مدن الفوضى والظلام
الأربعاء 16 أُغسطس ,2023 الساعة: 05:16 مساءً

ثمة مدن في اليمن، هي قرى كبيرة تغرق في الفوضى والحرمان. صورة الدولة تبدو  من خلال وضع مدائننا المنهكة والمستنزفة حيث الحياة متوقفة لصالح الفساد المستشري، ولصالح كل ما يقوض مظاهر المجتمع المدني والحياة المدنية.
على حطام المدن يرفع التخلف رايته.. ينشر ظله على كل الفضاءات خانقاً كل بواعث التمدن.. مصادراً مدنية الوعي والسلوك، مدنية الثقافة والممارسة.
مدننا الكبيرة في اليمن مازالت هدفاً للتحطيم والتقويض.. مازالت ساحات مطالب أولية  وميادين صراعات بدائية،  
مازالت تعيش هم الأساسيات، الكهرباء، الماء، الصحة، النظافة، ضعف البنى التحتية والافتقار إلى مستوى يليق من الخدمة، وهي أوضاع تعكس نفسها على الفعالية والحضور، تؤدي إلى إعاقة التغيير وإعادة إنتاج الاستبداد والفساد، تؤدي إلى تأخر الوعي الحاضن للتحولات الكبيرة.
ماذا يعني أن تصير عدن مدينة مطفأة تغرق في الظلام والفوضى والعرق والأسى الثقيل.
ماذا يعني أن تؤول تعز الى هذه المآلات؟ 
حتى ونحن في حالة حرب يجب أن لا ندع مدائننا تسقط من الداخل، من المهم أن تبقى روح المدن عامرة، تقاوم الدمار والخراب وتكافح تشوهات  وأدواء الصراع، معتصمة برمزياتها الشافية ومحتمية بكل بواعث الصحة وأسباب البقاء. 
الأصل أن تكون المدينة عالما آخر، تمنحك شعوراعارما بالكينونة وتزيد من قدرتك على الفعل والمبادرة، وينفتح أمامك فيها المجال لإثبات الوجود وتحقيق الشخصية.وتأكيد الحضور الجمعي المدني في كل الفضاءات. 
المدن في اليمن تحتاج إلى تمدين، و إعادة إنعاش لروحها المدنية المحتضرة.
في اليمن تغيب الدولة تبعا لغياب الحواضر، وما لم تتشبث المدن بمدنيتها وتقاوم سياسات  التهميش والإقصاء، والإهمال، وكل التوجهات الفوضوية التى تعمل على تحويلها الى ساحات صراع واحتراب وخوف وذعر ورعب ومعاناة يومية وشكاوى مريرة لا تتوقف.


Create Account



Log In Your Account