مأرب تحرق الهلال الشيعي
السبت 01 مايو ,2021 الساعة: 05:28 مساءً

من منا لا يتذكر الترويج الأمريكي للهلال الشيعي وخاصة بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق ، ففي العام ٢٠٠٤ تنبه الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية لمخاطر تشكل الهلال الشيعي وحذر منه عبر صحيفة الواشنطن بوست ، فقد أدرك الملك عبدالله بحكم قراءته للنوايا الأمريكية والإسرائلية تجاه المنطقة العربية وكذلك بحكم معرفته للعلاقة السرية بين أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى بأن أمريكا وإسرائيل تخططان للهلال الشيعي الذي يمتد من اليمن إلى القطيف في السعودية مرورا بالبحرين إلى العراق وصولا إلى لبنان.

وبالعودة إلى الوراء سنجد أن هذا المخطط تشكلت ملامحه عندما هبطت الطائرة الفرنسية في طهران وهي تقل أقذر عميل سري عرفته البشرية ، هو الخميني الذي كان برفقته طاقم من الحماية الأمنية الأمريكية عام ١٩٧٩ ، الذي أطلقت عليه مجلة التايم الأمريكية حينها برجل العام ٧٩ ، بل يمكن العودة إلى ما قبل ذلك بقليل ، حينما ضغطت أمريكا وفرنسا على صدام حسين بطرد الخميني من العراق وعدم سجنه.

كتب سايروس فانس وزير خارجية أمريكا في تلك الفترة في مذكراته أن أمريكا كانت تدعم الشاه ظاهريا ، بينما في الخفاء كانت تمهد الطريق أمام الخميني للوصول إلى الحكم ، يؤكد ذلك ما قاله الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في مذكراته التي حملت عنوان : كل خطوة يجب أن تكون هدفا ، قال إن صدام حسين نصحه حينما كان شيراك رئيسا للوزراء بألا تمنح فرنسا اللجوء للخميني وتركه يذهب إلى ليبيا ، لأن تصريحات الخميني من باريس سيكون لها صدى دولي ، بينما تصريحاته من ليبيا لن يلتفت إليها أحد ، ومع ذلك استقبلت فرنسا الخميني في باريس.

وفي الوقت الذي حل الخميني في ضاحية من ضواحي باريس ، كانت خلية الأزمة الإيرانية في البيت الأبيض تضع اللمسات الأخيرة لتنصيبه حاكما بديلا عن الشاه ، وقد ذهب فانس في مذكراته إلى تبرئة الخميني من خطف الرهائن الأمريكيين في إيران ويصفه بالزعيم الحازم ، كل ذلك يؤكد كيف تبنت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها فرنسا الخميني لركوب الثورة الإيرانية ووصفها بالثورة الإسلامية لكي تكون موجهة ضد الدول العربية وإشعال فتيل الطائفية الجغرافية.

وهاهي أمريكا اليوم تعادي المليشيات التابعة لإيران ظاهريا ، فيما هي تدعمها في الباطن ، كما هو حاصل مع عصابة الحوثي الإرهابية التي أخرجتها من قائمة الإرهاب وكلفت مبعوثا خاصا لها في اليمن لكي يتلاعب بالوقت ويظل يستقطع المزيد من الزمن في جولاته المكوكية ولقاءاته الثنائية لإعطاء هذه العصابة الإرهابية فرصة الوصول إلى مأرب لكي تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من تثبيت خارطة الهلال الشيعي من اليمن انطلاقا نحو القطيف في السعودية وصولا إلى بقية الخارطة التي رسمتها الصهيونية العالمية بالتعاون مع إيران.

مما سبق نخلص إلى أن ما بنته الولايات المتحدة الأمريكية ومعها إسرائيل وإيران من جدار الطائفية للوصول إلى الهلال الشيعي يحترق اليوم في مأرب التي تلقف أفك الحوثيين الذين تآمروا على اليمن ووظفوا أنفسهم كعملاء مع الصهيونية العالمية ، فمارب ستنتصر وعلى اليمنيين أن ينصروا مأرب ، كل من موقعه ، فانتصار مأرب هو تدمير لجدار الهلال الشيعي وهزيمة للمشروع الصهيوني العالمي الذي تقوده عصابة الحوثي الإرهابية.

على المبعوث الأمريكي إلى اليمن ومعه البريطاني المستظل بمظلة الأمم المتحدة أن يدركا أن ما يخططان له ستسقطه مأرب ، ففي مأرب سيرى أعداء الإنسانية العجب ، وعلى أسوارها تبت يد الحوثي وتب ، وعليهما أن يعرفا أن مأرب أقدم مدن الحضارة البشرية ، فلا يمكن لحفنة من طحالب التاريخ الحوثية أن تسقطها ، فمأرب عنوان لإنسانية الإنسان ، وستبقى شاهدة على عمالة الحوثي المندحر في الميدان وستكون مقبرة لأحلام الإيرانيين والأمريكان ، لأن فيها أسود يذودون عنها ويخشاهم الردى ، سيجبرون جحافل الإرهاب المصنوع في واشنطن والمجمع في إيران والمستخدم في اليمن على الانصياع لمنطق سيادة الدولة اليمنية وستلحق الهزيمة بإرهاب الحوثيين وداعميهم ومن يمولهم ، المسألة مسألة وقت والوقت في صالح مأرب لأن أمريكا تسارع الخطا لإنجاز مالم ينجز ، فاصمدوا أيها اليمنيون فإن ملامح النصر يلوح من انبطاح السعودية للمشروع الأمريكي الإيراني .

نقلًا عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account