عكس الاتجاه والانسحاب من المنظمات وإظهار الهيمنة
الخميس 18 أُغسطس ,2022 الساعة: 03:55 مساءً

تدعي الولايات المتحدة بأنها تمثل "الجانب الصحيح من التاريخ". في السنوات الأخيرة، كانت تتمسك بالأحادية وتقوض التعاون المتعدد الأطراف وتخرق العقود وتنسحب من المنظمات الدولية وتفرض العقوبات بشكل عشوائي. تسعى الولايات المتحدة إلى كبح التطور التكنولوجي للصين بلا خجل بدافع عقلية الحرب الباردة. بعد اندلاع جائحة، استغلها الساسة من الولايات المتحدة لمهاجمة الصين وتشويهها ونشر الشائعات ضدها. وعندما تجد الولايات المتحدة أن الجائحة خارج السيطرة داخليا، فإن رد الفعل الأول ليس مراجعة الأخطاء ومعالجتها، بل التفكير في التنصل من مسؤولياتها والبحث عن "كبش الفداء" في كل مكان. على إثر ذلك، لقد فاتت الولايات المتحدة الفرصة الذهبية لمكافحة الجائحة، مما أدى إلى مئات الآلاف من الضحايا الأمريكيين، وأيضا قوض الإطار العام للتضامن العالمي في مكافحة الجائحة. في ديسمبر عام 2021، استضافت الولايات المتحدة ما يسمى بـ"قمة القادة من أجل الديمقراطية" للتوضيح للعالم أن الأمر متروك لها لتقرير ما إذا كانت الدول ديمقراطية أو لا. إن الولايات المتحدة ترسم خط الانفصال بالأيديولوجيا وتستغل الديمقراطية كالأداة وتحولها إلى السلاح وتحرض على الانقسام والمواجهة وتنقل النزاعات والخلافات الداخلية إلى الخارج وتقوض النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والقائم على القانون الدولي. إنه التمثيل الأكثر للهيمنة وغير الديمقراطي بذاتها. مع ذلك، تستعرض الولايات المتحدة أيضا العضلة لإظهار قوتها المهيمنة على العالم.
    تحرص الولايات المتحدة على "تسمية" و"تصنيف" البلدان الأخرى على ما تشاء. ما تفعله هو في الأساس انتهاك حقوق الإنسان تحت ستار حقوق الإنسان، وتقويض القواعد تحت ستار القواعد، ودياسة القانون تحت ستار القانون، وإن الغطرسة والهيمنة والاستبداد لتصرفات الولايات المتحدة مكشوفة لدى الجميع.
لم يعد العالم الحالي عالما قبل أكثر من 100 عام حيث استطاعت الإمبريالية أن تتباهى بقوتها وتقوم بالظلم والشر. تجاه الأعمال الاستفزازية الخطيرة التي تمس السيادة الوطنية، أي الدولة ستخضع لها؟ أي الدولة سترغب في الانصياع لها؟
تمشي الولايات المتحدة عكس اتجاه التاريخ وتستخدم كل قوتها إلى الخلف، الأمر الذي لا يضر بالآخرين فحسب، بل يضر نفسها أيضا. ويتحتم على الولايات المتحدة أن تؤدي إلى الدمار والانعدام.


Create Account



Log In Your Account