الخميس 23 سبتمبر ,2021 الساعة: 04:30 مساءً
دعوة السفير السعودي محمد آل جابر والسفير الأمريكي لعودة الحكومة دون تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض ودون معالجة الأوضاع الاقتصادية للبلد ، تنبئ عن الجهة التي تحمي الانتقالي من السقوط ، ومنع الناس من مطالبتهم بحقوقهم ، خاصة بعد أن هددهم عيدروس الزبيدي بشكل مباشر من النزول إلى الشارع .
مرة جديدة يريد آل جابر أن يعيد اليمن إلى النفق المسدود ، يريد أن يستمر النزيف الذي يدفع البلاد إلى حافة الانهيار والإفلاس ، يريد أن يضيع صراخ الناس الذين يتظاهرون في الساحات مثلما ضيع وزبانيته المليارات التي تدخل باسم اليمن بطريقة مثيرة للسخرية وليسجل نفسه وبلاده في قائمة العار ، فبدلا من أن تلعب الرياض دورا إيجابيا في تشكيل حكومة جديدة ، إذا بها تترك سفيرها يعيد تدوير الأزمة .
يعتقد آل جابر بأن كل ما يحتاجه للحصول على المال هو أن يسيطر على الحكومة اليمنية وتفريخ مليشيات جديدة ، لكنه يجهل أن هذه الحكومة وبهذه الطريقة لن تكون قادرة على النهوض بأعباء إدارة المجتمع واستيعاب تناقضاته وتعدديته وضمان الوفاء بعلاقات التعايش ، وأن ذلك سيفجر الوضع مع مرور الوقت في المنطقة وسيصب ذلك في مصلحة إيران ومليشياتها ، فآل جابر يستثمر في الحلال من أجل الحرام ، والمسار الذي يسلكه هو مسار التخريب وسفك الدماء ودفع الشرعية إلى الانهيار .
يتحدث آل جابر والسفير الأمريكي عن عودة الحكومة التي هي في الأساس غير موجودة ، فحكومة معين عبد الملك لم تقدم برنامجها إلى البرلمان ولم تأخذ الثقة منه ، واضح أن الهدف من إعادة هذه الحكومة هو ممارسة التعطيل وترك مساحة للمليشيات الخارجة عن الشرعية تنفذ مشروع التحالف الذي يدعم مافيات النهب والفساد لمراكمة الثروات على حساب المواطنين الذين باتوا عاجزين عن الاستمرار في الحياة ، ومنع الشرعية من ممارسة دورها الدستوري وتفعيل مؤسساتها .
لقد جعل آل جابر ومعه معين عبد الملك الذي يرافقه منذ أن كان وكيلا في وزارة الأشغال إلى أن جاء به رئيسا للحكومة ، من اليمن بلد العجز والفوضى وجنة الفساد غير المسبوق ، فنحن نسمع عن المليارات المقدمة إلى اليمن ، لكن لا أثر لها على حياة المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في الشارع يتظاهرون ويعترضون ويغضبون ، مما جعل آل جابر يستنجد بالسفير الأمريكي ليشاركه المطالبة بعودة الفاسدين وليرسخ معه ثقافة السرقة والإهدار .
إن الحديث عن إعادة تدوير حكومة معين عبد الملك يشكل فصلا مأساويا إضافيا في إيجاد حل للأزمة ويؤكد بأن واشنطن والرياض لا تريدان حل للأزمة اليمنية ، ولكننا نقول لهم ، بأن الشعب اليمني لن يرضى بغير تشكيل حكومة جديدة تستطيع مواجهة التحديات التي تواجه اليمنيين ، وأن ما تقوم به واشنطن والرياض غير أخلاقي ويعد اعتداء صارخا على خيار اليمنيين وسلبهم لخيارهم وللحكومة التي يفترض أن تمثلهم ، وإذا كانوا يؤمنون بقدرات معين عبد الملك فليأخذوه رئيسا لحكومة الرياض ، وليتركوا اليمنيين يختارون حكومتهم .