الثلاثاء 11 مارس ,2025 الساعة: 12:44 صباحاً
في زمن الانكسارات والانهيارات الكبرى، هناك رجال تصنعهم الأقدار ليكونوا حائط الصد الأخير، ولتتحول أسماؤهم إلى منارات تضيء دروب الحرية.
ومن هؤلاء الشيخ حمود سعيد المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في تعز، الرجل الذي حمل السلاح حين تخلى الجميع، وقاد أبناء مدينتنا تعز في ملحمة بطولية ضد مليشيات الحوثي الكهنوتية، دفاعا عن الكرامة والجمهورية.
نعم، عندما اجتاحت المليشيات الحوثية المدججة بالسلاح مدينة تعز، لم يكن هناك جيش وطني لصدهم، ولم تكن هناك قوة جمهوريه لإنقاذ المدينة.
والشاهد أن كانت تعز وحيدة، وكان على أبنائها أن يقرروا: إما الاستسلام للموت والعبودية، أو المقاومة حتى الرمق الأخير. عند هذه اللحظة الفارقة، برز اسم حمود المخلافي قائدا حقيقيا، مسلحا بإيمانه بعدالة قضيته، وملتزما بواجبه الأخلاقي والوطني.
والواقع لم يكن المخلافي زعيما تقليديا، بل كان واحدا من أبناء تعز الذين لم يختاروا القتال طمعا في سلطة أو جاه، بل لأن البديل كان بيادات الحوثيين تدهس المدينة وتذل أهلها. فحمل السلاح مع رفاقه، وواجهوا المليشيات المدعومة من إيران، رغم الفارق الهائل في العتاد والتسليح.
وللتذكير: لم تكن معركة تعز سهلة، فقد دفعت المقاومة الشعبية، بقيادة الشيخ حمود المخلافي، ثمنا باهظا في سبيل الصمود. استشهد أكثر من 1200 مقاوم من خيرة أبناء المدينة، فيما ارتكبت المليشيات الحوثية مجازر مروعة بحق المدنيين، راح ضحيتها أكثر من 800 شخص، بين أطفال وشيوخ ونساء، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين الذين ما زالت جراحهم شاهدة على وحشية الغزو الحوثي.
أما الشيخ حمود سعيد المخلافي، فلم يكن مجرد قائد ميداني يصدر الأوامر من خلف المتاريس، بل كان حاضرا في الصفوف الأولى، يقاتل، يسعف الجرحى، يواسي أهالي الشهداء، ويبث الحماس في قلوب المقاومين.
نعم، لم يكن مجرد قائد، بل كان عنوانا للتضحية والفداء، حتى أنه فقد ابنه وأخويه في هذه الحرب، لكنه لم ينكسر، بل زاده ذلك إصرارا على استكمال المسيرة.
طبعا ما يميز الشيخ العميد حمود المخلافي عن غيره أنه لم يكن مجرد قائد عسكري فحسب، بل كان رجلا يحمل مشروعا وطنيا، مدركا أن معركة تعز لم تكن مجرد معركة محلية، بل كانت معركة اليمن بأكمله ضد مشروع طائفي استبدادي يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
نعم أعرف قائدي الفذ، لقد رفض الشيخ حمود أن تتحول تعز إلى إقطاعية مذهبية تابعة للحوثيين، كما رفض أن تصبح ساحة للابتزاز السياسي، فظل ثابتا على مبادئه، مدافعا عن استقلالية القرار اليمني، وعن وحدة الصف الجمهوري.بل لم يكن يوما باحثا عن النفوذ، قدر ما كان رجلا قدم الغالي والنفيس كي تبقى تعز حرة أبية.
في الحقيقة، رغم كل المحاولات الحوثية لإخضاع تعز، ورغم المؤامرات الداخلية والخارجية التي حاولت تحييد المقاومة، لا تزال المدينة عصية على الكسر، بفضل رجالها الأوفياء، وعلى رأسهم الشيخ حمود سعيد المخلافي، الذي سيظل اسمه محفورا في ذاكرة كل أبناء تعز الذين لم يتواطأوا مع المليشيات الحوثية كأحد أعظم القادة الشعبيين في تاريخ المقاومة الوطنية.
والحق أقول لكم: هذا الرجل الذي حاول البعض تشويهه، وتجاهل تضحياته، هو ذاته الرجل الذي لولاه لكانت تعز اليوم تحت رحمة أحذية الحوثيين، ولكان أبناؤها عبيدا لسلطة الكهنوت والولاية. لكن التاريخ لا ينسى، والأحرار لا ينكرون فضل من وقفوا في وجه الطغيان، وحملوا أرواحهم على أكفهم ليحفظوا شرف مدينتهم وأبناء تعز.
لنخلص إلى أن ليس المهم ما يقوله الحاقدون أو الجاحدون، بل المهم هو أن تعز حرة، وتعز تقاوم، وتعز ستنتصر دائما. والفضل بعد الله، لأولئك الرجال الذين لم يخذلوها يوما، وعلى رأسهم حمود سعيد المخلافي، فارس المقاومة وضمير تعز الذي لا يموت.
شاء من شاء وأبى من أبى.
لكن بعض اليساريين التافهين، الذين لا يرون أبعد من أحقادهم الأيديولوجية، يكرهون الشيخ حمود سعيد المخلافي فقط لأنه ينتمي لحزب الإصلاح! أي منطق هذا؟ ترى هل كانت تعز ستنجو بمقالاتكم الفارغة أم ببطولات رجالها أم بالمقاومة عن طريق الموسيقى؟
نعم، أنا يساري، وأعتز بهذا القائد الذي دافع عن مدينتي حين هرب الجميع. معيارنا الحقيقي هو التضحية لتعز، لا تصفية الحسابات السخيفة!
ورغم انف الجميع سيظل حمود المخلافي رمز المقاومة، لا شعار حزبي!