مركز دراسات : استهداف إسرائيل لحكومة الحوثيين نقطة تحول استراتيجية
الخميس 11 سبتمبر ,2025 الساعة: 08:05 مساءً
الحرف28 - خاص

قال مركز دراسات، إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت اجتماعًا لحكومة الحوثيين في العاصمة صنعاء تمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا في طبيعة الصراع بين الطرفين، بعد أن انتقلت إسرائيل من استهداف البنية التحتية إلى استهداف القيادات السياسية مباشرة. 

وأوضح مركز المخا للدراسات الاستراتيجية في ورقة تحليلية، أن العملية، المسماة "قطرة حظ"، نفذت في 28 أغسطس 2025، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء، بينهم وزراء الخارجية والإعلام والعدل والاقتصاد والزراعة والطاقة والشباب والرياضة والثقافة والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح متفاوتة، فيما خلفت الغارات دمارًا واسعًا في المباني الحكومية. 

وربطت الدراسة هذا التصعيد بسلسلة الضربات المتبادلة منذ يوليو 2024، حين بدأ الحوثيون باستهداف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ردًا على العدوان على غزة، ما استدعى غارات إسرائيلية على الموانئ ومحطات الكهرباء والمطارات اليمنية. ومع ذلك، فقد شكل أغسطس 2025 نقطة تحول بارزة بعد استهداف إسرائيل المباشر لقيادات الحوثيين، خاصة عقب إطلاق الحوثيين صاروخًا انشطاريًا من طراز فلسطين–2 باتجاه إسرائيل يُرجح أنه وصلهم من إيران. 

وأشارت الورقة إلى مشاركة 14 مقاتلة إسرائيلية في العملية، أطلقت نحو 40 صاروخًا، مع دور محتمل للبحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما اعتبره المركز تطورًا غير مسبوق في الحضور العسكري الإسرائيلي بالمنطقة. 

ورأت الدراسة أن الغارات استهدفت تحقيق أهداف استراتيجية متعددة، منها: إرساء معادلة ردع جديدة تجاه الحوثيين بعد نجاحهم في استهداف الداخل الإسرائيلي، إضعاف محور المقاومة وضرب الامتداد الإيراني في اليمن، بالإضافة إلى الاستجابة للضغوط الداخلية والإسرائيلية من خلال إظهار القدرة على تحقيق إنجاز عسكري نوعي. 

ولفتت الورقة إلى أن الضربة أحدثت ارتباكًا داخل الحوثيين، بعد أكثر من عام من محاولاتهم لتشكيل حكومة موحدة، ما سيعيد الجماعة إلى دوامة المفاوضات الداخلية ويجبرها على إعادة النظر في بروتوكولاتها الأمنية وزيادة حماية قياداتها، مع أعباء مالية وأمنية إضافية. 

وأكدت الدراسة أن هذه التطورات قد تحد من قدرة الحوثيين على التصعيد داخليًا أو ضد الحدود السعودية، في الوقت الذي ستفاقم فيه الهجمات على البنية التحتية معاناة الشعب اليمني وتزيد من غضب المواطنين تجاه الجماعة. 

وأوضحت الورقة أن مستقبل المواجهة يمكن أن يسلك ثلاثة مسارات: المراوحة عبر ردود محدودة، التهدئة المحتملة في حال تسويات إقليمية، أو التصعيد النوعي الذي قد يستهدف مواقع حساسة داخل إسرائيل، ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من الاغتيالات الإسرائيلية للقيادات الحوثية. 

وختمت الورقة بأن استهداف حكومة الحوثيين يشكل نقطة فارقة على صعيد الميزان العسكري والسياسي للجماعة، حيث ستسعى إلى ترميم صفوفها داخليًا مع موازنة خطواتها بين الرد على إسرائيل وتفادي مواجهة إقليمية مفتوحة، مع الإشارة إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحًا يبقى استمرار حالة المراوحة مع ردود محدودة.



Create Account



Log In Your Account