الإثنين 07 أبريل ,2025 الساعة: 10:31 صباحاً
توفي الشاب محمد علي حسن، أحد أبناء مديرية كسمة بمحافظة ريمة، تحت التعذيب في أحد سجون مليشيا الحوثي، بعد أشهر من اعتقاله تعسفياً دون أي مسوغ قانوني، في جريمة جديدة تعكس حجم الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة المسلحة بحق المعتقلين.
وقالت مصادر حقوقية إن المليشيا الحوثية سلّمت جثمان الشاب لأسرته وعليه آثار تعذيب واضحة، شملت كسورًا وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، في حين أجبرت الأسرة على توقيع تعهد بعدم الحديث عن ملابسات الوفاة أو المطالبة بإجراء أي تحقيق، في محاولة لطمس الجريمة والتستر على مرتكبيها.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من حالات الوفاة تحت التعذيب في سجون الحوثيين، والتي وثقتها منظمات حقوقية محلية ودولية خلال السنوات الماضية، حيث وثّقت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أكثر من 350 حالة وفاة في سجون الحوثيين منذ 2015، معظمها ناجمة عن التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد.
كما أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقارير سابقة أدانت فيها استخدام الحوثيين لأساليب تعذيب قاسية، شملت الصعق الكهربائي، الضرب بالأسلاك، الحرمان من النوم، والتعليق لفترات طويلة، بحق معتقلين سياسيين ونشطاء وصحفيين.
وتحذر منظمات دولية من أن استمرار الإفلات من العقاب، وصمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات، يشجّع المليشيا على المضي في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين. كما طالبت تلك الجهات بإحالة ملف الانتهاكات في اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية، وفرض عقوبات على القيادات الحوثية المتورطة في الانتهاكات.
يُذكر أن تقارير أممية عدة، بينها تقارير فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة، أكدت وجود "نمط واسع من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة" داخل مراكز الاحتجاز الحوثية، بما في ذلك السجون السرية التي تديرها المخابرات الحوثية، ويُحتجز فيها آلاف اليمنيين دون تهم أو محاكمات.