الثلاثاء 13 سبتمبر ,2022 الساعة: 01:15 مساءً
بدون مقدمات طويلة سوف الج مباشرة الى ذكر بعض الأسباب التي أراها ساهمت في فشل سبع سنوات من الحرب في إفراز عنوان سياسي موثوق في استعادة وجهك البوصلة السياسية اليمنية نحو الديمقراطية والحرية والإرادة الشعبية وأهمها:
- الثقافة السياسية النفعية لدى النخب اليمنية، التي ورثوها من خلال الأحزاب والممارسات السياسية المتخلفة، والتي لم تقم على منهجية سياسية بناءة، حيث مازالت الايدلوجيات هي الأصل، و تتحكم فيها العشوائية والمجاملات، والعمل في عباءة الآخرين، وهذا الطبقة تأسست ما بعد تسعين، متقهقرة عن أجيال الستينات الخمسينيات من القرن الماضي في وضوح مشروعهم، حيث مازال الفكر السياسي لأكثر اليمنيين لم يغادر مربع ما قبل سقوط صنعاء، برغم مغادرة شخوصهم لليمن منذ سبع او ثمان سنوات.
- هيمنة القوى التقليدية المتفاعلة مع المشهد السياسي حكومة وأحزاب سياسية وقوى اجتماعية، وعدم السماح بظهور أي قوى جديدة أو قل إن القوى الشبابية سلمت لها زماما المبادرة باعتبارها قادرة عسكريا على المواجهة والتعامل مع المشهد كون ما يحدث في اليمن لا يمكن التعامل معه إلا بأدوات متاحة.
- تحكم التحالف بالمشهد اليمني من خلال إدارته للمشهد سياسيا وعسكريا، والعمل على اعادة بناء قوة جديدة مسلحة اولا ثم البسها لباس سياسي لتشكل الديناميكية الجديدة المؤثرة في السلطة في اليمن، في المقابل أضعفت القوى التقليدية التي تمتلك مشروعية سياسية لتكون غطاء للقوى الجديدة التي تعمل على ترتيب المشهد وإخراجه بصورة جديدة يتناسب مع مصالح التحالف، ومنعت ظهور أي خارج إشرافها ورعايتها ، حيث ضغطت في فترة على قيادات حزبية برفع الغطاء العسكري عنها في حال سمحت لعناصر من أعضائها بتكوين حركة نضال سياسي.
- اليأس من أن التغيير سيأتي من قوى سياسية وشخصيات فاسدة مرتهنة للخارج ، و كونت شخصياتها امبراطوريات مالية من رفع شعار المقاومة والتغيير بعضها مازال في الميدان للأسف ، مما أفقدها الثقة الشعبية، ووضع عليها علامة استفهام كبيرة، وعن دورها المأمول، خاصة وكثير منها كانت ومازالت جزء من مشهد الفوضى المستمر في اليمن، وحضوره المالي فيه وجهة نظر كبيرة حول شفافيته ، ومصدره ، وتقلب ولاءه
- الانتهازية النضالية ، كثير من القوى التي تحاول ان تطل برأسها على استحياء ليس لديها وضوح في الأهداف، يتقدمون للعالم بلغة سياسية بدائية وركيكة ، غالبا ، لا تفرق بين الثوابت الوطنية الراسخة ، الأهداف السياسية البعيدة ، فاللغة التي يقدمون بها أنفسهم غالبا تفتقر الى السياسية والشمولية في الخطاب ، بدائية وضبابية غير قادرة على حسم المواقف ،تعبر عن رغبة المتخفين لا القضايا الوطنية ، وغالبا يحاولون يتهربون من مواجهة التحالف بطرق مختلفة، وهذا أضعف الكثير من المشاريع ، فالعمل السياسي يحتاج الشجاعة والعلن ، يحتاج شخصيات تقول هذه فكرتنا السياسية وسنتحمل تبعات نضالها ، دون ذلك انتهازية سياسية لا تصنع ساسة .
- العجز عن المواجهة، ضعف الإرادة فعندما يفكرون في النضال يذهبون الى تفريخ كيانات ومؤسسات مغمورة لا علاقة لها بالنضال ، وعاجزة عن تقديم حتى مشروعها ، ثم يختفون خلفها من خلال إنشاء مجموعات واتس اب يديرها أصحاب المصلحة والذين يكونون غالبا مرتبطين بأحزاب أو دول ، او حتى مستقلين " نواب ، وزراء ، مشايخ ، اعلاميين " لكنهم يفقدون ثقة الناس وهذا يؤدي بالنهاية الى موت المشروع وفشلة قبل ولادته ، لأن المتصدرين في المشهدين غير مؤمنين به بل سلم إليهم مشروع جاهزة
- النضال بالتوجيه ، من يتابع ما يكتب او يبشر عن ميلاد كتلة أو كيان في الفيس او الواتس اب سيدرك أن التوجهات السياسية قيادات حزبية وإعلاميين حزبين هم من يروجون لهذا النضال ، لأنهم غير قادرين على مواجهة التحالف او مستعدين للتخلي عن مخصصاتهم ،يكتفون بالتوجية ، اضافة الى نوعية من يتواصلون معك للانضمام والتأييد ، وهناك الكثير الذي يمكن ان يقال هنا سيكون له تفصيل اكثر
- الفوقية في النضال بمعني نضال حسب المقاس المعد من اعلى ، عليك الموافقة ، برغم كارثية ما يتضمنه ، لكن هكذا نحن اصحاب الفكرة والمال ، وكثير من هذه المبادرات ماتت بسبب الاستعلاء الذي يشكل نوع من التفرد في القرار
- الارتهان للخارج فكثير من المحاولات عندما تبدأ تتسلح بالمال المشبوه ، فتجدها جاهزة لتذكرة الطيران ، وبدل السفر ، والاقامة الفندقية ، كأن السماء أمطرت ذهبا ، ويحشد لها القنوات والاعلام الموجه ، وهذه المحاولات غالبا ، يثار حولها الكثير من علامات الاستفهام ،دون أن تجد لها جواب مقنع .
- انعدام الجدية في النضال فأصحاب مجموعة الواتس الذين يديرون هذه المبادرات غالبا ، قطعوا صلتهم بالداخل، ورتبوا مستقبلهم في الخارج، استثمارات، وفلل، وبعضهم متهم بالفساد في فترة وجودة بالسلطة، ويظهرون فجأة عندما يتحرك السوق، انكشف كثير من هذه التحركات التي كانت نهايتها، إقناع الخارج بوجودنا على الأرض لمزيد من الدعم, هؤلاء لم يكونوا يوما صادقين الا بمقدار شعورهم بالعزلة واستعادة زحمهم ليس الا، وللاسف هؤلاء لا يدركون ان كل ظهور لهم باسم النضال يعيد فتح ماضيهم السلبي والسيئ
- تحديات الحياة الجديدة في الخارج دفعت الكثير من أصحاب الفكر والسياسة الى العزوف عن العمل السياسي والانكفاء حول ذاته ، ومصالح أسرته المعيشية في ظل تعقيدات وتحديات اقتصادية كبيره ، وهذا يفسر غياب الشخصيات ذات الوزن السياسي الفكري عن أي مبادرات سياسية ، وبروز الكثير من النفعيين وأصحاب المواقف المتقلبة في المشهد.