توجس وقلق في تعز من تكرار نسخة "ضيوف 2015"
الخميس 27 يونيو ,2024 الساعة: 09:47 مساءً

هناك توجس في اوساط المواطنين في مدينة تعز من الوافدين الغريبين القادمين من مناطق الحوثيين، عقب فتح طريق جولة القصر، رغم ان الكثير يعرفون جيدا ان معظم من قدموا، إنما قادهم الشوق لمدينة تربطهم بها ذكريات جميلة أو سمعوا عن جمالها، فضلا عن ان البعض وجد في مدينة تعز متنفسا له يتخلص - ولو مؤقتا - من مشاعر الكبت والخوف والحرمان التي يعيشونها طيلة 10 سنوات من مناطق المليشيا.

لكن والرغم من ذلك، فإن الوجوه غير المألوفة تعيد الى أذهان المواطنين صورة مشابهة حدثت في 2015، حيث سيطر الحوثيون على كثير من المناطق عن طريق ضيوف او عبر مقاتلين تسللوا بزي نساء واستضافتهم خلايا نائمة.. احدى تلك المناطق التي سقطت بهذه الطريقة مديرية صبر الموادم، ودفع ابناء المنطقة ثمنا ليس بالقليل من اجل تحريرها. 

شخصيا، لا أعتقد ان الحوثي عبر خلاياه النائمة وحتى المستيقضة، سيتمكن من السيطرة على أي مربع او منطقة، لكن سيكون بإمكانهم إثارة مشاكل، على غرار تفجيرات او اغتيالات وما الى ذلك من عمليات ارهابية، وبالتالي يجب رفع درجة اليقضة الأمنية والحذر العسكري. 

ومع ذلك، ثمة عامل رئيس، دائما ما يلعب دورا مفصليا في نجاح او فشل أي جهود لإرساء الامن والاستقرار، وهو "وعي المواطن". 

المواطن هو رجل الامن الاول، وبدونه يصعب تحقيق الامن والاستقرار، وبالتالي فإن قيام المواطن بدوره ليس بالابلاغ عن أي تحركات مشبوهة وحسب، بل بلعب دور يشبه العمل الاستخباراتي، يتتبع ما يثير فيه الشك من تحركات مريبة ومن ثم الابلاغ عنها، ستكون النتيجة احباط أي مخططات أو مؤامرات إرهابية قبل وقوعها. 

ما يبعث على الاطمئنان، ان الاجهزة الامنية والعسكرية الان ليست ذاتها في 2015، وان "حسن النية" التي كان يتعامل بها الجندي مع أي شخص غير معروف لم تعد موجودة، فقد تعلم الجميع من الدروس السابقة، لكن هذا لا يعني التعامل بشكل سيء مع أي مواطن غير معروف، قدم زائرا لمدينة تعز، ففي حاضرة الجمهورية يجب ان يحضر القانون بنصه وروحه، مع عدم إغفال قراءة ما بين السطور لمنع محاولات استغلاله.



Create Account



Log In Your Account