لا نبحث عن حضارة للجهاز الهضمي
الجمعة 03 ديسمبر ,2021 الساعة: 11:39 مساءً

فتحت أتصفح آخر الأخبار فدهشت من قراءة ثورة (أنا جاوع) فكتبت مقالي هذا بصورة سريعة وبدون أي مراجعة.
من خلال العشرين السنة الماضية رأينا وتابعنا ثورات بمسميات كثيرة منها ما ارتبط اسمها بالأرض مثل الثورة العربية الكبرى.

 ومنها ما ارتبط بالألوان التي كانت سائدة في ساحات الثوار مثل ثورة اوكرانيا عندما نصب الثوار خيامهم بالالوان البرتقالي بالتالي أطلقوا عليها اسم الثورة البرتقالية.
ومنها ما ارتبط بقائد الثورة وعمله مثل الثورة الحمراء في روسيا التي ترجع تسميتها لأنها قامت بزعامة قائد الجيش الأحمر.

وهناك ثورات يرتبط تسمية ثورتها بالهدف الذي قامت لأجله مثل الثورة الثقافية والثورة الصناعية....

ويعتبر تسمية أي ثورة شيء عبقري وملهم وشيء مهم ومكمل للثورة ويزيدها ألقا ومددا للاستمرار ويدل على عظمة الشعب وتاريخه وبالتالي ينبغي أن تكون التسمية عظيمة تليق وتعبر عن غايات الشعب وسموه ونبل أهدافه ورقيه الحضاري والإنساني لا عن غريزة جسدية.
فالتسمية شيء مهم ومرتبط بجزء كبير بنجاح الثورة واستمرارها لأنه على ضوء تلك التسمية وعلى أساسه ستبنى الأهداف والشعارات وسيكبر الجميع تحت رأيته وظله .

بالمقابل فإن التسمية الركيكة التي تفتقر لمضامين كبرى ومفاهيم عظيمة فإنها لاشك ستنتهي وتنطفئ حين تحقيق ذلك الهدف الصغير الذي قامت لأجله.

إن القدرة على التسمية واختياره بدقه يدل على عظمة الثوار وعظمة المطالب وعبقرية الثوار.
فمن الذكاء الثوري إذن أن يتم اختيار الاسم العظيم الذي سيعمل على إشعال جذوة النصر داخل كل نفس وسيلهم الجميع الرقي الأبدي فالتسمية نفسها ستنغرس في ذاكرة الأجيال وستدرس مدلولاتها ومعانيها وسيمثل محور مهم يبنى عليه مستقبلا وسيعبر عن همة وارتقاء ثوارها وبعد فلسفتهم للحياة وقراءة لمعضلات والتحديات القراءة اللائقة بهذا الشعب أو ذاك.
وللتذكير فإننا لا نزال حديثي عهد من ثورات تم تسميتها (بثورات الربيع) وهو مصطلح وافد أطلقه الغرب في إشارة إلى الحركات الاجتماعية التي بدأت في أوروبا فرنسا وألمانيا وغيرهما بالعام ١٨٤٨والتي انتهت بانتهاء الربيع بعد أن دمرت كل شيء.
إن تسمية خروج الشباب بثورة (أنا جاوع ) أظن أنه تسطيح وتقليل من قيمتنا ولأمة تمزق ويتم إبادتها ويجرف تاريخها وتسحق كرامتها ويباد كل أمل لها بالحياة الأمنة والكريمة ومن أن تمارس دورها التاريخي وتعيش بأمان ورخاء كسائر البلدان الآمنة.

إننا من بين دول قليلة تعد من أقدم الشعوب وجودا وحضارة ونمتلك العديد من المميزات والمقومات ونمتلك تخمة جغرافية ممتلئة بالخير وموقعا مهما قال عنها المولى عزوجل (بلدة طيبة) وأظن أنه ينبغي أن يسمي القائمون على هذا الخروج  بما يليق به فنحن لا نبحث حضارة للجهاز الهضمي أو للجهاز التناسلي وإنما عن مستقبل واعد وآمن يليق بهذا الشعب ويعوضه عما لحقه من ظلم وجور من ذوي القربى رئاسة وحكومة وبرلمانا وأحزابا وما لحقنا أيضا من دول الجوار من تآمر وحرب إبادة.
 


Create Account



Log In Your Account