مجلة استخباراتية: أمريكا زودت السعودية بإحداثيات مواقع الحوثيين خلال العمليات الأخيرة
الخميس 16 ديسمبر ,2021 الساعة: 09:33 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة

قالت مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسي، الخميس، إن الولايات المتحدة والسعودية بدأتا مؤخرًا مرحلة جديدة في تعاونهما بشأن اليمن في سياق المعركة الاستراتيجية في محافظة مأرب (شمال شرق البلاد).

وكشفت في تقرير لها، عن أن وكالة استخبارات الدفاع بالولايات المتحدة (دي آي إيه) قدمت الإحداثيات المتعلقة بالأهداف والمواقع الحوثية الاستراتيجية للقوات الجوية السعودية.

ويحاول الحوثيون منذ مطلع العام الجاري السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط وبدأوا في سبتمبر الماضي تصعيدًا عسكريًا واسعًا وأحرزوا تقدمًا في بعض المناطق.

ويواجه الحوثيون مقاومة عنيفة من الجيش الوطني ورجال القبائل، وقد أوقعت المعارك مئات القتلى في صفوف الجانبين.

وأوضحت المجلة الفرنسية المعنية بشؤون الاستخبارات، أن التنسيق الأمريكي السعودي المتجدد بشأن اليمن بدأ باجتماع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" والمبعوث الأمريكي إلى اليمن "تيم ليندركينج" وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وشمل تشجيع وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) على مشاركة السعوديين الإحداثيات المتعلقة بالأهداف والمواقع اليمنية العسكرية الاستراتيجية، مثل مرابض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في صنعاء، وكذلك محافظة صعدة، القريبة من الحدود السعودية، والتي تعد معقلا لجماعة الحوثي.

ومنذ نحو شهر كثُف التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، غاراته الجوية على مواقع ومخازن أسلحة وورش لصناعة الطائرات المسيرة في صنعاء، وفق بيانات التحالف.

يأتي الكشف عن التعاون الأمريكي السعودي بشأن حرب اليمن بعد شهر على موافقة إدارة جو بايدن على صفقة محتملة لبيع 280 صاروخاً جو-جو طراز (إيه آي إم 120 سي) للسعودية، بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار.

وتوترت العلاقات بين واشنطن والرياض إلى حد كبير منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض.

وكان بايدن قد أعلن في فبراير 2021، عن انتهاء كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وفي ذات الشهر أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رفع مليشيات الحوثي من قوائم العقوبات الخاصة بها عقب تحرك وزارة الخارجية لإلغاء تصنيف الحوثيين ككيان إرهابي عالمي.

وعقب ذلك، أعلنت المملكة السعودية أنها ستواصل معاملة جماعة الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية على الرغم من قرار الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية ضدها لن تتوقف.

وقالت إدارة جو بايدن أكثر من مرة، إنها ستوقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية المدعومة من السعودية، وقد اتخذت خطوات إزاء ذلك، من بينها إنهاء تبادل المعلومات الاستخباراتية وتقديم المشورة للقوات السعودية.

كما سحبت صواريخ باترويت وبعض الطائرات المقاتلة من السعودية، وذلك في وقت تعاني فيه العلاقة بين إدارة بايدن والرياض من توترات بشأن إنتاج النفط.

ومنذ تولي بايدن الحكم، كثفت مليشيا الحوثي هجماتها بطائرات مسيَّرة وصواريخ باليسيتة وقذائف هاون باتجاه الأراضي السعودية، وتسبب بعضها بأضرار مادية كبيرة، واكتفت واشنطن بالتنديد فقط.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في عام 2014.

وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق استوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.


Create Account



Log In Your Account