لماذا المنافسة على أشدها بين الطامحين للعب دور الأداة مع السعودية والإمارات؟
السبت 10 سبتمبر ,2022 الساعة: 09:47 مساءً

المتحالفون مع السعودية والإمارات كانوا من صنف الساسة الذين لا مبادئ لهم ولا عقائد ، فقد استعانت السعودية والإمارات بحفنة متنافرة من المطيعين : من المؤتمريين والإصلاحيين والناصريين والاشتراكيين والانتقاليين وحراس الجمهورية ، يستعملون من يشاؤا ، ثم يرمون بهم مثلما يرمي المدخن بأعقاب السجاير ، جميعهم يحلمون باستلام السلطة ، لكن السعودية والإمارات حرصتا على أن تحولهم إلى قرويين ومناطقيين ، أو بالأصح كشفت السعودية والإمارات عن جينات المناطقية التي تجري في دماء القوميين والأمميين والوطنيين .

مازالت المنافسة على أشدها بين الطامحين للعب دور الأداة ، ونشوة السعودية والإمارات بهذه الأدوات دفعتهما إلى تفصيل الحكم على مقاسات التقسيم ، لذلك فإن قصة صعود قادة المليشيات إلى السلطة تستحق أن تروى لما لها من دلالات ومن عبر ، خاصة عندما يقوم قادة هذه المليشيات بدور الوكيل المحلي ولأن هؤلاء القادة صغار فإنهم يقبلون بالأدوار الصغيرة التي ترسمها لهم السعودية والإمارات ويعتقدون أنهم أصبحوا يقررون مصير اليمن .

سرد لي أحد الذين كان في دائرة معين عبد الملك قبل أن يقفز إلى قمة السلطة كيف أصيب معين بقشعريرة السلطة حينما وصله خبر تعينه رئيسا للحكومة ، بينما كان اليمنيون مشدوهين وراحت ذاكرتهم تمطر عليهم صور معين وهو يتردد على أبواب السفير السعودي محمد آل جابر ، من حينها سقطت سلطة اليمنيين ، لأنهم اختاروا أن يلعبوا الأدوار التي ترسمها لهم السعودية أو الإمارات وتسابقوا على ذلك .

وقصة معين عبد الملك تختلط أو تمتزج بقصة بن دغر ، الذي قد يكون أول رئيس حكومة يجاهر برفضه لممارسة الإمارات وانتهاكها للسيادة اليمنية ، لكنه في المقابل يتغاضى عن الدور السعودي المماثل للدور الإماراتي ، وهذه الإشكالية لا تخص بن دغر وحده ، بل تقريبا تكاد تتطابق عند الآخرين الذين يمارسون هذه الازدواجية في رفض ما تقوم به الإمارات ومباركة ما تقوم به السعودية .

ولا أظن أن الوضع يحتاج إلى كل هذا التسليم في عدم مصارحة السعودية بعدم صوابية ما تقوم به ، خاصة وأنها قدمت نفسها على أساس تصحيح الشرعية وتجاوز مرحلة الضعف التي خلفها هادي كما قالت ، لكنها تمارس مع سبق الإصرار تقسيم مناطقي يتناسب مع كل المهزومين سياسيا ، وهنا تبقى الكرة في ملعب رئيس مجلس القيادة ومعه أعضاء مؤتمر التشاور الذين دعوا إلى الرياض وباسمهم تم تشكيل مجلس القيادة ، يحتاج هؤلاء إلى قليل من السياسة مع قليل من الكرامة لينتجوا علاقات مع السعودية تقوم على مصلحة البلدين والخروج من مربع التبعية ، لأن السعودية والإمارات ستحملهم أوزار كل عواقب ونتائج تدمير اليمن ، بينما السعودية والإمارات ستظلان مثقلتان بالبراءة من هذا التدمير .

نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account