نجل ملياردير يمني يعترف بقتل فتاة نرويجية بعد حادث اعتداء جنسي
الثلاثاء 28 مارس ,2023 الساعة: 09:09 مساءً

اعترف نجل الملياردير الذي فرّ إلى اليمن بعد ساعات قليلة من مقتل طالبة في لندن منذ خمسة عشر عامًا، لبي بي سي بأنّه اضطلع بدورٍ ما في مقتلها. 

واكتُشِفت جثة مارتين فيك ماغنوسن، ثلاثة وعشرون عامًا، مدفونة تحت الأنقاض في الطبقة السفليّة لأحد المنازل في شارع Great Portland سنة ألفين وثمانية. منذ ذلك الحين وأسرتها تسعى لتحقيق العدالة. 

فاروق عبدُ الحق، وهو على رأس قائمة المطلوبين لدى جهاز الشرطة البريطانية، والذي أُصدرت ضدّه مذكرة توقيف دوليّة، لم يسبق له أن تكلّم في هذه القضيّة. 

وقال لبي بي سي إن وفاةَ مارتين فيك ماغنوسن كانت نتيجة "حادثٍ جنسي" انتهى إلى نتيجة غير مرغوب فيها. إلاّ أن عبد الحق الذي درس مع فيك ماغنوسن قال أيضًا إنه غير مستعدّ للعودة إلى المملكة المتحدة للتحدّث إلى الشرطة، لأنّ الوقت "تأخّر جدًّا". 

كنت طالبة عندما عُثِر على جثّة مارتين، ووجدت اكتشافها صادمًا إلى حدٍّ بعيد، خصوصًا عندما أعلِن عن الاشتباه بشخص يمني، وأنا يمنيّة بدوري. 

لذا كانت هذه القصّة في طليعة اهتماماتي عندما التحقت بالعمل مع بي بي سي كصحفيّة عام الفين وأحد عشر. كان هدفي الأساسي حينها الحصول على أجوبة من قِبل أسرة مارتين، وهم يعتبرون مقتلها امتحانًا للقانون الدَّولي، خصوصًا أنه ليس بين المملكة المتحدة واليمن اتفاقيّة لتبادل السجناء والملاحقين قانونًا. 

غير أنني لم أتمكّن من التواصل مع فاروق عبد الحق حتى السنة الماضية. بدأت مراسلاتي معه عبرَ منصّات التواصل الاجتماعي. مئات الصحافيّين حاولوا التواصل معه على مدى السنوات الأربعة عشر الأخيرة، ولكنّه تغاضى عنهم جميعًا. غير أنّ خلفيّتنا اليمنيّة المشتركة ساعدتني في الحصول على ثقته. بعد مرور عشرة أيّام من التواصل في ما بيننا، أرسل لي مجموعة من الرسائل النصيّة تضمّنت ما أصبح يُعتبر سلسلةً من نصوص المكاشَفة. 

"فعلت شيئًا عندما كنت أكثر شبابًا، وكانت غلطة"، كتب في واحدة من تلك الرسائل. 

ومن خلال آلاف الرسائل النصيّة والملاحظات الصوتيّة التي أرسلها إليّ على مدى خمسة أشهر، لم يستخدم قطّ اسم مارتين، ولا أشار إلى مقتلِها، مفضِّلًا استخدام كلمة "حادثة". 

ولكنّ تقريرُ الطبّ الشرعي أوضح تفاصيل العنف الذي أدّى إلى وفاة الطالبة النرويجية - نتيجةً لتعرّضها "للضغط على العنق"، وهذا ما يعني أنها "قد تكون تعرّضت للخنق، وتثبيتها بالقوّة، وحجب التنفّس عنها". تُرِك على جسدها ثلاثة وأربعين أثرًا من آثار الجروح والخدش، "ومنها ما يدلّ بوضوح على تعرّضها لاعتداء كالذي يسبّبه العراك". 

ودرس كلٌّ من فاروق ومارتين في معهد "ريجنت لإدارة الأعمال" في لندن، وكانت مارتين تأمل أن تحظى بوظيفة في قطاع المال والأعمال في العاصمة. كانت آخر مرّة رآها فيها أصدقاؤها وهي على قيد الحياة في الساعات المبكّرة ليوم الرابع عشر من آذار مارس عامَ ألفَين وثمانية، وذلك في نادي "مادوكس" الليلي ذي العضويّة الحصريّة في ضاحية "مايفير"، وكانا هي وفاروق عبد الحق يحتفلان بانتهاء الامتحانات.



Create Account



Log In Your Account