الثلاثاء 30 سبتمبر ,2025 الساعة: 07:48 مساءً

الحرف28 - تونس - خاص
تستعد مدينة المزونة في ولاية سيدي بوزيد التونسية لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين للمهرجان الدولي للأغنية الريفية والشعر الشعبي، وهي دورة تعكس عمق التراث الريفي التونسي وتؤكد على أن الفن الشعبي الأصيل ليس مجرد ترف ثقافي، بل رسالة خالدة توثق الهوية الوطنية وتحتفي بالذاكرة الشعبية.
ويأتي شعار هذه الدورة، "الحركة الوطنية بلسان الذاكرة الشعبية"، تكريمًا للشاعر المناضل أحمد السايح، حيث يتيح المهرجان تحويل الفعالية إلى منصة فكرية وشعرية متكاملة توثق دور الإبداع الشعبي في مقاومة الاستعمار وبناء الهوية الوطنية. ويشكل هذا الشعار تذكيرًا بأهمية الفن الشعبي في نقل القيم الوطنية والتاريخ النضالي للأجيال الجديدة.
من أبرز فعاليات الدورة عقد ندوة فكرية معمقة على مدار يومين، 11 و12 أكتوبر، تجمع نخبة من الباحثين العرب من مختلف الدول، للحديث عن دور الشعراء والمبدعين في مقاومة الاستعمار وتعزيز الهوية الوطنية.
ويمثل اليمن في هذه الندوة الباحث اليمني مجيب الرحمن الوصابي، الذي سيقدم مداخلة موسّعة بعنوان:“عبدالله هادي سبيت: الشاعر الثائر ودوره النضالي في مقارعة الاستعمار بالكلمة واللحن”، لتسليط الضوء على تجربة اليمنيين في مواجهة الاحتلال البريطاني من خلال الشعر والغناء الشعبي.
تركز المداخلة على سيرة عبدالله هادي سبيت (1918 – 2007)، القامة اليمنية المزدوجة المواهب من مدينة الحوطة بمحافظة لحج، المعروف بكونه شاعرًا وملحنًا ومناضلًا. وقد سخر سبيت شعره ونغمه كسلاح فني وثقافي، حيث كانت قصائده الثورية مثل "يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح" و*"يا ظالم لك يوم"* تُذاع عبر إذاعة صوت العرب، لتلهب حماس الجماهير اليمنية والعربية وتدعو إلى التحرر الوطني.
وبالإضافة إلى دوره المقاوم، كان سبيت من رواد الفن الغنائي في لحج، وقدم مجموعة من الأغاني العاطفية الخالدة مثل "يا باهي الجبين" و*"سألت العين"*. وقد أصبحت أعماله رمزًا للتجربة الثقافية والنضالية في جنوب اليمن، حيث تمثل الأغنية الشعبية والشعر الريفي سجلًا حيًا للتاريخ الوطني ووسيلة لنقل قيم المقاومة والأصالة إلى الأجيال الجديدة.
وتؤكد فعاليات المهرجان، على أن الفن الشعبي أداة حيوية للحفاظ على الذاكرة الوطنية، وأن الشعر والغناء ليسا مجرد وسائل ترفيهية، بل جزء من منظومة النضال ضد الاستعمار وبناء الهوية الثقافية. كما يعكس ذلك التعاون الثقافي العربي أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية للحفاظ على التراث الشعبي وتوثيق الملاحم الوطنية.