الأربعاء 27 أُغسطس ,2025 الساعة: 08:56 مساءً
متابعات
قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) إن ما تعرض له الشيخ المسن صالح حنتوس (71 عاماً) في قرية البيضاء بمديرية السلفية – محافظة ريمة، يوم 1 يوليو 2025، لم يكن حادثة فردية عابرة، بل جريمة قتل مدروسة ضمن سياق منهجي استهدف العلماء وخطباء المساجد ومدرسي القرآن الكريم على خلفية فكرية وطائفية، في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأوضح المركز أن التقرير الجديد الصادر عنه بعنوان “العنف المتصاعد” يوثق الهجوم العسكري واسع النطاق الذي نفذته جماعة الحوثي بمشاركة ما يقارب 2000 مقاتل مدجج بالأسلحة، والذي استمر 18 ساعة متواصلة وانتهى بقتل الشيخ حنتوس داخل منزله ودفنه قسراً ليلاً دون السماح لأسرته أو المجتمع المحلي بتشييعه.
ورافقت العملية انتهاكات جسيمة شملت القتل والإصابات والاختطاف والإخفاء القسري وترويع المدنيين والنزوح القسري، إضافة إلى مداهمة المنازل ونهبها وتدمير ممتلكات المدنيين.
ووفقاً للتقرير، فقد وثق فريق المركز الميداني أكثر من 89 انتهاكاً خلال الواقعة، بينها حالة قتل وأربع إصابات، واختطاف 12 مدنياً بينهم أربعة أطفال، ونزوح قسري لعشرين أسرة، واقتحام ثلاثة منازل وتدميرها كلياً، وتضرر جزئي لعدد من المنازل والمركبات ودور العبادة. كما عانت نساء وأطفال ومسِنون من موجات رعب وصدمة نفسية عميقة بعد تعرضهم للقصف والاعتداءات المباشرة داخل بيوتهم.
وأكد التقرير أن هذه الجريمة امتداد لانتهاكات ممنهجة ارتكبتها جماعة الحوثي منذ 2014 بحق خطباء وأئمة المساجد ومدرسي القرآن الكريم، حيث وثق المركز مئات حالات القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري التي استهدفت رجال الدين والمدرسين على خلفيات عقائدية وطائفية.
وفي ضوء ما خلص إليه، دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في اليمن، وضمان الإفراج الفوري عن جميع المختطفين قسراً، وفتح تحقيق دولي شفاف في جريمة قتل الشيخ صالح حنتوس وما رافقها من انتهاكات، باعتبارها جريمة قتل خارج نطاق القانون وجريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
وشدد التقرير على ضرورة محاسبة جميع المتورطين وعدم إفلاتهم من العقاب، وإحالة الملف إلى الآليات القضائية الدولية، مع التأكيد على حق الضحايا وأسرهم في جبر الضرر والتعويض وإعادة الاعتبار، إلى جانب التزام الدولة والمجتمع الدولي بإعادة إعمار المناطق المتضررة وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن قتل الشيخ حنتوس في “العنف المتصاعد” يمثل نموذجاً صارخاً لسياسة العنف الممنهج التي تنتهجها جماعة الحوثي بحق خصومها الفكريين والدينيين، وأن السكوت عن هذه الجريمة وأمثالها يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويجعل من العدالة والمساءلة استحقاقاً عاجلاً لا يقبل التأجيل.