الأحد 02 أكتوبر ,2022 الساعة: 03:47 مساءً
السيادة حق طبيعي للإنسان ، للإنسان القانوني والطبيعي وحده ، وهي في معناها الدقيق كرامه الإنسان وحريته واستقلاله ، بدأت بوجود الإنسان نفسه ، وانتقلت إلى الدول والكيانات ، حيث لا سيادة ولا استقلال إلا بسيادة الإنسان وحريته.
الدول و القوانيين تأتي لتأكيد هذا الأصل الطبيعي ، سيادة الإنسان ، كرامته ، حريته، وتوفر قنوات قانونية تضمن عدم الفوضي والتصادم مع بقية أفراد المجتمع ، وشبكة النظم القانونية والسياسية التي أجتهد الفلاسفة في ابداعها دارت أساسا حول سيادة الإنسان كمحور أساسي في الفكر السياسي ودور الدولة وحدودها بحيث لا تشكل خطر على سيادة الإنسان ومجاله العام الذي يبدع فيها ويمارس حياته.
أعلى درجات السيادة الإنسانية هي إدارته لذاته ، والتعبير عن قضاياه العامة بحرية تامة ، في فضاء آمن ، واختيار من يدير شأنه العام بحرية ،وكرامة ، ومشاركته في وضع العقد الإجتماعي الذي يشكل قاسم مشترك بين وبين أبناء مجتمعه ، أو بينه وبين من فوض بإدارة الشأن العام ، لكن هناك من لا يشعر بهذه السيادة أو لا يقدر قيمتها ، ويختزلها في مال أو متعه أو لحظة عابره بعيده عن إنسانيته وكرامته وسيادته ، وهنا يخلق الخونه والتوافه وسماسرة الأوطان والقيم ، جيش الطغاة الغير واعي ، كل الطرق تؤدي إلى متعته .
طغيان الإنسان ، ودكتاتورية الدول تخلق حالة إستثنائية للإنسان ، تفقده أو تسلبه سيادته وكرامته وحريته ردحاً من الزمن ، ترى هذه الأنظمة والحكام ، استحالة الجمع بين سيادة الإنسان " الاصلية" وسيادة الدولة " التي هي فرع منها ويبدأ التنازع الذي يقود إلى القهر ، الفساد ، وتكميم الأفواه ، ويستهلك الإنسان في ميادين نضالية تهدف إلى تصحيح المسار وتوجيه البوصلة .
جوهر الاستقلالية والتطور الحضاري " سيادة الإنسان " إحترام الأصل ، ومنحة أجواء ممارسة سيادته الإبداعية ضمن قواعد حياتيه سياسية وقانونية تضمن التوازن بين القوى المجتمعية والإجتماعية ، وتؤسس لقواعد راسخة في الحياة لهذا الاحترام ، وترعى هذه القواعد من خلال مؤسسات مستقلة ، تراقب هذا التوازن ، وتلجم أي طغيان ، سواء من الإنسان الأصيل أو الدولة عبر أجهزتها الأمنية والعسكرية أو المؤسسات القانونية.
عند طغيان الدول تتضخم معها المؤسسات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية ، وتختزل السيادة في شخص أو حزب ، ويغلق الفضاء العام الذي يتحرك فيه الإنسان ، وينشأ فضاء موازي لا يشعر فيه الإنسان بسيادته ، بل عبد في خدمة سيده ، وأي إنتاج أو إبداع لأجل ارضاه ، وتشتغل المؤسسات الإعلامية بخطاب الإكراه على الاحترام للزعيم أو الجماعة ، وتخلف قناعات مزيفة ، تهز مع مرور الوقت سيادة الدولة ، فتعجل بسقوطها عند أول ثورة أو غزو عسكري مسلح.
يحاول الحاكم ومعاونيه تأطير الحالة الإستثنائية بتشريعات قانونية " حالة الطوارئ" لتمرير سيادتهم التي تتحول إلى إرهاب منظم ، يخنق كل سيادة ، فتبنى السجون ، وتراقب حركة الناس ، يزرع الخوف في كل زاوية ، وتستباح أموال الناس ، لا سيادة لأحد ، وتتحول المحاكم والمؤسسات الحامية لسيادة الإنسان وكرامته إلى أداة للإرهاب والخوف.
فكرة النضال سواء الوطنية أو الدينية أو الحقوقية ضد الإستعمار والمستبد ، تنطلق من أصل السيادة للإنسان الفرد أو للإنسان الفرد ، وعدم جواز سلبها أو قهرها أو ايذائها واستغلالها ، فأتت فكرة حقوق الانسان ، والكرامة " ولقد كرمنا بني آدم " ، وقدست الفرد الذي يتصدر هذا الطريق وخلد ذكراه ، وهي فكرة مقدسة وحق أصيل لكل شعب وأمة.
واليمنيون كانوا ومازالوا مستمرون في هذا الطريق ، لن تحجبه قعقعة السلاح ، أو أموال الارتزاق ، اليمني الأصل كإنسان ، ويجب على العالم أن يعي ذلك ، وأولهم اليمني ، يجب أن يؤمن إنه محور السيادة ، وله الحق الكامل في أن يستعيد حقة ويؤسس لشبكة السياسية والقانونية والقضائية التي تحمي هذا الحق ، حالة الوعي بهذا الأصل يجب أن تستمر ، وعلى الجميع وأولهم الساسة والمثقفين أن يشعر بسيادتهم على أرضهم ، على سيادة الفندق والشقة والشتات .
في النهاية تظل هذه الحالة الإستثنائية طارئة خلق الإستعمار أو الدكتاتور أو الحزب ، وتسقط كورقة الخريف ، وتعود السيادة الشع.ب ، متى توافرت شروط العودة بكتلة بشرية و قيادة إنسانية صلبة تنحاز لسيادة الإنسان ، وتعود المؤسسات إلى وضعها الطبيعي