سبتمبر: مناسبة مجيدة  وأوضاع سيئة
الثلاثاء 30 سبتمبر ,2025 الساعة: 01:55 مساءً

لا شك بأن ثورة ال٢٦ من سبتمبر المجيدة عام ١٩٦٢م لم تأت صدفة، بل جاءت بعد مخاض من الكفاح والنضال الكبيرين، من قبل جماهيرنا اليمنية وقواها الوطنية، التي  وضعت على عاتقها تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية، تجاه الوطن وأبنائه الميامين، الذين كان لهم الدور البارز في المشاركة والمساندة، الفاعلة مع أولئك الثوار، الذين حملوا أرواحهم على اكفهم، من أجل أن تنتصر الثورة والمضي قدمًا، لإجتثاث مخلفات الحكم الإمامي الكهنوتي،  وأوكاره الظلامية.

 وفعلًا لقد كان للثورة السبتمبربة في شمال الوطن، أن تشعل جذوة النضال في جنوب الوطن، ضد قوى الإستعمار البريطاني وعملائه، والتي جثمت على أرضه لنحو ١٢٨ عامًا، ولكن بفضل كفاح ونضال أبناء اليمن في بوتقة واحدة، هو ما هيأ لقيام ثورة ال ١٤ من أكتوبر عام ١٩٦٣م الخالدة.

تلك الثورة التي  أنطلقت من جبال ردفان الشماء، و لا ريب بأن ترابط الثورتين آنذاك كان له الأثر الكبير، في نفوس الجماهير اليمنية، شمالًا وحنوبًا، بقدر ما كان لدور مصر عبدالناصر الإسهام والدور الفاعل، والذي لا ينسى في دعم ثورتي اليمن، سبتمبر وأكتوبر، والمساندة لهما، عبر المحافل الدولية، فضلًا عن دور الإتحاد السوفيتي، والدول الشرقية وكذا أيضًا، دور الجزائر، وسوريا، والعراق، وغيرها.

وبالتالي إذا كان لنا أن نحتفي بالعيد ال ٢٦ لثورة سبتمبر، فلنا أن نحتفي بما تحقق خلال ال ١١ عامًا الماضية، حتى نكون صادقين، حال ما نكتب عن أمور هكذا،  لإن حدثًا كهذا ينبغي أن نعطيه الأهمية،  لكن للأسف ما يلمس ويلحظ، بأنه لم يطرأ أي شيء على مستوى الواقع، ولا في أي جانب من الجوانب، في حين نرى بأن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ.

وهذا ليس تجنيًا وإنما هي الحقيقة، ولا أحد ينكر ذلك، عدا أولئك الذين هم بعيدون عن واقع الأوضاع، الذي يعيشه الوطن، أما الغالبية العظمى من الناس، فهم يعانون الأمرين، جراء تلك الأحوال السيئة، والمتردية للغاية، سواءً من حيث الجوانب المعيشية، أم الإقتصادية، وإن كانت هنالك بعض المؤشرات الإيجابية التي أتخذت مؤخرًا في هذا الجانب، إنما يستوجب الإستمرارية وإتخاذ خطوات أكثر في هذا الشأن، حتى تستقر الأمور، وتضبط الأسواق بصورة جادة، كما هو الحال نفسه للجانب الأمني، فقد وصلت الأوضاع فيه إلى مستوى سيء ويعود ذلك لعدم التعامل مع هذا الجانب من الوهلة الأولى  بطريقة فعالة وجادة، وهو ما دفع العديد من المجرمين  لارتكاب أكثر من جريمة، داخل مدينة تعز.

ليس هذا وحسب، لكن هنالك الكثير من الإشكالات، التي يعانيها المواطنون، ومن أبرزها غياب الخدمات الأساسية، ومنها المياه، الكهرباء، الغاز، عدم توفر الأمن والأمان بالشكل المطلوب، وهذا ما يؤثر على حياة الناس ويجعلهم في حالة غير آمنة في مساكنهم، والأمرّ من هذا كله، هو أن موظفي الدولة لا زالوا حتى الآن دون رواتب لهم، وتحديدًا منذ أكثر من أربعة أشهر. 

إذن أقول في الأخير: كيف للمرء أن يحتفي بمناسبة كهذه، فيما الأمور كلها ملخبطة وغير سوية، سيما في ظل خدمات غير متوفرة، وأمن غير موجود، وأوضاع معيشية صعبة، وموظفون دون رواتب، يا حكومة الشرعية.


Create Account



Log In Your Account