معركة كسر العظم.. الصرافون يعدون لهجمات مرتدة والبنك المركزي يعزز دفاعاته
الإثنين 04 أُغسطس ,2025 الساعة: 08:49 مساءً

طيلة الفترة الماضية، فرض الجهاز المصرفي الموازي او السوق السوداء تحت مظلة هوامير الصرافة، سيطرتهم بالطول والعرض على السوق المالي، وحشروا البنك المركزي في زاوية ضيقة.

مع بدء البنك المركزي، مؤخرا، عملية تصحيح في القطاع المصرفي، واصدر عددا من القرارات بينها اغلاق عشرات دكاكين الصرافة، تحسن سعر الصرف كثيرا، لكن يبقى التحدي الاكبر هو صمود البنك امام قوة وسطوة الهوامير حينما يضعون البنك في مواجهة مباشرة مع ضغوطات وطلبات السوق.

الآن الصرافون يعدون العدة لافشال اجراءات البنك الاخيرة، ونقطة قوتهم في هذة المرحلة، عدم قدرة البنك على توفير السيولة النقدية من العملة الصعبة للتجار، وبالتالي العودة للسوق السوداء التي حينها ستفرض السعر الذي تريده وتأدب كل الاصوات المناوئة للهوامير.

لكن البنك المركزي، يدرك تماما نقطة القوة هذه التي يتمتع بها الصرافون، ولذلك فعّل لجنة تمويل الاستيراد، التي اجتمعت بالأمس في عدن واتخذت عدة قرارات من بينها تحديد المواد الاساسية التي سيتم تمويلها، ووضع قيود على غيرها من السلع.

البنك عزز موقفه ودفاعاته المصرفية، ايضا، من خلال قرار اخر، يتمثل بتحديد سقف الحوالات الخارجية وعمليات بيع وشراء العملة للاغراض الشخصية، حيث حدد مبلغ 5000 دولار للشخص الواحد (مريض او طالب) وبشروط معقدة، قبل ان يخفض المبلغ الى 2000 دولار فقط.

أيضا، يواصل البنك المركزي، إغلاق وسحب تراخيص شركات الصرافة المخالفة، وهذه الخطوة بقدر ما هي مهمة للحد من المضاربة بالعملة، فإنها اجراء وقائي لمنع العودة الى المربع السابق، حيث الصرافون هم اصحاب الحل والعقد، والخصوم والحكام.

عموما ..اذا استطاع البنك المركزي الصمود أمام الهجمات المرتدة العنيفة للصرافين، لمدة شهرين او ثلاثة على الاقل مع الحفاظ على مكاسبه الاخيرة، فسيتمكن لاحقا من فرض سياساته النقدية والتحكم بالسوق المصرفي تدريجيا، على الاقل في مناطق الشرعية مبدئيا، وسيحقق مكاسب كبيرة في معركته مع الاقتصاد الموازي للحو.ثيين.

انتصار البنك في هذه المعركة المعقدة هو انتصار للشعب بأكمله، وخطوة متقدمة لاستعادة السيطرة على الاقتصاد ككل.


Create Account



Log In Your Account