القربي يتحدث عن انهيار الدولة وتمدد الحوثيين وأسرار المرحلة الأخيرة من حكم صالح
الأحد 27 يوليو ,2025 الساعة: 04:47 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة

أدلى وزير الخارجية اليمني الأسبق، الدكتور أبو بكر القربي، بشهادة سياسية لافتة حول تحولات المشهد اليمني قبيل وبعد سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي، مؤكدًا أن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح كان يتوقع مصيره على يد الجماعة، التي تحوّلت من خصم إلى شريك سابق ثم إلى قوة مهيمنة في العاصمة انتهت بإزاحته وقتله في ديسمبر 2017. 

وفي حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، حمّل القربي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد صالح، مسؤولية سقوط صنعاء للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، الذي اتُّهم بالتقاعس عن وقف تقدم الحوثيين نحو العاصمة، رغم التحذيرات التي تلقاها من قيادات سياسية وعسكرية، على حد قوله. 

وأكد القربي أن صالح لم يسعَ لتوريث الحكم كما رُوّج، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق أعلن في مطلع 2011 عزوفه عن الترشح وأكد أن الشعب هو من يقرر مستقبل السلطة عبر الانتخابات. 

وقال إن تحوّل الحوثيين إلى إيران جاء نتيجة لعزلهم سياسيًا وخوضهم عدة جولات من الحروب، وهو ما دفعهم إلى البحث عن داعم خارجي، مشيرًا إلى أنه زار طهران مرتين لنقل مطالب رسمية بوقف التدخلات، دون أن تسفر تلك الزيارات عن التزامات واضحة. 

وعن لحظة توقيع المبادرة الخليجية، أكد القربي أن صالح وافق على التوقيع قبل ساعات من محاولة اغتياله في مسجد دار الرئاسة، واصفًا تلك اللحظة بـ"التحول التاريخي"، ومشيرًا إلى أنه نجا من التفجير بالصدفة بعد تغيبه عن الصلاة بسبب مناسبة اجتماعية. 

ورغم أن القربي قدّم الرواية من زاوية مقربة لصالح، إلا أنه تجاهل الإشارة إلى التحالف الذي جمع حزب المؤتمر الشعبي العام بجماعة الحوثي خلال السنوات التي تلت إسقاط صنعاء، والذي مكّن الجماعة من السيطرة على مفاصل الدولة. كما لم يتناول بشفافية أسباب دعم المؤتمر السياسي والعسكري للحوثيين، ولا الدور الذي لعبه صالح لاحقًا في إعادة تموضعه داخل المشهد عبر هذا التحالف، وهو ما مهّد لصدامه النهائي معهم. 

الخلفية العامة تشير إلى أن دخول الحوثيين إلى صنعاء في سبتمبر 2014 جرى وسط انقسام سياسي وتراخٍ عسكري واسع، حيث استسلمت وحدات تابعة للدولة دون قتال يُذكر، في ظل اتهامات متبادلة بين القوى اليمنية. وقد شكل هذا الحدث نقطة تحول فارقة، أنهت المرحلة الانتقالية وأدخلت البلاد في نزاع دموي مستمر حتى اليوم. 

وفي تقييمه لشخصية صالح، أشاد القربي بما وصفه بـ"مرونة الرئيس الراحل وإلمامه المعقّد بتوازنات الدولة القبلية والسياسية"، معتبرًا أن استمرار حكمه لأكثر من 30 عامًا كان نتيجة لفهمه العميق لطبيعة اليمن المركبة، رغم إقراره بأن فرصًا كثيرة لبناء الدولة أُهدرت بعد الوحدة والحرب الداخلية. 

وفي ختام حديثه، رأى القربي أن استعادة وحدة اليمن ممكنة شريطة وقف التدخلات الخارجية وعودة القرار إلى الداخل، معتبرًا أن اليمنيين قادرون على التوصل إلى تسوية إذا تُرك لهم المجال للحوار الحر.



Create Account



Log In Your Account