما إلى الوزاعية غربي تعز المتاخمة لمديرية الشمايتين، ورغم تجاور المديريتين إلا أن الوزاعية تخضع كليا للإمارات عبر مليشيات طارق والقوات العسكرية التي تمولها وتدربها وتديرها الإمارات بينما تسيطر الحكومة اليمنية على الشمايتين، وفشلت محاولة إماراتية إشعال حرب في مديريات جنوب تعز.
وكانت قيادات عسكرية من المنطقة الرابعة الموالية للانتقالي بقيادة فضل حسن قد زارت ألوية في طور الباحة ورفعت جاهزيتها القتالية في منطقة هادئة لا تشهد اشتباكات، وتبعد مسافة ليست قصيرة من جبهات حيفان الهادئة نسبيا في الشهور الماضية.
آثار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل:
نقلت صحف ووسائل إعلام دولية عن تحركات إماراتية إسرائيلية حثيثة لإقامة قواعد تجسس إسرائيلية في سقطرى وخليج عدن وباب المندب، ويرى مراقبون أن التحركات الأخيرة للإمارات في ساحل البحر الأحمر شمال باب المندب وشرقه في بحر العرب والمحيط الهندي تأتي في سياق تثبيت القواعد المزمع إنشاؤها وتأمينها وتجهيزها بما تحتاجه من معدات وأشياء لوجيستية أخرى.