الخميس 03 أبريل ,2025 الساعة: 03:39 مساءً
شنت القوات الأميركية خلال الأيام الماضية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع وقدرات عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في جنوب شرقي مدينة صعدة، شمال اليمن. تأتي هذه الضربات ضمن العملية العسكرية الأميركية المستمرة منذ 15 مارس الماضي، والتي تستهدف القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران.
ورغم تكتم جماعة الحوثي على تفاصيل المواقع المستهدفة وطبيعة الأهداف، كشفت مصادر مطلعة لمنصة "ديفانس لاين" عن وجود منشآت ومخابئ عسكرية كبيرة للحوثيين في منطقة "آل سالم"، الواقعة جنوب غربي مديرية كتاف - البقع، جنوب شرقي صعدة.
موقع استراتيجي محصّن
تقع منطقة آل سالم ضمن الامتداد الجبلي الوعر غرب مديرية كتاف، وتربط بين مناطق نشور شمالاً، ودماج جنوباً، ووادي مذاب، ضمن مديرية الصفراء. وتعد هذه المنطقة نقطة التقاء لثلاث محافظات، حيث تتصل شرقاً بمديرية الحشوة في صعدة، وجنوباً بمديريتي برط العنان وخراب المراشي بمحافظة الجوف، إضافة إلى ارتباطها جنوباً بمناطق مديرية حرف سفيان في عمران.
ضربات مكثفة على "السهلين"
بحسب مصادر عسكرية يمنية، استهدفت أعنف الضربات الأميركية منطقة "السهلين" جنوب عزلة آل سالم، والتي تعد مركزاً عسكرياً حوثياً منذ سنوات. وتُظهر صور الأقمار الصناعية، التي حلّلها فريق "ديفانس لاين"، وجود مجمع عسكري كبير للحوثيين شمال منطقة هيجان وجنوب السهلين، يضم شبكة أنفاق ومخابئ تحت الأرض، إضافة إلى مرافق لوجستية، ومعدات حفر ثقيلة.
وتشير التحليلات إلى أن إنشاء هذه القاعدة بدأ مطلع عام 2021، لكن عمليات البناء تسارعت خلال العام الماضي، مع اعتماد الجماعة على التمويه عبر تحويل مخلفات الحفر إلى أراضٍ زراعية.
وأكد شهود عيان وقوع انفجارات ضخمة في مخازن الأسلحة عقب الضربات الجوية، استمر بعضها لأكثر من يومين.
مخابئ مطلّة على دماج
إلى الغرب من "السهلين"، كشفت صور الأقمار الصناعية عن منشآت ومخابئ عسكرية أخرى في المرتفعات المحاذية لجبل براش، المطل على منطقتي السهلين ودماج. وتظهر الصور وجود تحصينات ومغارات عسكرية تحت الأرض، ونقاط مراقبة تمتد إلى هضاب وسوائل محيطة.
ووفقاً لمصادر محلية، تتخذ جماعة الحوثي من منطقة "الخشبة" مركزاً عسكرياً محظوراً، حيث تخزّن فيها صواريخ ومواد تصنيع حربي، وتضم منشآت تحت الأرض يُعتقد أنها تُستخدم كمراكز قيادة وسيطرة واتصالات، إضافة إلى ورش تجميع.
وتبرز المرتفعات الجبلية الواقعة غرب مديرية كتاف، خصوصاً في مناطق آل مقبل وآل سالم، كأحد أهم المجمعات العسكرية للحوثيين، التي أصبحت هدفاً رئيسياً للضربات الأميركية خلال الأيام الماضية.