الأربعاء 22 ديسمبر ,2021 الساعة: 08:23 مساءً
الحرف28 - خاص
قالت مصادر مطلعة لـ"الحرف28"، إن الرئيس عبدربه منصور هادي، خضع للضغوط السعودية بإقالة محافظ محافظة شبوة وسيوقع الليلة قرارا رسميا بإستبداله.
وأوضحت المصادر أن الرئيس هادي وافق رسميا اليوم على طلب سعودي بإقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو بعد ممارسة الرياض ضغوط كبيرة وربط تقديم وديعة للبنك المركزي بتنفيذ القرار.
وأضافت أنه من المرجح أن يصدر الرئيس هادي خلال الساعات القادمة قرارا بتعيين محافظ جديد لشبوة بدلا عن المحافظ الحالي.
وبحسب المصادر، فإن السعودية ومعها الامارات وعبر أدواتهما من أحزاب ومسئولين من الموالين لهما في الحكومة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، طرحوا أمام هادي عدة أسماء لخلافة بن عديو.
وذكرت أن من بين المرشحين لمنصب المحافظ، ناصر القميشي، وهو شيخ قبلي ووكيل حالي للمحافظة، والثاني ناصر محسن باعوم، الوزير السابق لوزارة الصحة العامة والسكان، والذي عين في 2015 واستبدل بقاسم بحيبح في الحكومة الحالية المعلنة في 18 ديسمبر 2020.
أما المرشح الثالث فهو عوض الوزير، وقد اقترحه بشكل شخصي نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، وهذا الأخير يعد الرجل الأول للامارات في شبوة واستدعته السعودية قبل اسبوع، ويتهم بالتعاون مع الحوثيين وأيضا تحريض السكان ضد السلطة المحلية وتحشيد تشكيلات في محاولة لإسقاط شبوة عسكريا.
إقرأ أيضا
المصادر أشارت إلى أن المرشحين لخلافة ابن عديو إجمالا يتبعون حزب المؤتمر، المشطور بين الرياض وابوظبي.
وأكدت الضغوط السعودية المكثفة لاقالة بن عديو التناغم السعودي الإماراتي فيما بتعلق بتوزيع النفوذ في الجنوب ورغبة الرياض في استمرار تعطيل منشآت بلحاف الغازية التي تسيطر عليها الإمارات وسط رضوخ وإذعان من قبل الرئيس الضعيف هادي.
وجاء الضغط السعودي بعد اشهر من تعهد الرياض بالضغط على الإمارات لإخلاء منشآت بلحاف اثر المطالبات الملحة من قبل المحافظ بن عديو الذي وجه حملة أمنية لمحاصرة المنشآت بعد ورود انباء عن تحشيد اماراتي للمليشيات في المنشآت، وطالب بتسليم المنشآت.
إقرأ أيضا
لكن الرياض التي اخفقت في تنفيذ الاتفاق الذي رعته بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والسلطة الشرعية عقب سيطرة الانتقالي على عدن بالقوة المسلحة في اغسطس 2019 بدعم اماراتي، عادت لممارسة الضغط على الرئيس مستخدمة الأزمة الاقتصادية والإنهيار المدبر للعملة لتمرير رغبتها في التخلص من بن عديو الذي اظهر نزوعا وطنيا ضدا على هيمنة التحالف، واثار انزعاج الرياض وابوظبي بسبب انشطته التنموية اللافتة في المحافظة.
وتقول المصادر إن الرياض مارست ضغطا كبيرا على هادي الذي بدا ضعيفا وبلا إرادة في مقاومة إرادة السعودية التي سبق ان ضغطت بتغيير عديد شخصيات بينها رئيس الوزراء السابق بن دغر ونائبه احمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني والأخيرين أقالهما هادي رغم أنهما خاضا صراعا مسلحا مع الانتقالي دفاعا عن شرعيته في عدن.
وأمس، قال مراسل وكالة استوشيتد برس الامريكية، إن قرار إقالة ابن عديو اتخذته السعودية، متهما سفير الاخيرة باليمن محمد آل جابر، الذي أسماه "حاكم الجنوب، بريمر الجديد"، بالوقوف وراء القرار المرتقب صدوره.
وأضاف أن اعلان مغادرة ابن عديو البلاد للعلاج، ليس الا بداية لتنفيذ سيناريو الاقالة.
وخلال الايام القليلة الماضية، كشف مصادر مسئولة متعددة عن قرار مرتقب لإقالة محافظ شبوة، إرضاء للسعودية والامارات.
وتصر السعودية والامارات على إقالة محافظ محافظة شبوة، بسبب وقوف الرجل ضد مخططات إسقاط محافظته بأيدي المليشيات التابعة لابوظبي وإصراره على مغادرة قوات الاخيرة من منشأة بلحاف لتصدير الغاز.
اقرا أيضا :
وقبل عدة أشهر، توتر الوضع بين القوات الإماراتية في بلحاف وقوات الجيش، وهدد ابن عديو ابوظبي باستعادة منشأة بلحاف بالقوة، لكن السعودية سارعت بالتدخل وطلبت من المحافظ تهدئة الوضع ومنحها مهلة شهرين لاقناع ابوظبي بمغادرة المنشأة.
لكن المهلة اتضح لاحقا انها لم تكن من أجل إقناع ابوظبي بمغادرة بلحاف بل من اجل اسقاط مديريات بيحان وعسيلان وعين بأيدي الحوثيين وتمكين الاخيرين من مهاجمة مارب من الجنوب، وعلاوة على ذلك، الدفع بالعملة المحلية نحو الانهيار عبر أذرعها في البلاد، لتقوم الرياض وابوظبي بمقايضة الشرعية بملف إنقاذ العملة بوديعة مالية لدعم الاقتصاد، مقابل تنفيذ رغباتها في البلاد ومنها إقالة بن عديو.
وتسيطر الامارات على منشأة بلحاف منذ بداية الحرب وترفض مغادرتها او السماح للحكومة باستعادة تصدير الغاز الامر الذي يكلف الاقتصاد خسائر سنوية تتجاوز 4 مليار دولار.
يشار الى ان محافظ شبوة المعين اواخر 2018، كان قد قاد معركة تحرير المحافظة من سيطرة ما يعرف بالنخبة الشبوانية التابعة للامارات قبل ان يقود نهضة تنموية غير مسبوقة في شتى المجالات.