الثلاثاء 12 أُغسطس ,2025 الساعة: 07:18 مساءً

الحرف28 - خاص
دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم، الى استكمال جهود خفض التصعيد وتحريك العملية السياسية في البلاد.
وبيّن غروندبرغ، أن مكتبه أنهى مؤخراً جولة من المشاورات المكثفة مع الحكومة اليمنية والجهات الأمنية الإقليمية، برعاية لجنة التنسيق العسكري التابعة للأمم المتحدة، التي تلعب دوراً محورياً في خفض التصعيد على خطوط المواجهة والاستعداد لتنفيذ وقف إطلاق نار مستقبلي.
وأشار غروندبرغ في إحاطته، التي تابعها محرر "الحرف28"، إلى أن الاجتماعات ركزت على تقييم عمل اللجنة، ومناقشة التحديات الأمنية على الأرض، ولا سيما في القطاع البحري، إضافة إلى بحث خيارات العودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال المبعوث إن اليمن لا يزال يعاني من هشاشة شديدة بسبب الاضطرابات الإقليمية التي تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار، مؤكداً أن الوضع الحالي يستوجب اتخاذ إجراءات عملية واستباقية تمهد الطريق لمستقبل أكثر استقراراً وسلاماً داخلياً وإقليمياً.
وحذر من تصاعد الأعمال القتالية، مستعرضاً الهجوم الذي وقع في 25 يوليو/تموز في جبهة العلب بمحافظة صعدة، وما تلاه من تعزيز مليشيا الحوثي لمواقعها في مناطق مثل الحديدة، الأمر الذي يبرز الحاجة الملحة إلى تهدئة فعالة وحوار أمني جدي بين الأطراف.
في الجانب الاقتصادي، أكد غروندبرغ أهمية توافق سياسي يعيد تفعيل الاقتصاد اليمني المتضرر من التشرذم ويخفف من معاناة الأسر والقطاع الخاص، مرحباً بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي والحكومة في عدن لتحقيق استقرار العملة وأسعار السلع الأساسية، معبراً عن أمله في أن تمثل هذه الخطوات بداية لتعافي اقتصادي مستدام.
مع ذلك، أعرب عن قلقه من القرارات الأحادية التي تزيد من تجزئة النظام النقدي، مثل إصدار مليشيا الحوثي لعملات جديدة، محذراً من أن هذه الخطوات تعقّد جهود توحيد الاقتصاد ومؤسساته، وداعياً إلى اعتماد الحوار السياسي كحلّ أساسي ومستدام.
في الملف الأمني، شدد المبعوث على ضرورة ضمان الاستقرار الأمني، لا سيما في البحر الأحمر، مستشهداً بضبط شحنة أسلحة متطورة قبالة السواحل اليمنية، ومتطلعاً إلى التزام جميع الأطراف وخصوصاً مليشيا الحوثي بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر الأسلحة، إضافة إلى تسهيل عودة طواقم السفن المتضررة من الحوادث البحرية الأخيرة.
كما أشار إلى تأثير النزاعات الإقليمية، لا سيما الحرب في غزة، على فرص السلام في اليمن، موضحاً الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية للموانئ في الساحل الغربي، والتي تزيد من صعوبة وصول المساعدات والسلع الأساسية.
وأكد المبعوث أهمية دور الشباب في العملية السياسية، داعياً إلى تمكينهم للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل اليمن.
واختتم إحاطته بالدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المحتجزين في اليمن، معرباً عن شكره لمجلس الأمن على مواصلة دعم اليمن وجهود الإفراج عن هؤلاء المحتجزين.
يواجه اليمن منذ سنوات صراعاً مسلحاً معقداً أدى إلى أزمات أمنية وإنسانية واقتصادية حادة، حيث تسيطر مليشيا الحوثي على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد، وتخوض مواجهات مستمرة مع القوات الحكومية المعترف بها دولياً. هذا الصراع تزامن مع تدخلات إقليمية ساهمت في تعقيد المشهد السياسي وزيادة معاناة المدنيين.
كما يواجه اليمن تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة لتجزئة المؤسسات وفرض إجراءات أحادية الجانب من قبل مليشيا الحوثي، ما أثر على استقرار العملة وأسعار السلع الأساسية.