إرحموا من في الأرض
السبت 06 مايو ,2023 الساعة: 11:57 مساءً

الرحمة، إسم من أسماء الله الحسنى (الرحيم ) ونور من أنوار ه التي تتنزل على المحظوظين من خلقه  وبها أرسل المصطفى صلوات الله عليه إلى الناس كافة.

وهي أرفع درجة من الحب، تنبعث من بحر القلوب بدافع فطري، ولا مكان فيها للأنانية ولا للانتقاء النفعي.

تمارس كعطاء من نور بلا ثمن أو مقابل  للقريب والبعيد والمعروف وغير المعروف للانسان والطير والحيوان.( وفي كُلِّ ذاتِ كبدٍ رطبَةٍ أجرٌ)، فتنعكس سلوكا  ربانيا يبعث الطمأنينة والأمان وتزدهر الحياة عدلا وحبا وكلمة طيبة وبسمة تشرق في النفوس وأفعال بيضاء تتوالد معها القيم الفاضلة وصنائع المعروف وينتهي الفحش ويتلاشى العنف  وتفتح أبوابا للخير تغلقها القسوة والجفوة وجلافة الطباع.

والرحمة من الاخلاق الجامعة والصفات التي تتوالد وتنتشر بالقدوة، لنرى ان الاحساس  بالرحمة ينتج  التكافل كظاهرة اجتماعية وطبع عام دون من أو أذى وسنجد المواهب تظهر و تتعاضد وتنمو وتنتشر بالدعم  و التشجيع والنصيحة، فتزدهر وتثمر في حديقة  تتوهج  بالرحمة فتشرق النفوس مبتهجة دون قيود  سعيدة، محررة من الحسد والأنانية وحب الذات.  

فالرحمة لا تقبل أن تعيش مع الحسد والكراهية وحب الذات في قلب واحد أبدا.
كما أنها كفيلة بازدهار صناعة المعروف وتجفيف منابع الفساد وسد منافذ المنكرات ومنع توغل الظلم  وآنهاء التوحش الانساني الذي يحيل الحياة جحيما لا يطاق. (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

احمد عثمان

 


Create Account



Log In Your Account