الأحد 11 يوليو ,2021 الساعة: 08:15 صباحاً
دخلت الإمارات ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي انفرط عقده بعد أن تكشفت نوايا المملكة العربية السعودية والإمارات اللتان تصران على عدم حسم المعركة مع الحوثي برغم سهولتها ، لأن الحرب من وجهة نظرهما تجيئ بالفرص وتزيد من فرص التربح ، وتتعاظم شبكات العلاقات غير الشرعية ، وأثبتتا هاتان الدولتين أنهما لم يأتيا لدعم الشرعية وإنهاء الانقلاب وتحقيق الاستقرار واستعادة الدولة ، بل تعطيل الدولة وتفكيك مؤسساتها .
انطلق المشروع الإماراتي في ضرب مقومات الشرعية وتفكيك مؤسساتها من شعار كاذب هو : مكافحة الإرهاب ، وقد اجتهدت كي تقدم نفسها في ذلك ، فخلقت عداء مع حزب الإصلاح وصنفته كحزب إرهابي لتتفق في ذلك مع الحوثي وتتطابق معه في مزاعمه أنه يواجه الإرهاب ، مؤكدة أنها تتطابق مع الحوثي في تدمير الدولة وتفكيك مؤسساتها لكي تتسع نطاق فرص التربح ، لكليهما .
وقد أعلنت الإمارات صراحة عداءها للشرعية ودون مواربة ، فقامت ببناء المليشيات وتسليحها وحاربت حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر حينما رفض احتلالها لجزيرة سقطرى وأعاقت حكومة الدكتور معين عبد الملك مرتين متتاليتين وحرضت عليها مليشيات الانتقالي التي صنعتها ، بهدف تعطيل المواجهة مع الحوثي ، فحسم المعركة مع الحوثي سيسقط المشروع الإماراتي في اليمن .
لم يكن دعم الإمارات للمليشيات بغرض التخلص من الحوثي ، وإنما بغرض التخلص من الشرعية ، ولم يكن التخلص من الشرعية لأن حزب الإصلاح إرهابي كما تروج له ، ولو كان الأمر كذلك لدعمت حزب المؤتمر الشعبي العام ، لكنها سعت بكل ما تملك إلى تفكيكه وأغدقت على دعم مليشيات الانتقالي الانفصالية ومليشيات أخرى صنعتها لكي تكون حاجزا بين الشرعية وبين مواجهة الحوثي ، فأمنت بذلك جبهات التماس مع الحوثي .
ولا يخفى على أحد أن الإمارات تعمل ضمن تنسيق صريح مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا كان وجودها ضمن التحالف في اليمن لإفشال الحرب ضد الحوثي وتحويلها إلى حرب بين المليشيات التي صنعتها الإمارات وبين الشرعية ، والسؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى ستظل الشرعية تغمض عينيها عن هذا الدور التخريبي ، ومتى ستتخذ قرارا بتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي توضح فيها الدور العدائي للشرعية الدستورية ودعمها للمليشيات المسلحة وزراعتها لخطاب الكراهية والتحريض على قتل اليمنيين .
من الواضح أن الإمارات ضالعة في تأجيج الحرب في اليمن للتخلص من الشرعية وتثبيت الفوضى من خلال المليشيات وتعبئتها على إفشال قيام الدولة ، وهذا يحتم على الشرعية إتخاذ الإجراءات الدبلوماسية للرد على هذه الخروقات التي لا تقتصر على اليمن فحسب ، بل يتجاوزه إلى دول عدة في المنطقة ، يجب إيقاف الدور التخريبي للإمارات في اليمن وتغيير خطابنا السياسي تجاه الأحداث الجارية والتوجه إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة لمواجهة مخططات حكام الإمارات .
كل ممارسات الإمارات تأتي في إطار دعم الانقلاب وتشجيع الانفصال وهي بذلك تخرق بشكل واضح قرارات مجلس الأمن ، وعلى مجلس الأمن تنفيذ إلتزاماته أمام الشعب اليمني ووضع الخارجين على الشرعية الدولية تحت طائلة القانون ، أما القوى السياسية اليمنية فهي مطالبة بأن تضع جميع خلافاتها السياسية بكل عناوينها خارج الاهتمام ، من أجل التركيز على مصالح الشعب اليمني ومشاكله ولقمة عيشه .
لقد آن الأوان للشرعية أن تدرك الأدوار التي يلعبها التحالف لمصلحة الحوثي ، وقد آن الأوان للقوى السياسية أن تطالب بتوحيد جبهات القتال تحت قيادة عامة بعيدا عن المسميات المتعددة التي نسمعها هنا وهناك وأن تطالب بتسليح الجيش الوطني وتطرح هذه القضية على طاولة التفاوض الوطني والسياسي والشعبي ، فقد أصبح اليمنيون ينظرون إلى التحالف مهما كانت طبيعته على أنه ليس أكثر من حفر في الهاوية وقد سئموا أن يكونوا ضحايا على مذبح التحالف .
نقلا من صفحته على فيسبوك