التمسك بالهدنة مع الحوثيين وإضرام الحرب داخل الشرعية
الثلاثاء 09 أُغسطس ,2022 الساعة: 10:27 صباحاً

تضاربت الأنباء أمس الأحد حول ما خلفته المواجهات في شبوة من قتلى وجرحى بين قوات يفترض أنها تتبع الشرعية ، خاصة إذا اعتبرنا أن الانتقالي أصبح  جزءا من الشرعية من خلال وجود رئيسه كعضو في مجلس القيادة الرئاسي ، في الوقت الذي تستمر الهدنة مع الحوثي وتسعى إليها أمريكا والأمم المتحدة وتباركها السعودية والإمارات ، تفتح المعركة داخل الشرعية وضدها وبمرسوم رئاسي .

الشيء المؤكد ، على أي حال ، في المواجهات التي جرت في شبوة أننا أمام جولة جديدة في الواقع المستمر الذي شكلته الإمارات منذ أن أسست مليشياتها في اليمن والذي يجعلها عدوانا مستمرا على اليمن .

من عناصر هذا العدوان العمل على تقسيم الجغرافيا اليمنية ، ومنع تواصلها المكاني والسكاني والتدمير المتواصل لكل ما يمت للشرعية بصلة ، وفي كل معركة تفتحها الإمارات تطلق العنان لأبواقها الإعلاميين لتصوير المعركة أنها تستهدف حزب الإصلاح ، وهو ما يعني فصل الإصلاح عن الشرعية وكذلك فصله عن باقي الأجسام السياسية والعسكرية ، وقيادات حزب الإصلاح تتحمل مسؤلية كل ما يجري من تصفية للشرعية بصمتها وعدم ممارستها الرفض لإدارة الحرب على اليمن تحت اسم حزب الإصلاح ، فنحن اليوم أمام عزل الإصلاح عن بقية الأحزاب السياسية وعزل شبوة عن عدن والجنوب كله عن بقية الشمال .

وبدلا من أن تدين الأحزاب السياسية الاقتتال في شبوة ودعوة مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعاقبة المتسببين في هذه الفوضى ، نجد الصمت المطبق على هذه الأحزاب ، وبدلا من أن يتخذ المجلس قراراته وفقا لوزير داخليته ، اتخذ قرارا بالتصفية الجماعية لصالح السلطة المحلية في شبوة التي تمثل الإمارات والمخالفة لاتخاذ القرارات الإدارية .

كان الشارع اليمني يتوقع من الأحزاب السياسية أن تغادر مربع الصمت وأن تجهر بالدفاع عن وحدة الشرعية وأن تراجع إدارتها للمعركة الوطنية ، كما أنه كان يتوقع من رئيس المجلس أن يقدم على إعفاء المحافظ من منصبه ، حقنا للدماء وانتصارا لقرار وزير الداخلية ، لكن أيا من ذلك لم يحدث .

نحن أمام إصرار إماراتي على تمزيق الجغرافيا اليمنية بالتدريج لصالح مليشيات متعطشة للدماء وتعرض وحدة اليمن الرمزية والفعلية للانتهاك ، فهناك جزء كبير من اشتغال الإمارات عسكريا وأمنيا يتعلق بتغيير الديموغرافية اليمنية وهز الأسس الوطنية ، وتغيبها عن المواجهة مع الهويات الصغيرة الطائفية والمناطقية .

تصر الإمارات على خلق نتوءات داخل الشرعية تشكل بؤرا سرطانية في جسد الشرعية ، وتصر الشرعية على مجاراة الإمارات والاستكانة لها منذ رئاسة هادي وحتى مجلس القيادة ، ويصطف مع هذه الاستكانة الأحزاب السياسية وتحديدا حزب الإصلاح الذي بسكوته يعطي تصورا أنه مذنب ، مع أن الحرب ليست على الإصلاح ولا على المؤتمر ولا على أي حزب ، بل هي حرب على الجميع ، وقبل كل ذلك هي حرب على اليمن شعبا وأرضا ، والدليل على ذلك الحرص على الهدنة مع الحوثيين وإشعال الحرب في مناطق الشرعية.


نقلا عن صفحته على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account