هل يشرب الانتقالي من نفس الكأس؟
الخميس 16 سبتمبر ,2021 الساعة: 07:03 مساءً

درج المجلس الانتقالي على استخدام الشارع وإخراج مناصريه بهدف فرض أجندة يريدها في مراحل مختلفة ، ومارس التغرير على الناس ودَفَعَهم للخروج تحت عناوين براقة ووعود كاذبة كالخدمات والتحرير المزعوم وعناوين من هذا القبيل ، بينما كانت الحقيقة لهذه التحركات مناقضة لعناوينها المعلنة ، فما أن ساعدت الظروف الداخلية والإقليمية لتمكين المجلس الانتقالي من التحكم وإدارة عدد من المحافظات وإسقاط مؤسسات الحكومة الشرعية حتى تبخرت كل تلك الوعود الذي دغدغ بها عواطف الناس، وظهر المجلس كأداة سياسية بيد الإمارات لا غير، ولم يقدم المجلس أي إنجازات تذكر باستثناء الثراء الفاحش لقياداته، وتملك عناصر القوة واستخدامها في السطو والتمكين الشخصي وممارسة التصفيات الداخلية ومصادرة أملاك الأخرين.

اليوم وبعد ان يئس الناس من تحقيق الوعود التي دغدغ بها المجلس الانتقالي مشاعرهم وفاض الكيل وبلغ السيل الزبى عاد الناس للشارع لكن هذه المرة ليتجرع المجلس الانتقالي على يديهم نفس الكاس الذي سبق أن صنعه لغيره، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وكسر الشارع حاجز الخوف وكشف المجلس الانتقالي عن وجهه الحقيقي فمارس العنف والقمع وقَتَل وسجن وأعلن رئيسه حالة الطواري متصرفاً كرئيس دولة!  وبدأت الحقيقة تظهر واضحة جلية، ولعلها الأقدار شاءت أن يتزامن زوال الأقنعة من وجوه قيادات هذا المجلس وبنفس الوقت التي زالت فيه الغشاوة من أعين الذين انخدعوا به وبخطابه.

هي الحقيقة إذن تبدوا جلية ظاهرة ، مختصرها أننا أمام كيان تمت صناعته كأداة إمارتية خالصة لتنفيذ أجندة خارجية لا علاقة لها إطلاقا باحتياجات المواطن ، ولا تعبر عنه بأي حال من الأحوال ، ولا تمت بصلة لتطلعاته التي تستر ورائها المجلس ، كما أن كذبة تمثيل المجلس لمحافظات الجنوب وظهوره ككيان سياسي يناضل لأجل حقوق المواطنين فيها هي الأخرى تبخرت أمام ممارسات المجلس تجاه التزاماته في اتفاق الرياض رغم ما فيه من مساوئ وعيوب لكنه سيحقق على الأقل بعض الهدوء وسيتيح للحكومة الحد الأدنى لممارسة عملها وتقديم خدماتها وتحمل مسؤولياتها تجاه المواطن.

نستطيع القول وبحسب ما أكدته الأحداث أن المجلس الانتقالي لا يمتلك أي شرعية لتمثيل أي منطقة أو اطار جغرافي، وهو يمثل أفراده والمنتمين إليه إذا اعتبرناه مكون سياسي لا غير، ومع هذا الافتراض فإن المجلس قدم الأدلة كذلك أنه لا يمكنه ان يكون مكوناً سياسياً يحترن التزاماته وما وقع عليه، واليوم بقمعه للشارع وإعلانه حالة الطوارئ يقدم دليلاً جديداً بميله نحو التسلط، واستخدام قوته المسلحة تجاه مواطني الشارع الجنوبي الذي يدّعي زوراً وبهتاناً تمثيلهم.

ما يمكن تأكيده أخيراً أن الانتقالي سيشرب من نفس الكأس الذي أذاقه لخصومه عاجلاً وليس أجلاً، فقد كسر الناس حاجز الخوف، وسالت دمائهم بأيدي من ادعى يوماً انه حاميها، وصار حراميها بمجرد أنزوده صانعوه بالسلاح والدراهم، والدعم السياسي ليحقق لهم أطماعهم التي فشلوا عن تحقيقها بأيديهم القذرة .


Create Account



Log In Your Account