الخميس 04 سبتمبر ,2025 الساعة: 07:53 مساءً
لماذا لي الجوعُ والقصفُ لك
يناشدني الجوع أن أسألك
يا سادة العدل في الأرض، ننتصبُ اليومَ حاملينَ جوعَنا كدليل، ودموعَنا كوثيقةٍ، وصوتَ شاعرِ الشعبِ عبد اللهِ البردوني كصوتِ الادعاء.
أغرسُ حقلي فتجنيهُ أنت
وتسـكرُ من عرقي منجلكَ؟
ألسنا نحنُ من يزرعُ كل يوم في المدارس والجامعات والحقول والمستشفيات والجيش والأمن وفي الجبهات.... فَلِمَاذَا أنتم من حصدتمُ؟ القرارات التي تُباع، والتعيينات التي لكم تُختَرع قبل أن تُكتَب الشهادات... كل هذا ينسج أسدالا من اليأس، يُزيد من فجوة الحياة بين من يخرجون إلى العمل صباحاً كي يعودوا في المساء بلا شيء يُذكر، ومن هم في كشوفاتِ الإعاشةِ باجنيد التي صارتْ عنوان عار لنهبِكم، شاهدةٌ على فضيحتِكم، نقيقكم وفضائحكم
تمدونَ أصابعَكم إلى لقمةِ اليتيمِ، بينما قبضتُكمُ ممتلئةٌ بالكنوزِ
.
لماذا؟ وفي قبضتيك الكنوز؛
تمدّ إلى لقمتي أنملك
وتقتاتُ جوعي وتدّعى النزيهَ
وهل أصبحَ اللصُ يومًا مَلَكً؟
ألسنا نحنُ من سُقي بدمعه الأرضَ، بينما أنتم تشربونَ رحيقَ أعمارنا وتدَّعونُ النزاهةَ؟
أيها الفاسدونَ، لقد دنستمَ سجلاتِ الدولةِ بكشوفاتٍ عار وخزي، ملأتموها بأسماءٍ لا تستحق وليس لها حضور وتأثير يُذكر إلا في دفاتِركم السوداءِ.
لماذا تسود على شقوتي؟
أجب عن سؤالي وإن أخجلك
ولو لم تجب فسكوت الجواب
ضجيج ... يردّد ما أنذلك!
لماذا تدوس حشاي الجريح؛
وفيه الحنان الذي دلّلك
أتعلمونَ؟ حتى الصمتُ يفضحُكم؛ ولو لم تجيبوا فسكوتُ الجوابِ ضجيجٌ يردّدُ ما أنذلكم ... الا والله ما أنذلكم!
إنها ليست قضيةَ أرقامٍ في دفاترٍ فحسب، بل قضيةُ دماءٍ وأعمارٍ.
أنتمُ من دُلِّلَ على دموعِنا، ونشأَ في حضنِ معاناتِنا، ثم جحدتم، وصرتمْ تدوسونَ قلوبًا أَنجبتْكم.
لكنَّ الغدَ قادمٌ، غضبةُ الشعبِ تسكنُ أضلَعَنا،
في أضلعي، في دمي غضبةٌ
إذا عصفتْ أطفأتْ مِشعلكَ.
وغدًا لن تحميكمُ الكشوفاتُ، ولن تغطيكمِ الأختامُ.
لا تتمنوا التوبةً بعدَ انكشافِ الفضيحةِ
لأنكم ساديون تتلذذون بعذبات الشعب وآلامه
لا تقولوا: فات الأوانُ فاتكم القطار
فالناسُ لن يصفقوا لركبِ الظلامِ بعد اليوم.
بل سيهتفونَ معَ البردوني
غدًا لن أصفّقَ لركبِ الظلامِ،
سأهتفُ: يا فجرُ، ما أجملُك!
وعليه، فإننا – باسمِ الجوعى والمحرومين – نتقدّمُ بهذه الدعوى ضد كل فاسدٍ، وضد كل اسمٍ وهميٍّ في كشوفاتِ الإعاشةِ، وضد كلِ يدٍ امتدتْ إلى قوتِ الشعبِ، ليكون الحسابُ بحجمِ الدمعةِ التي أغرقتموها، واللقمةِ التي نهبتموها.
والله وليُّ المظلومين.
عريضة دعوى ضد الفساد وأصحاب الكشوفات الوهمية
الموضوع: دعوى قضائية وشعبية ضد الفساد ونهب المال العام عبر كشوفات الإعاشة غير القانونية.
إلى السادة/ الجهات الرقابية والقضائية المختصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نحنُ، أبناء هذا الشعب الجائع والمحروم، نتقدم إليكم بهذه الدعوى استنادًا إلى الدستور والقوانين النافذة التي تجرّم العبث بالمال العام والاعتداء على حقوق المواطنين.
أولًا: موضوع الدعوى
لقد تحولت كشوفات الإعاشة (المعروفة بـ "كشوفات باجنيد") إلى أداة فساد منظّم، حيث يتم تسجيل أسماء، وأشخاص لا يستحقون، وأحيانًا أسماء نافذين يتقاضون مبالغ بغير وجه حق، فيما يُحرم المستحقون الحقيقيون من حقوقهم الأساسية في الغذاء والحياة الكريم.
ثانيًا: وقائع الفساد
1. نهب المال العام عبر إدراج أسماء غير مستحقة.
2. صرف إعاشة ومرتبات لغير المستحقين.
3. استغلال معاناة الفقراء لصالح فئة محدودة من الفاسدين والمتنفذين.
4. التغطية على هذا الفساد بادعاءات كاذبة بالنزاهة والشرف والمعارك الوهمية.
ثالثًا: الآثار المترتبة
تجويع المواطنين وحرمانهم من لقمة العيش.
إضعاف الثقة بالمؤسسات.
تعزيز شبكات الفساد والمحسوبية.
تكريس الظلم الاجتماعي والتمييز في الحقوق.
رابعًا: الطلبات
نلتمس من عدالتكم الآتي:
1. فتح تحقيق عاجل في كشوفات الإعاشة الوهمية (باجنيد وغيرها).
2. محاسبة المتورطين في هذا العبث المالي والإداري.
3. إلغاء الأسماء غير القانونية وإعادة الحقوق إلى مستحقيها.
4. إحالة الفاسدين إلى القضاء بتهم نهب المال العام والإضرار بمصالح المواطنين.
5. ضمانات مستقبلية لعدم تكرار هذه الممارسات عبر آليات رقابية مستقلة وشفافة.
خامسًا: الخاتمة
إن الجوع لم يعد مجرد معاناة إنسانية، بل أصبح صرخة عدالة.
وإن الشعب الذي صمت طويلًا، لن يقبل بعد اليوم أن تُداس كرامته أو تُنهب حقوقه.
لقد قال شاعر الشعب – البردوني – منذ عقود: "
غدًا لن أصفّق لركب الظلام، سأهتف: يا فجر، ما أجملك"
واليوم نعيد صيحته هذه في محراب العدالة، مطالبين بإنصاف المظلومين، ومحاسبة كل فاسد، ومحو كل اسم وهمي من سجلات الدولة.
والله وليّ التوفيق.
توقيع الشعب قبل عبدالله البردوني