الخميس 28 سبتمبر ,2023 الساعة: 06:27 مساءً
ها هي الذكرى ال ٦١ لثورة ال ٢٦ من سبتمبر المجيدة، تطل علينا من جديد، وشعبنا اليمني لا يزال يعاني أوضاعه القاسية، في شتى المجالات، ويعود ذلك لتلك الحرب العبثية القذرة، والتي تسببت في تمزيق عرى الوطن، وتدمير مؤسساته الإجتماعية، والإقتصادية، والثقافية ، وغيرها.
وبالرغم من ذلك فلا تزال تلك الأوضاع على حالها دون حلحلة لها حتى اللحظة، وإن كانت هنالك جهوداً تبذل في هذا المسار، من قبل بعض الأشقاء، ومنهم في سلطنة عمان، على أمل لإيجاد حل للقضية اليمنية، ووقف أوزار الحرب المشتعلة فيها، لما يقرب من تسع سنوات.
تستحق جهود السلطنة كل الشكر ، لكن هل فعلاً ستصل هذه التهدئة إلى نتيجة سيما بعد أن وصلت الأحوال في اليمن إلى طريق مسدود ، بسبب تعنت الحوثي ، وعدم العدول عن مفاهيمه التي يظهرها، بين الفينة والأخرى ، بأنه هو صاحب الحق دون غيره، بالوقت الذي يحاول بطريقة وأخرى، من إنهاء أي أثر للثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
في حين يشيد بثورته الإنقلابية، والتي تسببت كل هذا العناء للشعب اليمني ، بقدر ما فتحت أيضاً مجالاً واسعاً للتدخلات الخارجية مع غيره.
إذن ماذا بعد ونحن نعيش هذه الذكرى في ظل ظروف حالكة وقاسية ، على شعبنا اليمني، هنا وهناك رغم ما قدمته الثورة اليمنية ، من تضحيات جسام ، من أجل الإنعتاق من ربقة الإستبداد الإمامي الكهنوتي، في شمال الوطن، وطرد الإستعمار البريطاني من جنوبه.
إذن ، هنا هل لنا أن نفرح بعد كل هذا العناء ونحتفي بهذه الذكرى ، التي لم تُعد برونقها الجميل كما كان عليه الحال سابقاً؟
لقد أصبحت الأمور في الحال الراهن مؤلمة وقاسية على كل من في هذه الأرض الطيبة، التي تآمر عليها أبناؤها سيما أولئك الزنادقة، وبياعي الضمير ، الذين لا هم لهم سوى إشباع رغباتهم وذواتهم الأنانية.
سأقول ، وأكرر: هل نصحى من جديد، ونشمر سواعدنا في إعادة بناء وإعمار هذا الوطن، بدلاً من كل هذه الألاعيب، والتحايل، على هذا الشعب المسكين ، والذي أضحى يموت في اليوم مائة مرة ، بينما هناك من يعيش في حياة رغيدة وزهو كبير .
صارت أحوال الناس في بؤس مدقع وحياة نكدة ، ربما غير موجودة، في أي بلد آخر ، سوى في اليمن ، بينما هناك من يزايد على الشعب، ويدعي بأنه هو الوسيط بين الشرعية والحوثي ، بهدف وقف الحرب ، وإيجاد هدنة دائمة من أجل فتح المطارات والموانئ ، والطرق، وفك الحصار على المدن من قبل المليشيات .
وفي الواقع الأمور تعطي مؤشرات أخرى، بأن العملية هي ضحك على الذقون لأن المسألة يفترض أن تكون بين الشرعية والحوثي، ومعهم الوساطة العمانية ، وليس السعودية، ولكن هكذا الأمور تسير بالمقلوب ، وفي الأخير ماذا أقول عنك يا سبتمبر ؟
وما هي الإنجازات التي تحققت خلال هذه السنوات سوى إزدياد حالات البطالة ، وتوسع ظاهرة الفقر والجوع ، وغياب الأمن والأمان ، وبروز ظاهرة القتل والإعتداء والسطو على أملاك الغير ، والتنكيل بالشرفاء ، وأصحاب الأقلام الحرة، فأين أنت يا سبتمبر من هذا كله، قتلوا كل احلامك وأهدافك النبيلة .!