أسرة الصحفي المختطف "توفيق المنصوري" تكشف عن تفاصيل مرعبة لعملية "تعذيب شديدة" تعرض لها على يد قيادي حوثي رفيع
الجمعة 02 ديسمبر ,2022 الساعة: 08:19 مساءً
الحرف28 - خاص

كشفت أسرة الصحفي توفيق المنصوري المختطف لدى مليشيا الحوثي منذ 2015، هو وصحفيين آخرين، عن تفاصيل مرعبة لعملية تعذيب شديدة تعرض لها من قبل قيادي رفيع في المليشيا المصنفة جماعة ارهابية من قبل الحكومة. 

وتختطف مليشيا الحوثي أكثر من 10 صحفيين بينهم أربعة حكمت عليهم بالاعدام بتهمة التجسس لصالح السعودية، وهم عبدالخالق عمران، وأكرم الوليدي، والحارث صالح حامد، وتوفيق المنصوري. 

وقالت أسرة الصحفي المختطف توفيق المنصوري في بلاغ، حصل "الحرف28" على نسخة منه، إن المنصوري، تعرض للتعذيب الشديد داخل سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء، من قبل المدعو عبدالقادر المرتضى، رئيس ما يسمى لجنة الأسرى الوطنية (التابعة للحوثيين). 

وأكدت الأسرة أن المنصوري تعرض جلال جلسة التعذيب لضربة في رأسه أدت إلى كسرِ جمجمته. 

وأضافت أسرة المنصوري أنها تلقت معلومات من مصادر مؤكدة من داخل السجن المذكور تفيد بأن المليشيا نقلت توفيق المنصوري واثنين من زملائه الصحفيين هما، عبدالخالق عمران وحارث حميد، إلى زنازين انفرادية في الدور الأرضي بالسجن، مطلع شهر أغسطس 2022، وتم عزل كل واحد منهم في زنزانة انفرادية. 

وأكدت المصادر، بحسب بلاغ الاسرة، أن المنصوري ورفاقه "جرى تعذيبهم بشكل متواصل، بحضور عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى الحوثية، وشقيقه أبو شهاب المرتضى، ونائبه أبو حسين، واستمر التعذيب والإخفاء القسري لمدة 45 يوماً، دون أن يُسمح بمعرفة مصيرهم حتى لزملائهم الذين كانوا معهم في الزنازين الجماعية، المعروفة بـ"السياج". 

وأضافت المصادر أنه "بعد 45 يوماً، نُقل توفيق وزملاؤه إلى الزنزانة الجماعية وشوهدت آثار التعذيب عليه، وفيه ضربة بالرأس وما تزال خيوط العملية عليه، وأخبرهم توفيق، أنه تم تعذيبه من قبل عبدالقادر المرتضى شخصياً، وشقيقه "أبو شهاب"، المسؤول عن السجن، و"أبو حسين". 

ووفق أسرة المنصوري، فإن عبدالقادر المرتضى اعتدى عليه وضربه بالهراوة على رأسه عدة ضربات، وشُق رأسه على إثرها. 

وتابعت "كانت ليلة قاسية على توفيق، حيث تناوب عليه بالتعذيب، الثلاثة، عبدالقادر المرتضى وشقيقه أبو شهاب وأبو حسين، حتى وقت متأخر من الليل". 

وتم نقل توفيق إلى "الطبية"، وهي غرفة تابعة للسجن، بعد شق رأسه بهراوة عبدالقادر المرتضى، وفي "الطبية"، قال لهم الطبيب إن حالة توفيق حرجة بسبب غزارة النزيف جراء الجرح الواسع في رأسه، ويتطلب نقله إلى المستشفى لإيقاف النزيف والمجارحة. 

وبعد هذه الحادثة، أعيد المنصوري والاثنين الاخرين إلى الزنازين الجماعية، وهناك التقى بالصحفيون الثلاثة بزميلهم أكرم الوليدي، وبقوا لمدة أسبوعين مع بعض ضمن ما يسمى بـ"السياج"، لكن ممنوعين تماماً من أي شيء يريدونه من الاحتياجات اليومية، بما في ذلك التغذية والعلاجات المقررة للأمراض المزمنة التي يعانون منها، واستمروا يتقاسمون التغذية ولحافات الأغطية مع زملائهم المعتقلين. 

ولم يرق للمليشيا حالة التضامن بين المختطفين بتقاسمهم التغذية واللحافات، فعاقبتهم بعزلهم في زنزانة سيئة الصيت، وخالية من البطانيات وفِراشات النوم، حيث يقبعون منذ أكثر من شهر وحتى اليوم. 

ووفق أسرة المنصوري، شددت المليشيا التعامل بشكل أكثر قسوة وبشاعة وسوء مما كان في السابق على الصحفيين بما فيهم المنصوري، ومنعت عنهم التواصل أو الخروج للشمس، مضيفة أن أحد المشرفين هو من يتولى إدخال التغذية، بقذفها لهم من الباب، دون أن ينبس بكلمة معهم. 

وحلمت أسرة المنصوري عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى الحوثية وشقيقه أبو شهاب المرتضى، ونائبه أبو حسين، مسؤولية ما يتعرض له المنصوري ورفاقه وحياتهم. 

ويخضع السجن الذي يحتجز فيه الصحفيون الاربعة لإدارة شقيق المرتضى المدعو أبو شهاب المرتضى. 

وطالبت الأسرة  نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات المعنية بحماية الصحفيين والدفاع عن حقوق الإنسان، محلياً ودولياً، للتصدي لعبدالقادر المرتضى ومعاونيه والضغط لاتخاذ إجراءات تؤمن حياة توفيق المنصوري وزملائه. 

كما طالبت المبعوث الأممي ومنظمات الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف الممارسات القمعية والوحشية ضد المنصوري وزملائه الصحفيين المختطفين، وإنقاذ حياتهم ونقلهم بشكل عاجل إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وتقديم الرعاية الصحية لهم والسماح بزيارتهم والاطمئنان على حياتهم. 

وجددت التأكيد على مطلبها الدائم والثابت في الإفراج عن المختطف المنصوري وزملائه من سجون المليشيا على وجه السرعة دون قيد أو شرط. 

يذكر أنه في 27 يوليو/تموز 2022 تلقّى شقيق توفيق المنصوري معلومات من أسرة معتقل آخر تؤكد تدهور الحالة الصحية لتوفيق المنصوري على نحو شديد. ويظل يُحرَم من النقل إلى المستشفى للعلاج منذ عام 2020. 

وكان الصحفيون الأربعة، وهم اكرم الوليدي، وعبد الخالق عمران، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، قد اختطفتهم المليشيا الحوثية في عام 2015، وكانوا قبل ذلك يعملون من صنعاء لحساب مجموعة من وسائل الإعلام والصفحات على فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتيليغرام وواتساب. 

وفي أبريل/نيسان 2020 حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء بالإعدام على الرجال الأربعة عقب محاكمة جائرة – وهو حكم قدّم المتهمون استئنافًا ضده. 

ومنذ اختطافهم في عام 2015، تم نقل هؤلاء الصحفيين الأربعة سراً من سجن إلى آخر في العاصمة صنعاء، حيث أُخضعوا للاستجواب تحت وطأة العنف، علماً أنهم يعانون جميعاً من أضرار جسدية ونفسية شديدة بسبب ما تعرضوا له من تعذيب وضرب متكرر، بحسب ما أفادت به رابطة أمهات المختطفين. 

وفي وقت سابق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن المليشيا الحوثية احتجزت الصحفيين الاربعة بمعزل عن العالم الخارجي أحيانًا، وارتكبت بحقهم مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان، من ضمنها الاختفاء القسري، والحبس الانفرادي، والضرب، والحرمان من الحصول على الرعاية الصحية. 

من جهتها، طالبت الرابطة الانسانية للحقوق، مؤخرا، المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بالضغط على مليشيا الحوثي للإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين في سجونها وتمكينهم من الرعاية الصحية، وخصوصاً الصحفيين الاربعة المحكوم عليهم بالاعدام. 

أشارت إلى أن المليشيا الحوثية تعتقل منذ العام 2015 بشكل تعسفي الصحفيين اكرم الوليدي، وعبد الخالق عمران، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري، بدون تهمة او محاكمة ومارست ضدهم مجموعة من الانتهاكات كالاعتقال التعسفي، والاخفاء القسري، والتعذيب المادي والمعنوي. 

ولفتت الرابطة الى ان المليشيا نقلت الصحفيين الاربعة الى سجن الامن المركزي وحرمتهم من الرعاية الصحية وزيارة أقاربهم، وذلك بعد الحكم عليهم بالاعدام. 

وذكرت بان الحالة الصحية للصحفي توفيق المنصوري ساءت ويعاني من امراض مزمنة تشكل خطراً على حياته. 

وأكدت الرابطة ان المليشيا الحوثية ترفض نقل المنصوري إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية رغم المناشدات المتكررة من قبل الدول والمنظمات الدولية. 



Create Account



Log In Your Account