ذمار تغرق في الفوضى الأمنية وسط تصاعد معدلات جرائم القتل
الخميس 09 أكتوبر ,2025 الساعة: 06:20 مساءً

تعيش محافظة ذمار (جنوب صنعاء) حالة انفلات أمني غير مسبوقة، نتيجة الفوضى التي تكرّسها ميليشيا الحوثي، وسط تصاعد جرائم القتل وتزايد الاعتقالات بحق السكان على خلفية احتفالاتهم بذكرى ثورة 26 سبتمبر. 

وحسب مصادر محلية واعلامية، شهدت المحافظة، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الجرائم المروّعة، راح ضحيتها مدنيون بينهم طفل في الخامسة، إثر خلافات شخصية ونزاعات مالية، في ظل انتشار واسع للسلاح وغياب أجهزة إنفاذ القانون. 

وفي أبرز تلك الجرائم، قُتل فواز السماوي، أحد كبار المزارعين في مديرية رصابة، برصاص راكب أطلق النار داخل حافلة نقل إثر مشادة مع السائق، فيما قُتل شاب آخر بطريقة بشعة بعد مقاومته محاولة اغتصاب في كوخ زراعي. 

كما أقدم مسلح على قتل طفل صغير في مديرية عتمة دون سبب معروف، في حين قُتل شخص آخر على خلفية نزاع بين سائقي أجرة. 

ووفق تقارير حقوقية، ارتفع معدل الجريمة في مناطق سيطرة الحوثيين بنسبة تصل إلى 500 في المائة خلال العام الجاري، مع تسجيل أكثر من 123 جريمة قتل و46 إصابة خلال النصف الأول من العام، في ظل غياب العدالة وتدهور الأوضاع المعيشية والنفسية للسكان. 

وأشارت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن تصاعد جرائم القتل والعنف الأسري واعتداءات النساء والأطفال يعكس خطورة الفكر الطائفي والدورات التعبوية التي تفرضها الجماعة على عناصرها، ما يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي. 

من جانبها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحوثيين باعتقال عشرات المواطنين أواخر سبتمبر الماضي، بسبب احتفالهم السلمي بذكرى ثورة 26 سبتمبر أو نشرهم منشورات عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الجماعة تسخّر موارد ضخمة لقمع الحريات بدل توفير احتياجات السكان من الغذاء والماء. 

ويُؤكد مراقبون أن محافظة ذمار أصبحت نموذجاً صارخاً لتدهور الأمن وتفشي الفوضى في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة تغوّل الأجهزة القمعية وغياب القانون، مقابل تصاعد موجة من الغضب الشعبي المكتوم ضد ممارسات الجماعة.



Create Account



Log In Your Account