سقوط الدولة مسألة ليس فيها قولان. فماذا بعد؟
الجمعة 22 أكتوبر ,2021 الساعة: 08:57 مساءً

ما أن يخلو المواطن اليمني بنفسه تجده يتحدى أن يصنعوا له وجعا وفاجعة جديدة منطلقا في ذلك أو متوهما من أنهم قد استنفدوا كل ما في "بنك" الأوجاع من الفجائع والموبقات، وأنه لم يبقَ في جعبتهم شيئا إلا وقد فعلوه؛ فقد تكسرت النصال على النصال ووصلت اليمن في كل حال لتكون من أوائل الدول العالمية الأقل أمنا وتعليما واستقرارا.

 

 وسرعان ما يعيد النظر بعد عودته من عملية التسوق من(المخبز والبقالة) ليدرك أنه ليس أمام خابية زبيب إنما أمام بنك المصائب، وما فيه من محافظ مملوءة بالمكر وخاصة سلاح الفتك السريع (العملة) لتلحق اليمن بأخواتها لبنان والعراق والصومال.

 فانهيار عملة أي دولة لا يعني إلا قولا واحد هو التفكك والذهاب للهاوية.

 

 وبما أن خط الدفاع الأخير عنها هي الأحزاب لأنه قد تم هيكلة (تدمير) كل مؤسسات الدولة ولم يتبقَ من تلك الدولة التي كانت إلا بقية من أحزاب بحيث سيكون النداء موجها لها طالما أن من يهاجموننا يعملون على هلاك الحرث والنسل ولا يستثنون أحداً لا حزباً ولا فرداً ولا محافظةً ولا قريةً ولا شيخاً ولا طفلاً ويفعلون ذلك بطريقة الضباع المفترسة التي تغرس مخالبها وأنيابها في أماكن الضعف لدى فريستها التي أنهكها الجوع والإعياء والركض والقتل اليومي... .

 

كيف يتنسى للشعب إيقاف أهداف بنك الموت والإفقار؟

 لمواجهة ذلك يحتاج الوطن إلى قوة أكبر قادرة على صناعة المعجزة!

وهذه المعجزة المطلوب تحقيقها قد تمثل فرصة أمام من تبقى من الأحزاب بأن تختتم تاريخها بعمل مشرف وتكفر عن أخطاء ماضيها وتواصل ما بدأته من نضال من خمسينيات القرن المنصرم حيث قدمت لليمن العناصر الفتية القوية وقاومت المستعمر وحافظت على اليمن أرضا وإنسانا أمام كثير من المحن.

وبما أن انهيار الدول يفقد الجميع الشرعية وتتحول القوى وخاصة الأحزاب الى جماعات و مليشيات وعصابات وهو ما وقعت فيه بعض الأحزاب ولا نريده لكل الأحزاب اليمنية أن تكونه وهو ما يستوجب عليها  أن تخرج  للشارع  وتعلن  الاتي:

-  انسحابها الكامل من أي منصب وزاري أو حكومي حتى لا تضلل الشعب بأوهام كاذبة.

- تعلن حل نفسها بشكل صحيح وواضح لأنه بانهيار الدول تموت الأحزاب والمؤسسات حكما طالما قد تم استباحة سيادة الدولة وإغلاق مؤسساتها الكبرى وموانئها وبحارها ومطاراتها ومصادرة آبار نفطها وغازها ومغادرة رئيسها وحكومتها وقتل وحصار شعبها.

 

_عليها النزول للشارع وطرح تفاصيل التآمر وأطرافه ليتسنى للشعب أن ينتج زعاماته الجديدة وليؤسس جبهات تحرير والإنقاذ ويخوض حربه بصورة واضحة ومع أعدائه الحقيقين.

ولأن تلك الأحزاب إن بادرت لذلك فلن يجد الشعب غير خبرات قادتها ليكونوا هم أول من يبادر لتأسيس احزاب جديدة بمسميات وشروط انتماء ومبادئ لا تكرر لا الأسماء القديمة للأحزاب ولا الفلسفات والمبادئ والتطلعات والأهداف السابقة. وهذا هو الأمر الذي بقي متاحا أمام من تبقى من الأحزاب لتقوم به، فأي الأحزاب يا ترى سييبادر للاستجابة المبكرة لهذه الدعوة؟

 


Create Account



Log In Your Account