حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الإثنين، من أن حياة ملايين الأطفال اليمنيين في خطر، مع دنو البلد أكثر نحو المجاعة. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، هنرييتا فور، في بيان، إن اليمن "يسير رويدا رويدا نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود". وأضافت فور أن "إشارات التحذير واضحة منذ مدة طويلة جداً .. وهناك أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وأشارت الى إن "معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال وصلت في بعض مناطق البلاد إلى مستويات قياسية مسجلةً زيادة بنسبة 10 في المائة هذا العام فقط". وأردفت: "هناك أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، فيما وصلت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض مناطق البلاد إلى مستويات قياسية". وأوضحت أن تلك المستويات "سجلت زيادة بنسبة 10 في المئة هذا العام فقط".
وتابعت: "يعاني زهاء 325 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم ويكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة". واستدركت: "فيما هناك أكثر من خمسة ملايين طفل عرضة لخطر متزايد للإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد". وأفادت قائلة: "يتوجب على جميع أطراف النزاع إبقاء الأطفال بمنأى من الأذى والسماح بالوصول إلى المجتمعات المحتاجة دون أي عوائق، كما هو محتم عليهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
واستطردت: "يجب على المانحين كذلك تكثيف جهودهم وتقديم التمويلات الإضافية المطلوبة بشكل عاجل". وذكرت: "بينما نقترب من نهاية العام، لم تتلق المناشدة الإنسانية ليونيسف سوى 237 مليون دولار فقط من أصل 535 مليون دولار ناشدت للحصول عليها، ما يعني وجود وفجوة تمويلية تقارب 300 مليون دولار". وأكدت أنه: "لا مجال مطلقا لإهدار الوقت، فأطفال اليمن بحاجة إلى السلام ووضع حد لهذا النزاع". والجمعة، حذر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من خطر وشيك في اليمن سينتج عنه "ملايين الوفيات" بسبب المجاعة "ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية". ومطلع يونيو/حزيران الماضي، أثمر مؤتمر المانحين لليمن، عقد في الرياض افتراضيا بدعوة من السعودية ومشاركة الأمم المتحدة، عن إعلان مساهمات إغاثية وإنسانية تجاوزت 1.35 مليار دولار. وحذرت الأمم المتحدة مرارا من أن النقص في حجم المساعدات الغذائية، سيزيد من شبح المجاعة، في ظل اعتماد ملايين العائلات اليمنية على تلك المساعدات. وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها (مارتن غريفيث) أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق استوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن. ومنذ 2014 يشهد اليمن حرباً بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وسط عجز أممي في إقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التي قتل فيها آلاف المدنيين منذ بداية عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015. وفي الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو ست سنوات، قتل 12 ألف مدنيًا بينهم مئات الأطفال والنساء وفق تقديرات الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج أكثر من ثلثي السكان الى المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.