غروندبرغ يبلغ مجلس الأمن عن تصوره لعملية سياسية تنهي الحرب في اليمن
الثلاثاء 14 ديسمبر ,2021 الساعة: 07:50 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة

أبلغ المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي أن لديه تصورًا لعملية سياسية تنهي الحرب في اليمن بشكل مستدام.

وقال خلال إحاطة قدمها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي: "أتصور عملية سياسية يملكها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي. يجب أن تدعم تلك العملية الحلول قريبة المدى".

 وأضاف: "يجب أن تحدد تلك العملية أيضًا وتبني التوافق حول عناصر تسوية سياسية تنهي الحرب بشكل مستدام وتؤسس ترتيبات حكم جامعة وتضمن حقوق اليمنيين."

وأشار "الدعم الدولي والإقليمي المنظم والمنسق حيوي بالنسبة لتلك العملية. وأن على الفاعلين الخارجيين مسؤولية لدعم اليمنيين خلال نقاشهم لبناء التوافق حول حلول سلمية. وسيكون دعم هذا المجلس ضروريًا."

كما شدد على ضرورة "تصميم تلك العملية لتسمح بإحراز التقدم بشكل متواز فيما يتعلق بمختلف القضايا ذات الأهمية بالنسبة لليمنيين. وستتعامل هذه العملية مع أولويات الأطراف في سياق أجندة أوسع تمثل مصالح اليمنيين على تنوعهم."

ولفت إلى أن الخيارات العسكرية لن تؤدي لنتائج مستدامة، داعيًا إلى ضبط النفس وخفض التصعيد والبدء في الحوار.

وقال إن "للحروب قواعد. فكل الفاعلين، سواء المنخرطين في النزاع أو الداعمين، مسؤولون ولديهم التزامات في إطار القانون الإنساني الدولي".

وأشار إلى أن "الالتزام الجاد بالسلام يتطلب، على أقل تقدير، منح المبعوث وصولاً غير مشروط ومنتظم" (في إشارة إلى رفض جماعة الحوثي في صنعاء اللقاء به منذ تعيينه مبعوثًا أمميًا).

وتابع "يجب أن تظل جميع قنوات الاتصال مفتوحة إذا أردنا أن تكون لدينا أي فرصة لإيجاد حل دائم لهذا النزاع."

وأردف: "بناء على المناقشات مع اليمنيين وغيرهم خلال الثلاثة شهور الماضية، أنا مقتنع بالحاجة إلى منهج شامل. يجب معالجة الاحتياجات والأولويات الفورية في سياق عملية تتجه نحو تسوية سياسية شاملة."

وبحسب المبعوث الأممي فإنه "لن يكون الحل مستدامًا إذا لم يمثل مصالح اليمنيين على تنوعهم، سواء من المشاركين في القتال أو من غير المشاركين".

 وشدد على ضرورة العمل "من أجل سلام عادل ومستدام، وليس من أجل مجرد غياب الحرب".

وقال: "لقد سمعت تعبيرات قوية عن اليأس والإحباط في عدن وتعز وفي كل مكان قابلت فيه يمنيين ويمنيات. هناك حاجة عاجلة إلى خفض التصعيد الاقتصادي، وإلى إصلاحات أوسع لتحسين سبل العيش وخفض تكلفة السلع وحماية العملة."

ولفت إلى استمرار القيود المفروضة على حرية التنقل وتسببها في مصاعب لليمنيين وأنها تؤثر على جميع أنحاء البلاد وليس على منطقة جغرافية محدودة. مطالبًا الأطراف إلى التعامل معها بجدية، وينبغي على المجتمع الدولي تقديم الدعم في هذا الصدد.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، كثفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية أممية تحركاتهما في المنطقة لوقف إطلاق النار في اليمن، تزامنًا مع تصعيد عسكري كبير تشهده البلاد.

وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق ستوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.

ولم تفلح حتى اليوم أي من المبادرات العديدة -وفي مقدمتها الأممية والأميركية- في إنهاء الحرب في اليمن، بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران بعد انقلاب الأخيرين، وطلب الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) تدخل التحالف بقيادة السعودية.

وتقول الأمم المتحدة، إنه بنهاية العام 2021، ستكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.


Create Account



Log In Your Account