خبير في الأمن الاستراتيجي يتحدث عن مدى قدرة المجلس الرئاسي على نقل اليمن نحو مرحلة جديدة
الجمعة 08 أبريل ,2022 الساعة: 03:16 صباحاً
الحرف28 - متابعات

اعتبر الدكتور الأردني عمر الرداد وهو خبير في الأمن الاستراتيجي، فكرة تأسيس مجلس رئاسي في اليمن بأنه يشبه "المجالس التي شكلت في دول عربية أخرى كالعراق، السودان وغيرها".

والخميس أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تسليم سلطاته لمجلس رئاسي تشارك فيه أطياف مختلفة من القوى السياسية التي تحظى بدعم الرياض وأبوظبي خاصة.

وأضاف في حوار مع فرانس 24، أن "المجلس سيقوم بمهام رئيس الجمهورية وظهر بصورة توفيقية بين مكونات يمنية مختلفة، توحدها اليوم أهداف جديدة".

ووفق الرداد فإنه لكن لا يمكن اعتبار المجلس الرئاسي اليوم يمثل قيادة اليمن، لسبب واحد هو أن الجسم الرئيسي للمعارضة وهو الجسم الحوثي غير منضو في هذا المجلس بل أن مواقفه ترفض هذه الصيغة وتشكك بها.

وأضاف "قناعتي أن صيغة المجلس هي توفيقية بين أدوات إماراتية وسعودية خاصة في ظل الضعف الحاد الذي شاب شرعية الرئيس هادي".

وتشكل المجلس في أعقاب اختتام مشاورات قوى يمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب الحوثيين الذين يرفضون الانخراط في أي حوار إلى جانب السعودية. 

ويتكون المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء، يرأسه الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي. وبالإضافة لصلاحيات الرئيس، سيتولى المجلس أيضا صلاحيات نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي أعفاه هادي من منصبه.

ولفت الرداد إلى أن "إعفاء أو تنازل عبد ربه منصور هادي عن رئاسة الجمهورية جاء في ظل توافقات الدول الراعية لمؤتمر الرياض وهي الإمارات والمملكة العربية السعودية. وإن كان لا يمكن تغييب سياقات أخرى عن هذه التوافقات".

وتابع: "يبدو أن كافة هذه الأطراف توافقت على ضرورة غياب منصور هادي وعلي محسن الأحمر وبعد سبع سنوات قد تكون هذه القوى توصلت في أعقابها إلى قناعات أو توافقات أن الرجلين جزء من المشكلة وليس الحل".

وحول مدى قدرة المجلس الرئاسي على أن ينتقل باليمن نحو مرحلة جديدة، قال الرداد "أعتقد أن المحدد أو المعيار الرئيسي حول نجاح أو فشل مفاوضات المجلس مع الحوثيين، سيكون مبنيا على مخرجات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة".

واضاف "أي تقدم في هذا الملف سيكون له انعكاس إيجابي على الوضع اليمني خاصة حول الخلاف الحاصل بين واشنطن وطهران بشأن الحرس الثوري".

وأشار إلى أن "هذا المجلس وقدرته على إنهاء النزاع في ظل موقف حوثي يرفضه حتى الآن أو يتحفظ عليه وينتقد تشكيلته، سيكون رهينا بالدرجة الأولى على المستوى الإقليمي، بملف الاتفاق النووي".

وبحسب الخبير الأمني فإن المجلس "سيكون بمقدوره الحفاظ على تماسكه بحكم أنه مشكل من قوى متصارعة، إلا أنها تتفق جميعها أنها ضد الحوثيين، فيما تتصرف وفق إملاءات الرياض وأبو ظبي".

وتابع "في كل الأحوال تجاوب الحوثيين مع المجلس سيكون مهما جدا إضافة إلى ما ستسفر عنه مفاوضات الملف النووي".

وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما لحكومة تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.


Create Account



Log In Your Account