معلومات أساسية عن طريق القبيطة بين عدن وصنعاء
الجمعة 04 مارس ,2022 الساعة: 02:42 مساءً
الحرف28 -خاص

تبعد صنعاء عن عدن 391 كم عبر الضالع بزمن يستغرق 8 ساعات قبل الانقلاب الحوثي الموالي لإيران في 2014. 

صارت الساعات أياما وتصل أحيانا إلى أسابيع بعد إغلاق مليشيا الحوثي لطريق عدن صنعاء منذ مارس 2019. 
أغلقت مليشيا الحوثي معظم الطرق المسفلتة البديلة بين المحافظات وصار السفر عبئا شديدا على السكان وحد من تنقلاتهم، لكن العبء الشديد للحصار الحوثي على المدن اليمنية بما فيها التي يسيطر عليها في غلاء وصعوبة نقل البضائع من عدن إلى صنعاء لرفض معظم التجار استيراد بضائعهم عبر ميناء الحديدة والتحول إلى ميناء عدن.
في ظل الحصار الحوثي وسياسة تمزيق المجتمع وعزله عن بعضه كنهج إمامي ثابت مع إضافة التجربة الإيرانية المدمرة، اضطر التجار والمسافرون المرور من عدن إلى صنعاء عبر طرقات وعرة لا تصلح إلا بالكاد للسيارات الصغيرة، لكنهم صاروا ينقلون عبرها الشاحنات التجارية الكبيرة. 
على رأس تلك الطرق يتصدر طريق القبيطة الجبلي جنوبي تعز  الطرق الواصلة بين عدن وصنعاء. 
تبعد مديرية طور الباحة في لحج جنوبي محالظة تعز عن عدن قرابة 85 كم ومن سوق الفرشة في المديرية يتجه المسافرون وناقلو البضائع يمينا عبر طريق وعر بطول 25 كم إلى منطقة ثباب في القبيطة بزمن يستغرق ما بين ثلاث إلى أربع ساعات للشاحنات المحملة بالبضائع. 
تبدأ الطريق الخطرة من قرية ثباب إلى عيريم ثم ظمران حيث تشهد حوادث مرورية متكررة بشكل شبه يومي تؤدي أحيانا إلى إغلاق الطريق إلى عدة أيام مثلما حدث مطلع فبراير الجاري. 
المسافة بالكيلو متر بين ثباب إلى ونهاية ظمران لا تزيد عن 13 كيلو مترات وفق الإرشادات المرورية الموضوعة في الطريق، وإلى عيريم بداية النقيل لا تزيد عن ستة كيلو مترات. 

نقيل عيريم
في نقيل عيريم ٤ منعطفات حادة وخطرة أشدها خطورة منعطف يطلق عليه "الأخدام"  وهو المكان الذي تنتهي فيه رحلات الناقلات بحوادث بصورة دائمة (انقلاب). 
رصد الحرف28 مرتين على الأقل انقلاب ثلاث شاحنات بعضها فوق بعض في هذا المنعطف ويسميه اليمنيون (رون ) باللهجة المحلية.
قال سائقون للحرف28 إن تسميته برون" الأخدام"  لوجود قرية يسكنها المهمشون  تحت المنعطف مباشرة.

وتنطوي مفردة"الأخدام"  على توصيف اجتماعي عنصري، فهؤلاء  يمنيون من ذوي البشرة السمراء،  لكنهم أشد الفئات ضعفا ويعانون تمييزا عنصريا ضدهم من الدولة والمجتمع. 
بتجاوز نقيل "عيريم" يصل المسافرون إلى سوق الاثنين ويبدأون الصعود في نقيل ظمران الذي يحتوي على ثلاثة منعطفات خطيرة أشدها خطورة منعطف حاد يطلق عليه سائقو الشاحنات "الخطر".
تسيطر الحكومة على نصف طريق عيريم ويتركز عناصر المليشيا الموالية لإيران في أعلى نقيل ظمران باتجاه الراهدة الواقعة جنوبي ريف محافظة تعز. 
بحسب إحصاءات خاصة للحرف28 فإن أكثر من 96 حادثة مرورية وقعت في نقيلي عيريم ظمران منذ بدء العام الجاري. 
أدت الحرب والفساد الحكومي مع المنظمات الدولية إلى عدم صيانة الطريق المخصص أصلا للمسافرين القرويين وبالتالي تعرض للتهالك والتخريب الشديد بسب ضغط حركة المرور بدون صيانة. 
يبلغ عرض النقيل ما بين 7-7.30 أمتار. 
وقدرت مصادر محلية خاصة للحرف28 عدد الشاحنات التجارية التي تمر يوميا بأكثر من 300 شاحنة.
قبل انقطاع خط عدن الساحل المخا غربا، و سقم إب صنعاء شمال غرب،  وخط عدن أبين شبوة مأرب البيضاء صنعاء شمال شرق عدن، كانت الحركة التجارية خفيفة في الخط ويستغرق الوقت يوما واحدا ما بين عدن والراهدة بتعز حيث أنشأ  الحوثي جمركه  الانفصالي. 
قال أحد السائقين للحرف28 امتنع عن ذكر اسمه لعمله بالسفريات إن السفر عبر هذت الطريق صارت تأخذ  متوسط مابين 3 إلى  خمسة أيام من عدن إلى الراهدة بسبب الحوادث المرورية المتكررة في القبيطة. 
كما يقضي ناقلو البضائع ما بين يومين إلى أربعة أيام في جمرك الانفصال والجباية الحوثي في الراهدة، ويومين آخرين ما بين الراهدة وصنعاء حيث يمنع حركة الناقلات من تعز إلى صنعاء إلا في الليل؛ ليلة من الراهدة إلى اب وأخرى إلى صنعاء.

لا حلول ممكنة للطريق وفق عدد من السائقين الذين تحدثوا إلى الحرف28 لصعوبة توسعته، وتكاليفه الباهظة ولا بد من فتح طريقي عدن الضالع صنعاء وعدن تعز صنعاء عبر كرش.
لكن سائقين قالوا إن حلا إسعافيا يمكن أن يخفف بعض الحوادث المرورية بتنظيم الطريق بصرامة عبر تخصيص أيام محدودة للسفر إلى عدن للشاحنات التجارية وأخرى من عدن إلى صنعاء بما يؤدي إلى عدم حدوث اختناقات مرورية.


Create Account



Log In Your Account