الصريع الغامض .. من هو حسن أيرلو ولماذا انتحبت إيران لمقتله وهل خسرت طهران بمصرعه "شهلائي" مهندس سيطرتها على صنعاء؟ تقرير حصري للحرف 28
الأربعاء 22 ديسمبر ,2021 الساعة: 04:29 مساءً
الحرف 28 - خاص - سلمان شمسان

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خطيب زادة فجر الثلاثاء وفاة حسن أيرلو الرجل الغامض الذي يعتقد أنه يحمل إسما آخر مطلوب على لوائح دولية.

لم يمض أيرلو كثيرا في اليمن، قبل أن يلقى حتفه في البلد الذي تدير طهران قسما منه في الشمال، فقد أرسلته إيران إلى اليمن في أكتوبر 2020 بعد صفقة غامضة بين الحوثيين وأمريكا.

وسمحت واشنطن بموجب الصفقة بالضغط على السعودية لإدخال مئات القادة والجرحى الحوثيين من سلطنة عمان إلى اليمن، مقابل الإفراج عن رهائن أمريكيين وجثة مجند أمريكي قتل في البيضاء.

وقالت الخارجية الإيرانية حينها إنه "سفير" مطلق الصلاحية في اليمن، دون إبداء أي توضيحات عنه.

ظهر إيرلو في صنعاء يستقبل مسؤولين في منظمات دولية وآخرين يتبعون مليشيا الحوثي، وفي مناشط كثيرة محاطًا بالحراسات كحاكم فعلي لصنعاء. يتحدث عن المعركة كصاحب قرار.

لكن الأمر لم يدم طويلا، وعلى نحو مفاجئ ظهرت إيران تبحث إخلاء إيرلو من صنعاء بذريعة إصابته بكورونا وهو ما حدث بتسهيلات سعودية لتسارع بعدها الخارجية الإيرانية بإعلان "وفاته بوباء كورونا" بسبب" تلكؤ السعودية في السماح له بالخروج من اليمن".

من هو حسن أيرلو؟

لا يوجد سيرة ذاتية منشورة عن أيرلو بالعربية ولا بالفارسية، وفق الصحفي الإيراني المعارض مجيد الأحوازي، لكن السيرة الذاتية التي أرفقتها وكالة فارس الرسمية للأنباء يوم الثلاثاء قالت إنه من مواليد منطقة (شهرري) جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وأنه دبلوماسي متخصص بشؤون اليمن.

ضمن هذه السيرة التي حبكتها إيران الرسمية، قالت إنه عمل منذ سنوات مع وزارة الخارجية الإيرانية مسؤولا عن طاولة اليمن، منذ بدء التدخل العربي، ومنسق المساعدات الإيرانية لليمن، وتولى التنسيق مع الأمم المتحدة في تقديم المساعدات.

المؤكد أن إيران لم تقدم أي مساعدة لليمن، على الإطلاق، سوى سفينة ماء لم تصل إلى البلاد، في 2015، وتخصصت في تقديم مساعدات أخرى عبارة عن شحنات أسلحة حاولت إيصالها بمختلف السبل إلى ذراعها الحوثي بينها صواريخ بالستية وطائرات مسيرة بعضها كان يصل عبر العضو الثاني في التحالف العربي وهي الإمارات وفقا لتقرير لجنة العقوبات الدولية.

تظهر السيرة المسندة لإيرلو من الخارجية الإيرانية التي تحاول إضفاء طابعًا دبلوماسيًا على سيرة الرجل أنه تخصص من وقت مبكر في الشأن اليمني وحامل الملف الرئيسي لدى الدوائر الإيرانية.

في هذا الصدد تقول السيرة الرسمية ذاتها أن أيرلو شغل نائب المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية لشؤون اليمن من 2015 إلى 2020 حين تولى منصب "السفارة" رسميا بصورة خرقت كل الأعراف الدبلوماسية واتفاقية فيينا التي تنص على تبادل السفراء مع حكومات معترف بها دوليًا.

لكن المعلومات الرسمية التي قدمتها الوكالات الفارسية والإيرانية الحكومية لم تكن تظهر في أي محركات البحث  أنه يعمل في الخارجية الإيرانية.

وقال مجيد الأحوازي إن أرشيف الخارجية الإيرانية لم يذكر اسمه مطلقا قبل وفاته.

ما هو مثبت أن إيرلو عمل ضابطًا رفيعًا برتبة عميد في فيلق القدس المخصص لتصدير ثورة الخميني الشيعية وولاية الفقيه إلى الدول العربية عبر تشكيل المليشيات الإيرانية في الدول العربية، والمؤكد أيضًا وفقا لعديد تقارير غربية أن الحرس الثوري الإيراني يملك نصيب الأسد في البعثات الديبلوماسية في الخارج.

بالنسبة لإيرلو فقد عمل في البداية مساعداً لقاسم سليماني القائد الصريع السابق لفيلق القدس، في لبنان وسوريا، وكان لسنوات في لبنان، وتربطه علاقات وثيقة بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وبعد اندلاع الثورة السورية، انتقل العميد إيرلو مع العميد حسين همداني، الذي قتل في سوريا، إلى دمشق، لدعم النظام ضد الثورة.

كان إيرلو يلعب دورًا حيويًا في عمليات نقل المقاتلين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري والميليشيات العراقية والأفغانية إلى سوريا، وشارك في معارك حلب ودير الزور وحمص، وفق ما نقلته صحيفة القبس الكويتية.

قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان إن إيرلو عضو بالحرس الثوري الإيراني، وكان يعمل للدفاع عن مصالح الثورة الخمينية في اليمن، وأنه أرسل إلى اليمن منذ أكتوبر 2019، أي قبل الإعلان الرسمي عن وصوله في أكتوبر 2020 بسنة كاملة.

لكن قناة إيران انترناشونال بالعربية قالت إنه وصل في أكتوبر 2018.

تنبع أهمية معرفة الوصول إلى اليمن، من أهمية ارتباطه بالشخصية الإيرانية المعروفة في اليمن باسم عبدالرضا شهلائي، الذي فشلت المخابرات الأمريكية في قتله في الثالث من يناير 2020 حين شنت غارة عليه في صنعاء بالتزامن مع الغارة التي قتلت قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في العراق في نفس اليوم.

وصفت فاطمة حسن أيرلو أباها بالشهيد وإنه قُتل كما قُتل قاسم سليماني.

علاقته برضا شهلائي

يطرح كثير من الباحثين والصحفيين افتراضا مفاده أن شهلائي اسم وهمي لحسن أيرلو، وشهلائي ضابط إيراني في الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن إنشاء حركة الحوثيين المسلحة في اليمن.

وشهلائي تردد اسمه منذ سنوات طويلة تصل إلى التسعينيات من القرن الماضي في صعدة لكن على نطاق الاستخبارات العسكرية اليمنية وشيوخ من قبائل صعدة الذين كانوا مناهضين للحوثيين هناك.

كما طرح هذا الافتراض مجموعة من الباحثين الغربيين في تويتر يوم الثلاثاء أي يوم إعلان مقتله، وطرحه أيضا الصحفي الأحوازي، يوم إعلان الخارجية الإيرانية وصول أيرلو إلى اليمن.

وينقل الأحوازي عن صحفي في وكالة فارس الإيرانية الرسمية أن شهلائي هو حسن أيرلو، كما نشرت وكالة إرنا الرسمية الإيرانية تقريرا بالفارسية والانجليزية قالت فيه إن حسن أيرلو معروف أيضا باسم شهلائي، لكنها سرعان ما حذفت التغريدة بعدها اليوم الثلاثاء، لكن المتابعين كانوا قد التقطوا صورة لخبرها الذي يتحدث عن ايرلو باعتباره شهلائي.

ما الذي كان يفعله أيرلو في اليمن منذ الإعلان عن وصوله رسميا إليها في أكتوبر 2020؟

بعد عشرة أيام من وصوله إلى صنعاء قُتل القيادي الحوثي البارز حسن زيد قبل يومين من الفعالية الحوثية الأكبر "المولد" في حي حدة بصنعاء أشد الأحياء تحصينا وأمنا في ذروة انتشار أمني حوثي هناك.

اتهمت عائلته لاحقًا المخابرات الحوثية بقتله، وقال عباس زيد حينها إن المخابرات تواصل التهديد بقتل المزيد من عائلته.

قالت مليشيا الحوثي حينها إنها قتلت ثلاثة متهمين بقتله وأغلقت القضية، ثم عادت لتفتح قضية جديدة مع خلية من أكثر من أربعة أشخاص وفق المحامي عبدالباسط غازي الذي تنصبه المحكمة الجزائية الحوثية عادة مدافعا عن متهمين فارين أو أجانب، أو لا يملكون قدرة للدفاع عن ذويهم، أو من أسر ترفض الاعتراف بالمحاكم الحوثية.

وقال المحامي غازي يوم أمس الأول الأحد على صفحته بموقع فيسبوك إن المتهمين في "الخلية" يواجهون تهما عدة منها اغتيال حسن زيد.

ومعلوم أن زيد كان قبل اغتياله بأيام وجه انتقادات شديدة لإيران بسبب حرصها على استمرار الحرب في اليمن، ودعا لتقارب مع السعودية.

كما أعاد أيرلو سلسلة من القرارات الحوثية تخص النيابة والقضاء الحوثيين، وأشرف على التعليم وعمل على إحداث تغيير عميق في المناهج  سواء الجامعية منها أو في المدارس الابتدائية والأساسية والثانوية.

لكن مهمته الأكبر كانت في إدارة المصالح الإيرانية والدفاع عن "الثورة " الإيرانية الخمينية التي تعتمد تصدير الثورة في اليمن، وفق تصريحات وزير الخارجية الإيرانية أمير عبداللهيان يوم الإعلان عن وفاته.


وعرف عن أيرلو، بعد إماطة اللثام عن مهمته رسميًا بموقع مندوب إيران لدى الحوثيين، التدخل العلني في المواقف السياسية لمليشيا الحوثي حيث باشر الرد الفوري على المبادرة السعودية التي أطلقها وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.

أطلقت تلك المبادرة بعد شهرين فقط من تولي إدارة بايدن البيت الأبيض وعرضت فيها الرياض وقف إطلاق النار في اليمن، لكن أيرلو رفضها بحسم عبر صفحته بتويتر.

وذهب أيرلو أبعد من ذلك في إظهار سيطرته على قرار الجماعة عندما حدد الشروط الإيرانية لوقف الحرب.

قال وقتها إن "مبادرة السعودية في اليمن، مشروع حرب داِئم واستمرار الاحتلال وجرائم حرب وليست إنهاء للحرب".

وحدد الشروط كصاحب قرار أول في المعركة (المبادرة الحقيقية يعني: وقف الحرب بشكل كامل رفع الحصار بشكل كامل إنهاء الاحتلال السعودي وسحب قواته العسكرية وعدم دعم المرتزقة والتكفيريين بالمال والأسلحة وحوار سياسي بين اليمنيين دون أي تدخلات خارجية).

تقول بعض المعلومات التي خرجت من كواليس المليشيا الحوثية إن أيرلو كان مسؤولا عن إدارة الصراعات الحوثية المتصاعدة في الصف الأول، والتقى في آخر ظهور له بيحيى الحوثي وزير التعليم في حكومة الحوثيين التي لا تعترف بها سوى طهران.

وكان اللقاء مع يحيى الحوثي بعد أربعة أيام فقط من تصريح الحوثي بأن خصمه اللدود أحمد حامد مدير مكتب المشاط في اليمن، يستولي على المساعدات الدولية ويهمش حكومة بن حبتور، وهي خلافات قديمة بينهما منذ سنوات طويلة.

قتل أم أصيب بكورونا ؟

منذ اكثر من عام أظهرت إيران تركيزا شديدا على إسقاط محافظة مارب الغنية بالنفط ومعقل أول مقاومة يمنية انطلقت لمواجهة مليشيا الانقلاب قبل تدخل التحالف.

وقد استغلت طهران، ضعف الشرعية وانشغال قطبي التحالف السعودي الإماراتي بأجندتهما الخاصة على حساب وحدة البلاد، لتكثيف هجمات مليشياتها بمختلف الأسلحة والصواريخ البالستية على المحافظة المكتظة بالنازحين والفارين من جحيم مليشيا الحوثي، لإسقاطها، وبلغ الأمر حد الوعيد العلني عبر وكالة إخبارية إيرانية بالإفطار من تمر مأرب العام الماضي.

المؤكد أن إيرلو فعل كل مابوسعه لأسقاط المحافظة والإشراف على كافة العمليات الحربية واللوجستية لتحقيق الهدف الإيراني، لكنه قضى او "نفق "  كما يصف ذلك ناشطين يمنيين يبتهجون بمصرعه بينما ما زالت مأرب تقاوم جحافل المليشيات.



فما الذي حدث لأيرلو "النافق" ؟

كان آخر ظهور لحسن أيرلو في تحركاته العلنية في الثامن عشر من نوفمبر الماضي بلقاء مع يحيى الحوثي بصنعاء، وتزامنت تلك الليلة مع عودة القصف السعودي على المواقع الحوثية في صنعاء، بعد سنوات من الغياب.

في الليالي التالية توعد التحالف باستهداف الشخصيات والقيادات الحوثية المسؤولة عن إطلاق الطيران المسير والصواريخ الباليستية على السعودية.


في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي شن التحالف غارات على مواقع حوثية جديدة لم تكن مستهدفة من قبل، مثل تبة الأمن السياسي، ثم أعلن التحالف في الثلاثين من الشهر ذاته استهداف خلية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في صنعاء.

لكن الخارجية الإيرانية التي تعقد مؤتمرًا صحفيًا كل اثنين، نفت في الأول من ديسمبر وجود عناصر لها في صنعاء، رغم الإعلانات السابقة لقيادات إيرانية عديدة بوجود خبراء وتبعية الحوثي لإيران كـ "جيش شعبي" وامتداد للثورة الإسلامية كما قال رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق علي لاريجاني.

فهل قتل أيرلو في إحدى تلك الغارات؟

لم يظهر حسن أيرلو علنا منذ 18 نوفمبر، لكنه استمر بالتغريد في صفحته بتويتر حتى الحادي عشر من ديسمبر الجاري.

على نحو مفاجئ نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في السابع عشر من ديسمبر أن خلافًا حوثيًا إيرانيًا أدى لاستبعاد السفير الإيراني من اليمن، في صيغة بدت كمحاولة لإخلاء " أيرلو "، لكن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام وعدد من قادة الحوثة نفوا في اليوم التالي وجود أي خلاف.

غير أن التمهيد الذي ظهر في وول ستريت جورنال، عادت الخارجية الإيرانية لتأكيده بصورة أخرى، إذ قالت إن أيرلو مصاب بكورونا ويحتاج للسفر بعد تدهور حالته الصحية في اليمن.

كان ذلك المشهد الأول الذي استخدمت فيها إيران استراتيجية تقسيط الصدمة.

وتطورت الأمور على نحو دراماتيكي إذ كثفت طهران تحركاتها وأبرمت اتفاقًا مع الرياض، ففي التاسع عشر من ديسمبر الجاري أعلنت إيران أن وساطة عراقية عمانية أقلت عبر طائرة إخلاء طبي خاصة بنقل أيرلو إلى إيران لإسعافه من الوباء.

صباح الحادي والعشرين من ديسمبر، أمس الثلاثاء، أعلنت إيران وفاة أيرلو  بكورونا، واتهمت السعودية بتأخير نقله إلى خارج اليمن، رغم أن وجود رجلها في اليمن غير شرعي ولا يحمل أي صفة تقرها الأعراف والقوانين الدولية.

لكن اللافت أن الرجل نُعِت بالشهيد وقدمت عديد قيادات حوثية تعازيها بوفاة "الشهيد" أيرلو بكورونا، رغم أن عديد قيادات حوثية وإيرانية سبق الإعلان عن وفاتها بكورونا ولم تنعت "بالشهادة ".

كيف " نفق " إيرلو؟

نشرت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الإيراني يوم الثلاثاء أن أيرلو قتل بغارة جوية للتحالف في صنعاء، ولم تحدد تاريخ الغارة الجوية، وأن كورونا والأمراض التاجية القلبية تعلن عادة عند مقتل قادة الحرس الثوري في الخارج كما حدث في سوريا عدة مرات، وفق الصحيفة.

لكن قناة الميادين الإيرانية العاملة بلبنان والناطقة بالعربية كانت قد توعدت مطلع الأسبوع الماضي أن آخر جولة لإسقاط مأرب قد بدأت وفتحت تغطية موسعة ومباشرة لما بعد معركة مأرب، وحسم السيطرة عليها.

غير أن تلك الجولة سرعان ما تلاشت على قمم جبل البلق الشرقي بعد استشهاد اللواء الركن ناصر الذيباني وعشرات القادة العسكريين من الجيش والمقاومة الشعبية في الجبل نفسه، يوم الثالث عشر من ديسمبر.

وقال النائب في مجلس الشورى الإيراني عن العاصمة الإيرانية طهران أحمد نادري يوم الثلاثاء إن السعودية مسؤولة عن مقتل حسن ايرلو في اليمن.

حجم التعازي  .. حجم الخسارة الإيرانية

عزى في وفاة أيرلو كبار المسؤولين الإيرانيين، وانتشرت الحشود بكثافة هائلة في الشارع الإيراني بحضور أمير عبد اللهيان وزير الخارجية وأحاطت جثمان أيرلو جموعا منتحبة، تجعل من رواية وفاته بفيروس كورونا أشبه بالنكتة، إذ تقتضي إجراءات مكافحة كورونا الابتعاد عن جنازة الميت المصاب بالفيروس تحاشيا للعدوى.

في جانب آخر كثفت كبريات الوكالات الإيرانية الحكومية تغطيتها لخبر مصرع أيرلو وتصدرتها وكالة فارس التي نشرت ستة أخبار في يوم واحد عنه، وكذلك وكالة مهر الإيرانية التي نشرت عددا أكبر من الأخبار حوله بالإضافة إلى وكالة إرنا ووكالات مهر وقناة العالم الإيرانية وغيرها من القنوات الإيرانية.

كثافة هذه التغطية التي تشبه تغطية مقتل قائد ما يسمى فيلق القدس، قاسم سليماني في العراق قبل أكثر من عام بغارة أمريكية، يكشف حجم الخسارة الإيرانية في اليمن وأن الشخصية النافقة ليس فقط شخص أيرلو الذي ظهر إلى العلن قبل عام بل شخص شهلائي الذي مثله أيرلو باعتباره أحد أخطر المسؤولين الإيرانيين المسؤولين عن هندسة سيطرة طهران على صنعاء.


لم تقدم التعازي لأسرة أيرلو فحسب بل كان للحرس الثوري الإيراني نصيب من التعازي وكان في مقدمة المعزين بحسب الإعلام الإيراني أمس الثلاثاء، رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذراع العسكرية الإيرانية في الخارج اللواء قآني، وعدد كبير من القادة الإيرانيين في الحكومة والثورة الخمينية.

ولم يحظ أي مسؤول إيراني برتبة سفير بحجم التعازي التي حصلها عليها أيرلو.

لقد وصفوا الرجل المسؤول عن قتل عشرات الآلاف من اليمنيين بالشهيد، كتأكيد على مقتله، فهل سيكون مصرعه بداية لنهاية الوجود الإيراني في اليمن، أم فصلا جديدا في تكريس المزيد من نفوذ طهران في البلد المنهك بحروب  الأعداء وأطماع الحلفاء أيضا ؟


Create Account



Log In Your Account